حتى المفكر المعروف "نعوم تشومسكي" مع أنه اتخذ موقفاً غريباً مشوشاً للغاية من ثورة الشعب المصري في 30 يونيو 2013 يقر ويذهب إلى القول: وقول تشومسكي يعبر، بإيجاز وبنفاذ، عن المشكلة الأساسية التي واجهها الشعب المصري ولا يزال، منذ قيامه بثورته الكبرى في 25 يناير 2011، والتي أكدها بذروة أخرى هي ثورته الكبرى المكملة المصححة في 30 يونيو 2013. حيث ساندت القوى الاستعمارية في الغرب، تحت قيادة واشنطن، باستماتة وبكل السبل بلا ترو وبلا عقل تيار اليمين الرجعي الديني خاصة "جماعة الإخوان المسلمين"، ضد مصالح شعبنا وأهداف ثورته. لذلك: فإن الشعب المصري في هذه المعركة، وإلى جانبه الشعب العربي ككل، لم يكن يواجه فحسب جماعة الإخوان وتنظيمهم الدولي المنتشر في عشرات الدول، والحاكم في بضع منها، بل كان الأهم مع ذلك وبعده أن شعبنا واجه ولم يزل "تنظيماً دولياً" آخر، أعتى وأوسع وأشرس، هو التنظيم الدولي الاستعماري في عصرنا، الذي تتصدره وتديره الولاياتالمتحدةالأمريكية، لإخضاع أمتنا وخاصة قلبها وقيادتها بالطبيعة مصر، ضمن مناطق نفوذ قوى الاستعمار المعاصر. لقد حسم جمال عبد الناصر معركة ثورة يوليو ضد خصومها في الداخل حينما أثاروا أزمة مارس 1954… لكن ظلت معركة هذه الثورة، على امتداد الوقت، في مجابهة ضارية متعددة الجولات والجبهات ضد أعداء الثورة في الخارج. إن المعركة الأولى هي الجهاد الأصغر والثانية هي الجهاد الأكبر في صراع أمتنا، منذ ثورتنا الناصرية بالأمس، إلى تجديد ثورتنا العربية اليوم (ذات الذروتين في مصر: 25 يناير 30 يونيو)… إنها معركة وجهاد من أجل قضيتنا الأساسية.. قبل ومع أية قضية أخرى: أي قضية الاستقلال الوطني. إن أمام رئيس مصر القادم، أو أية قيادة وسلطة للدولة المصرية، قضيتان كبريان.. هما أهم وأخطر المحكات والأسباب، للانطلاق أو الإخفاق، والتي يتعلق بهما النجاح الحقيقي أو الفشل المدوي، لهذا الرئيس أو القيادة..!. قضية الاستقلال الوطني. وقضية العدالة الاجتماعية. من أجلهما قامت الثورتان (25 يناير 30 يونيو)، قبل وبعد أية قضايا أو أهداف أخرى. وبسبب الفشل الذريع فيهما، في مرحلتي حكم المجلس العسكري، وتحكم الإخوان، تعثرت ثورة 25 يناير، فقام الشعب ليسترد حقوقه وطريقه في كل من هاتين القضيتين، ولم يلبث أن فجر ثورة 30 يونيو، كي يصلح، ويصحح!. ومن أجلهما، إذا اقتضت الأمور، سيضطر الشعب لا محالة.. أن يقوم بالثورة الثالثة.