تم اليوم الثلاثاء التوقيع على معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبول إلى روسيا، ، وقد أقيمت مراسم التوقيع في قصر الكرملين الكبير. وبدوره أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاستفتاء في القرم جرى بتوافق تام مع الإجراءات الديمقراطية وأحكام القانون الدولي، وجاءت تصريحات بوتين في كلمة ألقاها أمام نواب مجلس الدوما، وأعضاء مجلس الاتحاد في البرلمان الروسي، ورؤساء الأقاليم وممثلي الرأي العام بمناسبة قبول جمهورية القرم ضمن روسيا الاتحادية وتشكيل وحدات إدارية جديدة في البلاد. وذكر الرئيس الروسي أن أكثر من 82% من الناخبين شاركوا في الاستفتاء، مشيرًا إلى أن ما يزيد عن 96% منهم صوتوا لصالح عودة القرم إلى حضن الدولة الروسية. هذا وأشار بوتين إلى ضرورة اتخاذ "جميع القرارات السياسية والتشريعية التي من شأنها إتمام عملية إعادة الاعتبار لشعب تتار القرم.. القرارات التي ستعيد إليه حقوقه وسمعته الطيبة على أكمل وجه". وفي إشارة منه إلى ترحيل مئات الآلاف من تتار القرم إلى آسيا الوسطى عام 1944 ذكر بوتين أن تتار القرم – شأنهم شأن بعض الشعوب الأخرى في الاتحاد السوفيتي – عانوا من الظلم. وشدد الرئيس الروسي بهذا الصدد على أن الملايين من مواطني البلاد على اختلاف قومياتهم عانوا من الاضطهاد حينذاك، مضيفا أن التتار عادوا من منفاهم إلى وطنهم. هذا وقال بوتين أن أرض القرم تمثل "انصهارا فريدا من الثقافات وتقاليد الشعوب المختلفة، وهي من هذه الناحية أشبه ما تكون بروسيا الكبرى، حيث لم يذب ولم يختف على مدى قرون أي عرق". هذا وأيد بوتين مشروع إعطاء اللغات الثلاث الروسية والأوكرانية والتتارية صفة اللغات الرسمية في القرم قائلا: "نحن نحترم أبناء جميع القوميات القاطنة في القرم، فهي بيتهم ووطنهم الصغير، وسيكون من الصواب أن تكون ثمة في القرم – وأنا أعرف أن مواطني القرم يؤيدون هذه الفكرة – ثلاث لغات متساوية في حقوقها هي الروسية والأوكرانية ولغة تتار القرم". وكان برلمان جمهورية القرم قد توجه الى موسكو في وقت مبكر من اليوم ذاته بطلب قبول القرم في قوام روسيا الاتحادية بصفة وحدة إدارية، كما أصدر البرلمان في اجتماعه الاثنين قرارا "حول استقلال القرم". وجاء في القرار أنه استنادا إلى نتائج الاستفتاء، الذي أظهر أن شعوب القرم تؤيد الانضمام الى روسيا والخروج من قوام أوكرانيا، يعلن البرلمان جمهورية القرم دولة مستقلة ذات سيادة، بينما تتمتع مدينة سيفاستوبول بوضع خاص في قوامها.