أعلنت مصادر فلسطينية عن إصابة عشرات المتظاهرين بالاختناق اليوم الثلاثاء إثر “قمع” الجيش الإسرائيلي تظاهرة تضامن مع الأسرى في السجون الإسرائيلية أمام سجن عوفر قرب رام الله في الضفة الغربية. وهتف المشاركون في التجمع لنصرة المعتقلين، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية وصورا للسجناء. واندلعت مواجهات بينهم وبين الجيش الإسرائيلي. وذكرت المصادر أن قوات الجيش استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت بشكل مكثف لتفريق المتظاهرين، الذين اعتصموا تضامنا مع الأسرى الأمر الذي أسفر عن إصابة عدد بحالات اختناق عولجت ميدانيا. وتأتي التظاهرة في إطار تحركات لأهالي المعتقلين الفلسطينيين، بعد أن أعلن مئات المعتقلين الفلسطينيين إضرابا عن الطعام قبل 14 يوما احتجاجا على سياسة العزل التي تمارسها إسرائيل بحق عدد منهم. وحسب ما أعلنت الهيئة العليا لمتابعة شؤون المعتقلين الفلسطينيين، فإن الأراضي الفلسطينية ستشهد غدا الأربعاء إضرابا تجاريا لمدة ساعتين تضامنا مع المعتقلين. وكان مئات المتظاهرين بينهم أهالي الأسرى وطلبة جامعين شاركوا في التظاهرة بدعوة من “نادي الأسير الفلسطيني” تضامنا مع الأسرى الذين يخوضون إضرابا جزئيا ومتدرجا عن الطعام منذ 28 من الشهر الماضي. وطالب المعتصمون بالإفراج الفوري عن الأسرى، ومعاملتهم معاملة أسرى الحرب، مرددين الشعارات المؤيدة للأسرى في إضرابهم. ودعت حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية في الضفة الغربية إلى تكثيف حملة التضامن مع الأسرى ومطالبهم المشروعة من قبل المؤسسات والمسئولين على الصعيدين الرسمي والشعبي. وناشدت في ختام اجتماعها الأسبوعي في رام الله، المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة، وباقي المؤسسات الدولية ذات الصلة، وكذلك الدول الكبرى، بضرورة التدخل الفوري لدى حكومة إسرائيل ل”وقف قمعها للأسرى والاستجابة لمطالبهم العادلة”. وحملت الحكومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، وطالبتها بالانصياع لقواعد القانون الدولي والمواثيق الدولية ذات الصلة والاستجابة الفورية لمطالبهم العادلة، وفي مقدمتها وقف سياسة العزل الانفرادي، وكافة الإجراءات الأخرى التي مست بحقوقهم الأساسية. من ناحية أخرى، أكد إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة أن قضية الأسرى هي من أولويات عمل الحكومة السياسي ل”فضح ممارسات الاحتلال والتأكيد على حقوق الأسرى في العيش الكريم”. ودعا إلى استمرار “الهبة الجماهيرية حتى تتوقف الإجراءات العدوانية وسياساته الإرهابية ضد أسرانا وأسيراتنا”. وجاء في بيان صادر عن الحكومة المقالة في ختام اجتماع لها خصص لدراسة تداعيات الإضراب عن الطعام الذي ينفذه الأسرى أن هنية دعا إلى “تحرير كافة الأسرى والعمل لتحقيق ذلك بكل الوسائل الممكنة” مطالبا المؤسسات الدولية ب”تحمل مسؤولياتها تجاه قضية الاسرى”. ويواصل مئات الفلسطينيين الاعتصام في خيمة أقيمت الأسبوع الماضي أمام مقر اللجنة الدولية للصيب الأحمر في مدينة غزة تضامنا مع المعتقلين المضربين عن الطعام. وتوجهت ظهر اليوم عشرات النساء في تظاهرة في مدينة غزة إلى مقر خيمة الاعتصام كبادرة تضامن. وفي رفح في جنوب القطاع اعتصمت عشرات النساء في خيمة أقيمت وسط المدينة وهن يرفعن صورا للأسرى، ورددن هتافات تدعو المنظمات الإنسانية الدولية إلى التضامن مع الأسرى إلى حين إطلاق سراحهم. من ناحية أخرى، قام متشددون إسرائيليون بمنع عائلات فلسطينية من زيارة أقاربهم الموجودين في سجن شمال إسرائيل احتجاجا على استمرار وجود الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وقال شمشون ليبمان إن نحو خمسين مؤيدا لشاليط الذي أسر على تخوم قطاع غزة عام 2006 أوقفوا حافلة على متنها فلسطينيين ومنعوها من التوجه إلى سجن جلبوع في وادي بيسان. وأوضح ليبمان “نجحنا هذه المرة وعادت الحافلة إلى الضفة الغربية”.