" محمد رمضان " أحد ضحايا إهمال المسئولين، والذي فقد روحه هو وثلاثة من أصدقائه نتيجة تجمد الدماء في أجسادهم من البرد، في الوقت الذي حمل على ظهره كساء الفقراء والمحتاجين من ملابس وبطاطين ليُعينهم على عناء البرد وألم السّقيع، لم يَكن يَعم أبدًا أو يخطر على باله في يوم من الأيام أن تكون نهايته الموت بردًا . هذه هي قصة مجموعة من الشباب واجهوا المجهول في جبال "سانت كاترين "، حيث بدأت القصة بدخول مدينة سانت كاترين يوم الخميس الماضي رحلة مكونة من 11 شابًا إلا أن 3 منهم لم يحتملوا سوء الأحوال الجوية وقرروا العودة مبكراً، وكان من المفترض أن تعود الرحلة مساء السبت، إلا أنهم تعرضوا لعاصفة ثلجية، وضلوا طريقهم . حيث أدي إهمال المسئولين وتقاعسهم إلى ضياع هؤلاء الشباب في المجهول وفقدان أرواحهم، حيث ظلوا يعانون البرد لمدة حوالي ثلاثة أيام، وأكد العديد من أصدقاء وذوي هؤلاء الشباب أن أبنائهم ظلوا محتجزين داخل أحد الكهوف بجبل سانت كاترين، وذلك لعدم استجابة المسئولين لاستغاثات الأهالي وإرسال طائرة لانتشال الجثث . وكانت أخر مظاهر الإهمال، عندما استغاثت "نيفين رمضان" أخت "محمد رمضان" أحد المفقودين، والذين وجدوا جثته اليوم، بمدير مركز البحث و الإنقاذ اللواء "عادل كساب" والذي أكد لها أنه يتم استمرار البحث عن أخيها "محمد رمضان"، حيث قام اللواء "كساب" بطمأنتها، و قال بالنص "سوف نعثر عليه أن شاء الله" . وأضافت "نيفين" أن ما اعرفه أن طائرة تتبع مركز الإنقاذ و البحث انطلقت صباح أمس بغرض إحضار جثث وعندما اتصلت لأطمئن اخبروني أنهم سوف يقومون بالبحث عنه، و أنه لم يتم تخصيص وقت معين للبحث لأنه يأخذ وقت من 2 إلى 3 ساعات، حيث استعطفت "نيفين" اللواء كساب بأن يقوم بالمساعدة في إيجاد أخيها، واعتباره كإبن له، وعلي الفور رد اللواء "كساب" من خلال مكالمة هاتفية لأحد البرامج التليفزيونية أننا سنواصل البحث عنه اليوم الأربعاء، وأشار "كساب" إلى أن هناك 3 دوريات من قوات حرس الحدود و طائرة وبعض العائلات البدوية من مواطني المنطقة يقومون بالبحث عنه، و لكن عملية البحث تقتصر على أول وأخر ضوء للشمس، وعند أخر ضوء تقوم قوات حرس الحدود بالمبيت فوق الجبل أما البدو ينزلون عن الجبل لأن العيش على الجبل صعب جدًا . كما أوضح عدد من أصدقاء "محمد رمضان"، أنهم استغاثوا أكثر من مرة عن طريق رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، موجهة للقوات المسلحة وقوات الشرطة مرفقة برقم هاتف المفقود، يناشدونهم فيها بمخاطبة أحدى شركات المحمول برصد مكان "محمد رمضان" عبر خاصية التتبع "جي بي اس"، بعد أن رصده أحد أصدقائه في وضعية الاتصال عبر برنامج "فايبر" للاتصالات . وعلي الجانب الأخر أكد مصدر عسكري، أن المسئولين وقوات الجيش لم تقصر في عمليات البحث والتمشيط علي المفقودين ، حيث أن مركز العمليات للقوات المسلحة كان قد تلقى طلب استغاثة، عصر الأحد الماضي، يفيد بفقد ثمانية أشخاص، خمسة رجال وثلاث سيدات في رحلة "سفارى" داخل منطقة "وادي الجبال"، وعلى الفور تم تخصيص طائرة بحث وإنقاذ ودفع دوريات مترجلة من قوات حرس الحدود وقصاصي الأثر لتمشيط المنطقة والبحث عن العالقين بالوادي، وذلك منذ يوم السبت الماضي والتي حالت الظروف الجوية الصعبة وحالة الإعياء التي نالتهم من إمكانية نزولهم من المنطقة الجبلية . وأضاف المصدر أنهم ظلوا عالقين نتيجة سوء الأحوال الجوية ولم يستطيعوا دخول الوادي حتى صباح الاثنين، وعند دخول الوادي نجحت القوات في الوصول إلى أربعة أفراد أحياء على عمق ثمانية كيلو مترات داخل الوادي وهم "يسرا منير" 28 عامًا، و"مها شوقي" 31 عامًا، و "إيهاب السيد قطب" 25 عامًا، و"محمد فاروق" 28 عامًا، وتم نقلهم إلي المستشفي لتلقي العلاج، وهم في حالة انهيار عصبي، وذلك على حسب ما ورد من المصادر الطبية . واستطرد المصدر في حديثه قائلًا : "إن الناجين قد أبلغوا القوات أن هناك ثلاثة أفراد متوفين داخل وادِ آخر بجوار الذي تم العثور عليهم فيه، إلا أن الليل قد دخل على القوات، فباتت القوات ليلتهم بالوادي ومعهم الناجين الذين تم تدفئتهم من خلال المعدات الموجودة بحوزة القوات، إضافة إلى معدات وتجهيزات تم إنزالها بواسطة المروحيات العسكرية للمبيت. ودخلت القوات إلى الوادي الخلفي الذي يصعب الوصول إليه، صباح أمس الثلاثاء، ووجدت ثلاث جثث متجمدة على مسافة 13 كيلو متراً على قمة الجبل هم "هاجر أحمد مصطفى شلبي وخالد سباعي وأحمد عبد العظيم" وأثناء خروج القوات من الوادي وبرفقتهم الجثث الثلاث واجهتهم سيول متجمدة حالت دون خروجهم، وتم بياتهم الليلة تمهيداً لخروجهم صباح غد خاصة وأنه يصعب التعامل مع المنطقة بالطائرات، مؤكدًا أنه سيتم نقل الجثث الثلاث مسافة أربعة كيلو مترات سيراً على الأقدام و2 كيلو متر على الجمال حتى أقرب مكان، تمهيداً لنقلهم بالطائرات . ومن جانبه أضاف اللواء "عادل كساب" مدير غرفة عمليات جنوبسيناء، إن ال 8 شباب المصريين انتقلوا لسانت كاترين، قاموا برحلة السفاري في تلك المناطق الوعرة بدون علم أو استشارة مكاتب السفاري الموجودة بسانت كاترين، وذلك في ظل ظروف انقطاع خدمات الاتصال عن المدينة وعزلها عن العالم منذ حوالي أربعة أيام .