تاريخ طويل من الصدام والعنف يسطر صفحات الحركات الطلابية والحرس الجامعي وإدارة الجامعات داخل الجامعات المصرية، فالجامعة وطن ارتضاه الطلاب لأنفسهم، ولكن ما لم يدركه الطلاب أن ما حدث بعد 30 يونيو يعد تناقضًا رآه الكثيرون غريبا على المبادئ التى قامت من أجلها ثورتا 25ينايرو30يونيو . فقد أصدر المجلس الأعلى للجامعات قرارا، في نهاية العام الدراسي الأول ، يمنع طلاب الجامعات من ممارسة النشاط السياسي داخل الجامعات ، معتبرين أن من سيقوم بممارسة السياسة داخل الجامعة هم طلاب يريدون التخريب ولابد من إنذاره بالفصل وإذا ثبت تورطه في أعمال عنف فيتم فصله من الجامعة بالكامل. ولكن طبق هذا القرار على الطلاب ولم يطبق على إدارات الكليات فعلى الرغم من منع المجلس الأعلى لجامعات وحذرها لممارسة النشاط الطلابي داخل الجامعات ،تقوم إدارات الكليات نفسها بعمل ندوات سياسية وتطالب من الطلاب المشاركة فيها. وقد نظمت في بداية العام الدراسي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ندوة بحضور عدد من أساتذة السياسة بالجامعة الأمريكية للحديث عن مصر بعد 30 يونيو وكان من أبرز الحضور دكتور عز الدين شكري ، فيما نظمت كلية الآداب ندوة عن دور الإعلام في الثورات وكانت بحضور الإعلامية ليليان دواد ، فضلا عن الندوات التى تقيمها كليتا الحقوق والزارعة. وعن ذلك قال أحمد عبد العال -منسق طلاب حزب الدستور في جامعة القاهرة- إنه بصدور قرار المجلس الأعلى للجامعات في الفصل الدراسي الأول وتم فصل ما يقارب ال 175 طالبا من جامعة القاهرة فقط بسبب نشاطهم السياسي ورفعهم لشعارات رابعة ، موضحًا، أن الاتحادات الطلابية رفضت ذلك القرار منذ نشأته لأنه يعني أن الطلاب لن يستطيعوا حتى التكلم في السياسة، فالحرية أداة يتلاعب بها أصحاب المصالح. وأكد قائلا:"بالطبع الدولة تفعل ما تشاء طالما يسير وفق مصالحها، مشيرًا إلى أن من مصلحة رئيس الجامعة دكتور جابر نصار استضافة عدد من الندوات التى تعبر عن رأيه السياسي، حتى إذا طالب الطلاب بالحرية فيصعد بتصريحات نارية بأنه مازال يدعم الحرية ويستضيف السياسيين لتوعية الطلاب وهكذا. فيما قالت منار محمد -منسق طلاب التيار الشعبي في جامعة القاهرة- إن المجلس الأعلى لجامعات أصدر قرارا بحظر ممارسة العمل الحزبي، ونحن ننظم الوقفات التى تدعم صباحي خارج الحرم الجامعي، مشيرة إلى أن الجامعات المصرية تعانى بحق من أزمة ثقة بين الطلاب والإدارات الجامعية من ناحية، وبين الطلاب والأمن لاسيما الحرس الجامعي في عهد مبارك الذي قيد حريتهم لسنوات طويلة من ناحية أخرى، ومن ثم فإن عودة الأمن والاستقرار داخل الجامعات لن يتحقق من خلال تقييد العمل السياسي أو حظره. من جانبه، قال محمد بدران-المتحدث باسم اتحاد طلاب مصر- إن الطلاب يسيئون استخدام القوانين، مشيرًا إلى أن قرار المجلس الأعلى للجامعات صدر من أجل التعامل مع الطلاب الذين يفتعلون العنف والأزمة داخل الجامعات، وليس مع الطلاب السلميين الذين يمارسون النشاط السياسي . وأوضح "بدران"، أن من حق الجامعة أن تستضيف ندوات لتوعية الطلاب بالمرحلة الحالية، مشيرًا إلى أن من يدخل الحرم الجامعي فهو يعلم كامل العلم أنه جاء من أجل الدراسة والندوات وليس ليخرب ويدمر فيه.