حضت منظمة "هيومن رايتس ووتش" امس الاثنين السلطات المغربية والاسبانية، على وضع حد لسوء معاملة المهاجرين الآتين من افريقيا جنوب الصحراء. ويأتي تقرير المنظمة الذي صدر في الرباط غداة مأساة جديدة على الحدود بين شمال المغرب ومدينة سبتة، تمثلت في وفاة ثمانية مهاجرين غرقا فيما كانوا يحاولون الوصول الى المدينة الاسبانية، ما اثار انتقادات في اسبانيا لسلوك الحرس المدني. وفي ما يتعلق بمصير المهاجرين في المغرب، اكدت المنظمة "استمرار سوء معاملة (هؤلاء) رغم بعض التحسن (…) منذ اعلان سياسة جديدة على صعيد الهجرة واللجوء في سبتمبر 2013″، ملاحظة أن "عمليات الطرد التعسفي عند الحدود مع الجزائر يبدو انها توقفت مذذاك". لكن المنظمة شددت على انها "لا تزال قلقة في ضوء شهادات جديدة عن اعمال عنف بحق مهاجرين قرب الحدود مع مليلية"، المدينة الاسبانية الثانية. وصرحت المسؤولة في المنظمة كاتيا سلمي للصحفيين "ننتظر من المغرب ان يفهم قوات الامن لديه ان للمهاجرين حقوقا"، داعية السلطات الى تبني "اليات حازمة" تتيح ضمان هذه الحقوق وانهاء اي عمل عنيف. وردًا على هذه الانتقادات، نقل تقرير هيومن رايتس ووتش عن السلطات المغربية ان الاهتمام بالمهاجرين يتم "في اطار الاحترام الدقيق" للقانون والمواثيق الدولية. كذلك، انتقدت المنظمة التي مقرها في نيويورك سلوك قوات الامن الاسبانية لافتة الى "استخدام للقوة" خلال عمليات ترحيل المهاجرين من سبتة ومليلية اللتين تشكلان الحدود البرية الوحيدة مع اوروبا وافريقيا. واعتبرت ان طرد اسبانيا لمهاجرين غير شرعيين ينتهك القوانين الدولية وقوانين الاتحاد الاوروبي، التي تحظر على الدول اجبار شخص ما على التوجه الى مكان يمكن ان يتعرض فيه لمعاملة مهينة. وفي ما يتصل بالاحداث الاخيرة في سبتة، دعت المنظمة الى "التحقيق" في استخدام اسلحة نارية ضد المهاجرين، واقرت مدريد باستخدام "رصاص مطاطي" لكنها اكدت انه لم يطلق مباشرة "على الافراد".