ظهر بوضوح رد الفعل الأمريكي السلبي تجاه أنباء ترشح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر، وهذا ما كشف عنه سياسيون للبديل، مؤكدين أنه من الضروري أن ننزع الهيمنة الأمريكية عن مصر. قال الدكتور أيمن عبد الوهاب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الأمر يرتبط بطبيعة المرحلة الأمريكية الراهنة، فهي تريد استمرار توظيف السيناريو التي وضعته مع جماعة الإخوان المسلمين، في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد، ومن ثم لا تريد أي شخص يضرب هذه المصالح أو يعطل هذه السيناريوهات. وأشار إلى أن مجيء المشير «السيسي» إلى الحكم في مصر أوشك أن يصبح أمرًا واقعيًا، وبالتالي سيحدث وقتها نوع من ممارسة الضغوط حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية، وبعدها سيرتبط شكل العلاقات المصرية الأمريكية بمستوى آخر مختلف، مع الاستمرار في الضغوط لمحاولة إفشال الحالة الراهنة في مصر، والتي تدعم فكرة الدولة المصرية القوية. وأضاف أنه إذا انتهينا من الانتخابات الرئاسية وأصبح لدينا برلمان حقيقي للدولة المصرية، فهذا يضع أمريكا أمام ضغوط مصالحها الدولية والإقليمية، بحيث إنها ستعيد النظر في مسار العلاقات المصرية الأمريكية. وأكد «عبد الوهاب» أن غضب أمريكا من المشير «السيسي» يأتي لانحيازه لثور 30 يونيو، حيث إنها جاءت اعتراضًا على ممارسات الإخوان بالتوازي مع إفشال السيناريو الأمريكي الحاصل بالمنطقة. وأكد الدكتور محمد السعيد إدريس، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن أمريكا موقفها معادي لما يسمونه بالانقلاب على حلفائهم الإخوان؛ سواء فاز المشير «السيسي» أو حمدين صباحي بالرئاسة أو غيرهم من المرشحين. وأضاف أن كل ما يهم أمريكا هي مصالحها في مصر، ويهمهم بشكل رئيسي موقف النظام الجديد من حليفهم الدولة الصهيونية، معربًا عن اعتقاده أن أمريكا لن تكون سعيدة بكل الأحوال، لأن موقفهم معارض للتغيير في مصر بشكل عام، ولا يخص شخص المشير «السيسي». وشدد «إدريس» على أهمية أن يكون المصريين واعيين بمصالحهم، مشيرًا إلى أن حلفاء أمريكا وضعونا تحت سقف الهيمنة الأمريكية لمدة 40 عامًا، وعلينا ألا نهتم كثيرًا بموقف أمريكا فكل ما يهمنا مصالحنا، واختيارنا لرئيسنا وتحقيق الكرامة لمصر والمصريين، مشددًا أيضًا على أنه قد انتهى عهد التبعية للأمريكيين والإسرائيليين، شاءوا أم أبوا، وعلينا أن نعد أنفسنا للتخلص من الهيمنة الأمركية بالكامل حتى لا تبقى ورقة ضغط واحد أمريكية تؤثر على قرار المواطن المصري. وقالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الموقف الأمريكي واضح منذ ثورة 30 يونيو، والأمر غير مرتبط بترشح «السيسي» من البداية، مشيرة إلى أن موقف الإدارة الأمركية يختلف عن موقف وزارة الدفاع، الذي يؤمن بأهمية توطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.