بعنوان "قوس قزح"، قدمت مجموعة الحكي الجديدة "البط الأسود"، أول عروضها في إطار موسم الفنون المستقلة بمسرح الهناجر. حكايات العرض تنطلق بحميمية، من رؤي متناغمة، متنوعة بين العلاقة مع الجسد، والعلاقة بالآخر، والتحرش، والمشاركة في الثورة. سمعنا وشاهدنا تجربة أم مع الحمل والولادة. والفتاة التي تتصالح مع معاناتها من مرض السكر، وزيادة الوزن، بالسيطرة عليهما بممارسة رياضتها المفضلة. ومن تروي تجربتها مع ندوب قديمة، تحفر في الروح والجسد. إلي القصة الساخرة من الزوج الذي يتجاهل مشاعر زوجته، عبر مونودراما مكثفة لمشاعر زوجة تشعر بالاغتراب والرفض من زوجها. لحكاية الأم وابنتها، التي روتها سحر الموجي، معبرة عن اعتدادها بحريتها في اختيار شكلها.. بخصلات شعرها، كتعبير عن تفردها، ثم محاولتها ممارسة سلطتها علي ابنتها، التي ترفض هيمنتها وتنبه الأم إلي فخ إعادة إنتاج ما رفضته هي سابقا. وأخيرا.. حكاية و تجربة شخصية للكاتبة الإنجليزية سيني سينيفيراتني التي دربت الفريق في ورشة كتابة بدعم من المجلس الثقافي البريطاني، تعود بالزمن إلي أوائل السبعينات، في أوربا، وموقف شهير للحركة النسائية العالمية، يرفض فاشية المقاييس، والثقافة، التي تفرضها مسابقات ملكات الجمال، لكنها بدت خارج حميمية قصص المجموعة، التي خلقت مساحات كثيرة من التماس بينها وبين الجمهور في زوايا عديدة. العرض بطولة: زينب مجدي، أسماء يوسف، سحر الموجي، آمنة مجدي، دولت مجدي، ودعاء حمزة. تصميم وتدريب حركة: نادين إيميل. تصور موسيقي لشادي الحسيني، إخراج ريم حاتم. يعتمد العرض علي مجموعة قصص ذاتية، وأخري مؤلفة، يضمها نمط أداء مسرحي، لا يفقدها بساطة وتدفق الحكي، لكنه يصل، في بعضها، إلي حالة مونودراما متميزة، وتربط بين قصصه فواصل من اسكتشات الأداء الحركي، تجمع فريق العرض. مخرجة العرض، ريم حاتم، قالت "هو أول نتاج للورشة، وقصصه كتابة جماعية للمشاركين بالورشة، 40 من الجنسين، من أعمار متفاوتة، بعضهم يشارك لأول مرة في ورشة، لم أشارك في الكتابة لكن تابعت الجلسات لألم بمراحل تطور القصص، التي لم نختر أفضلها، بل أكثرها انسجاما معا في سياق عرض ذو طابع مسرحي". وأوضحت أن العمل علي ورشة الكتابة بدأ خلال مشاركتهم في مجموعة "أنا الحكاية"، التي انبثقت منها، العام الماضي، مجموعة "البط الأسود"، برؤية مختلفة في الأفكار والتناول، وتضم مشاركين من مهن مختلفة، طبيب، مهندس، ممثلة، محامي، كتاب محترفين، طلبة، يجمعهم حب الكتابة، والرغبة في التعبير عن أنفسهم بتجارب جديدة. واسم المجموعة اختاره أعضاؤها، جماعيًا، تعبيرا عن الحركة خارج السرب. وأضافت أن العرض، رغم تركيزه علي رؤي نسوية للعلاقة مع الجسد، إلا أنه تفادى المفهوم المتطرف للنسوية للمعني الإنساني العام للعلاقة مع الجسد. ريم، التي فازت بجائزة الإخراج عن عرضها "ببساطة"، مع مجموعة "أنا الحكاية"، من ذات المهرجان، قالت إن العرض ستتبعه محاولات لتقديم القصص التي أنتجتها الورشة في كتاب خاص، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.