تحول تقييد "دهب حامد عبد الله" المعتقلة سياسيًّا بالكلابشات الحديدية فى سريرها بالمستشفى، وهى فى حالة عدم وعى من حالة المخدر بعد وضعها طفلة سمتها "حرية"، إلى مشهد درامى يعجر كبار المؤلفين أن يتصوروه لو طلب منهم كتابة فيلم عن القمع فى عصر هتلر، وأثار المشهد ردود فعل غاضبة فى جميع الأوساط وخاصة الحقوقية. يقول جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إن مشهد تقييد"دهب" ذكره سريعًا بمشهد أحد الضباط وهو يؤدى التحية العسكرية لحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق المتهم بقتل المتظاهرين فى ثورة 25 يناير، أثناء خروجه فى إحدى المرات التى كان يحاكم فيها، كذلك الحال مع الرئيس المخلوع مبارك، مؤكدًا أن هذين المشهدين لا يمكن فصلهما عن بعض. وقال عيد "أهدى هذا المشهد إلى رئيس الجمهورية، والذى يؤكد أنه لا توجد عدالة فى مصر ولا سيادة قانون"، مؤكدًا أن المطالبة بمحاسبة مرتكبي هذا الفعل غير مفيدة، مشددًا على أن الأمل فى استمرار الضغط الشعبى فى الشارع. وأكد أحمد راغب عضو الجماعة الوطنية لحقوق الإنسان أن هذا المشهد يثبت أنه لو كان هناك حقًّا جهاز للعدالة فى مصر، لوجب التحقيق مع من وضعوا الكلابشات فى أيدى "دهب" ومحاسبة من اعتقلها. وشدد راغب على أنه ليس من الكافى إخلاء سبيلها كما حدث أمس بدعوى حالتها الإنسانية؛ حيث إن "دهب" تعبر عن كثير من الحالات المشابهة لها فى مصر، وهى مثال قوى على بشاعة الأوضاع فى مصر. يذكر أن دهب اعتقلت فى شهر يناير الماضى وآلام الولادة تداهمها بعدما خرجت من منزلها فى طريقها إلى الطبيب؛ لعمل تحاليل حمل، ولكنها فوجئت باعتقالها أثناء وجود وقفة احتجاجية لأنصار الرئيس السابق محمد مرسي، وعندما دخلت القسم ظلت تقول للضابط "أنا ما عملتش حاجة"، فقال لها "يكون فى علمك إنك هتولدى فى السجن"، وذلك حسب التسجيل الصوتي الذي تم بثه على الإنترنت بعد وضع مولودتها. انتقلت دهب إلى مستشفى الزيتون التخصصى مساء الخميس الماضى، ونظرًا لصعوبة الحالة وتردى وضعها الصحى؛ قرر الأطباء أن تكون الولادة قيصرية وحقنوها بالبنج؛ لتفيق من العملية فتجد نفسها مكلبشة في السرير لا تقدر أن تحتضن جنينها ككل أم.