بات إهمال المسئولين والسلطات أمرأ مقدساً يلازم المواطنين في حياتهم وحتي بعد وفاتهم، ففي الحياة غلاء الأسعار إلى اختفاء الأدوية، ومن ثمّ اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي. ولم يسلم الموتى أيضا من مضايقات الأحياء لهم، حيث زاحمتهم مياه الصرف داخل قبورهم، لينتهك الأحياء حرمة موتاهم بعدما لم يجدوا سوي المقابر لتفريغ سيارات الصرف الصحي بها. في البداية يقول محمد حسين ياسين – موظف – إن مشكلة تفريغ حمولات سيارات الصرف الصحي ليست بجديدة علي مدينة إسنا، حيث دائماً ما يحاول عمال الصرف الصحي انتهاك قواعد عملهم بتفريغ حمولات سيارات الكسح في المنطقة الجبلية في أطراف المدينة، والتي تم تخصيصها لهذا الشأن، إلا أن بعد المسافة جعلهم يتكاسلون عن آداء مهام عملهم ويقوموا بفض الحمولة في الزراعات تارة والترع تارة أخرى. وأضاف ياسين أنه على الرغم من العديد من الشكاوي التي تقدم بها الأهالي وحالة السيطرة التي يحاول المسئولون فرضها لإحجام تلك الظاهرة، إلإ أنها ما زالت متواجدة. فيما أوضح عمرو حمادة – مواطن بإسنا – أن ظاهرة ضخ مياه الصرف الصحي لم يقف إلى حد الترع والزراعات، بل تطرقت تلك الظاهرة لتزاحم الأموات في قبورهم، وتنتهك حرمة الموت، وهذا أمر يعد خطأ جسيماً يرتكب في حق الأموات والإنسانية. وطالب حمادة بضرورة التصدي لتلك الظاهرة التي وصفها ب"البشعة" ، وأن يضع مسئولي المحافظة تلك الظاهرة صوب أعينهم للعمل على القضاء عليها في أقرب وقت. من جانبه، قال محمد محمود أبو حسوب، رئيس مجلس مدينة إسنا، إن تلك الظاهرة تم رصدها بالفعل بين العمال القائمين علي مسئولية إفراغ عربات الصرف الصحي وتخاذلهم عن صرف الحمولات في المناطق المحددة، وبحثهم عن الأماكن القريبة لتفريغ الحمولة، سواء في الزراعات أو الترع، وبناءاً علي ذلك تم تحديد عقوبة رادعة للعمال المخالفين تقتضي بسحب السيارة ومن ثم التغريم .