علقت صحيفة "لوموند" الفرنسية أمس، على الصراع الدائر بين روسيا وأوروبا بشأن الأزمة الأوكرانية قائلة: إنه في الواقع، لا تعد شبه جزيرة القرم الواقعة شرق أوكرانيا هدفًا لروسيا في حد ذاتها، فهي تنظر إلى أبعد من ذلك. وأوضحت أن روسيا تهدف إلى تحويل كل الأراضي الواقعة شرقي نهر الدنيبر إلى دولة جديدة "تابعة" إلى الاتحاد الروسي مع الانتظار إلى الوقت المناسب لإدماجها بالكامل في هذا الاتحاد، لافتة إلى أن مشروع "روسيا الجديدة" تم إعداده بكل التفاصيل بما في ذلك شكل العلم في المستقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن "روسيا الجديدة" ستمد أراضي الاتحاد الروسي لتصل إلى البحر الأسود، ومع ضم شبه جزيرة القرم إلى دولتها، لن تستفيد روسيا فقط بالحفاظ على قاعدتها البحرية وإنما ستستفيد بضم سكان بنسبة كبيرة من العرق الروسي والأوكرانيين الناطقين بالروسية، فضلا عن أن هناك العديد من الأوكرانيين يرون أن مستقبلهم مع موسكو؛ لأن ظروف معيشتهم تعتمد على الشركات الروسية أو لأنهم يعملون في روسيا. وعلى المستوى الداخلي، لا يوجد لدى بوتين ما يدعو للقلق، فالعديد من الروس يرغبون في "عودة" أوكرانيا كلها إلى روسيا، كما أن أولئك الذين يمتلكون معرفة تاريخية يدركون أن "روسيا الجديدة" كانت ممتدة على ضفتي نهر الدنيبر، واختتمت الصحيفة بأن إعادة رسم خريطة أوكرانيا قد يسمح في النهاية ببعض الاستقرار، ولكنه سيضفي شرعية على انقلاب فلاديمير بوتين.