أوصل «التصويت العقابي» ممثل الإخوان محمد مرسى «الاستبن» إلى قصر الرئاسة، في انتخابات إعادة وضعت الناخبين بين خيارين كلاهما مر، فعمد الكثير من الناخبين إلى استخدام «التصويت العقابي» و«عصروا ليمونة» وهم ينتخبون «مرسي»، نكاية في الفريق «أحمد شفيق» بوصفه مرشحا عسكريا وواحدا من رموز نظام مبارك. وإذا كان ما أسهم في إعلاء منطق أو مبدأ «التصويت العقابي» في الانتخابات الرئاسية السابقة وجود رمز «العسكر» في مقابل رمز «الفاشية الدينية»، فإن هذا السيناريو يغدو قابلا للتكرار إذا ما وضع رمز «العسكرية» في مقابل رمز «المدنية» بوصول المشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي إلى المواجهة النهائية، فالأول يتمتع بشعبية «تبدو» طاغية، منذ ثورة الثلاثين من يونيو، وترشحه جاء استجابة لرغبة شعبية كبيرة، والثاني يمثل «البقية الباقية» من الأمل في دولة مدنية، وهو الاتجاه الذي تميل له قطاعات كبيرة من الشعب، لاسيما أجيال الشباب. ويرى خبراء سياسيون أن «التصويت العقابي» سيتكرر في انتخابات 2014، متوقعين أن يصب في صالح حمدين صباحي، خاصة أن تيارات الإسلام السياسي لا ترغب في المشير «السيسي»، ومن ثم فليس أمامها سوى «صباحي» وإن كانت لا تؤيده. يقول الدكتور وحيد عبد المجيد – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن نسبة التصويت العقابي في الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون محدودة، لأن من يرفضون «السيسي» ربما يميلون إلى المقاطعة وعدم تكرار التصويت العقابي ولا استخدام «الليمونة». وأشار «عبد المجيد» إلى أن التصويت العقابي يعني أن يعطي الناخب صوته لمرشح لكي يعاقب به مرشح آخر في حالة عدم وجود المرشح الأكثر تفضيلا بالنسبة إلى الناخب، وهنا تظهر ثلاثة أنواع من الأصوات: صوت لمرشح معين يؤيده، وصوت يتجه لمرشح لعقاب آخر، وصوت يمتنع. وأضاف أن التصويت العقابي يرتبط وجودًا وعدما مع الحرية والنزاهة وضمانات التأثير الحقيقي لصوت الناخب في النتيجة. أما الدكتور طارق فهمي – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فقال إن التصويت العقابي لن يكون في الانتخابات الرئاسية المقبلة بالصورة التي يتصورها البعض، وبالتالي لن يكون هناك استقطاب ثنائي ما بين «السيسي» و«صباحي»، لأن التصويت المباشر سيوفر ما يسمى بالتصويت "الأتوماتيكي"، وهو سيظهر بوضوح لصالح «السيسي»، أما التصويت الآخر وهو التصويت "التوجيهي" كتصويت جماعة الإخوان وتصويت تيارات الإسلام السياسي فستكون لصالح «صباحي» وهذا أمر مستبعد شكلا ومضمونا، وبالتالي لن تصوت الجماعة ل«صباحي»، وإنما ستمتنع عن التصويت لإفشال العملية الانتخابية بأكملها ومحاولة توزيع الأصوات على المرشحين الآخرين، لاسيما وأنه من المتوقع ترشح آخرين مثل الدكتور البرادعي. وتوقع الدكتور مختار غباشي – الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن يظهر التصويت العقابي في الانتخابات الرئاسية بنسبة كبيرة، خصوصا إذا وصلت المعركة الانتخابية في النهاية بين المشير السيسي وحمدين صباحي، وذلك بالطبع لصالح صباحي على حساب السيسي، خاصة أن تيار الإسلام السياسي لا يرغب في المشير السيسي، ومن ثم فربما ينتخب البعض صباحي ويمتنع آخرون.