قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم، إن الجماعات التكفيرية تتبنى أعمال العنف في مصر، فمنذ نحو أسبوعين انفجرت سيارة ملغومة عند مديرية أمن القاهرة، وقتل مسئول كبير بوزارة الداخلية في وضح النهار بالرصاص، كما تم إسقاط طائرة هليكوبتر عسكرية في سيناء بصاروخ كتف متطور. وأضافت الصحيفة أن ما يرفع معدلات القلق في القاهرةوواشنطن هي الدلائل على الزيادة السريعة في حجم وفاعلية الهجمات، وزيادة عدد المقاتلين، من المصريين العائدين من "الجهاد" في الخارج للانضمام إلى الحملة الموجهة ضد الحكومة. ويقول الباحث في مكافحة الإرهاب في مؤسسة أمريكا الجديدة بواشنطن "بريان فيشمان":" مرة أخرى تصبح مصر جبهة مفتوحة للجهاد"، مضيفا:" العالم ينقلب رأسا على عقب، وبالنسبة للولايات المتحدة، تعتمد على القاهرة باعتبارها قوة استقرار في المنطقة وليس مصدرا للمشكلات، وبذلك هناك تحد كبير الآن". وذكرت الصحيفة أن في مهد الإسلام السياسي صدرت مصر المقاتلين إلى مناطق المعركة من قندهار إلى القوقاز، وذلك منذ عقود، وفي فترة التسعينيات، سحقت قوات الأمن المصرية الحركات الإرهابية المتمردة، وبعد الإطاحة بالرئيس الإخواني "محمد مرسي" وبداية الحملة ضد أنصاره، عاد العنف المسلح حول البلاد. وأوضحت أن الحكومة المصرية المؤقتة تواجه حملة جديدة ضد الإرهاب فجرها الغضب الناتج من الإطاحة ب"مرسي"، ولكنه مرتبط أيضا بالعنف الطائفي الذي يجتاح المنطقة، فثورات الربيع العربي التي جلبت جماعة الإخوان إلى السلطة في مصر عن طريق انتخابات ديمقراطية، هي نفسها التي تسببت في حرب أهلية طائفية في سوريا، وساعدت في إشعال فتنة مماثلة في العراق، وقادت إلى انهيار الدولة الليبية ونهب مستودعات الأسلحة الخاصة بالزعيم السابق "معمر القذافي"، وفتحت منطقة حدودية واسعة في شمال إفريقيا تتمكن الجماعت التكفيرية المرور من خلالها. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بعد الإطاحة ب"مرسي" حول المسلحون انتباههم مرة أخرى إلى مصر، وبدأت جماعات مثل تنظيم القاعدة وداعش بدعوة المسلمين خارج مصر لحمل السلاح ضد الحكومة، والآن يتزايد عدد المقاتلين ذوي الخبرة في مصر، والذين لبوا تلك الدعوة، وظهرت جماعة "أنصار بيت المقدس" المتشددة، فحسب معلومات مصرية أمريكية، تؤكد أن اثنين من المسلحيين العائدين من سوريا قاموا بتنفيذ عمليات تفجيرية وانتحارية. ويؤكد المسئولون المصريون اعتقالهم لجنسيات أخرى مثل الفلسطينيين والسوريين وغيرهم من الأجانب بين الإرهابيين في سيناء، ولكن واشنطن تعتقد أن أنصار بيت المقدس جماعة مصرية إلى حد كبير يساندها عدد قليل من الأجانب المتمرسين على القتال، حيث يقول "جون برينان" مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية:" إن عدد الهجمات تتزايد بشكل ملحوظ خلال الستة أسابيع الماضية". ولفتت الصحيفة إلى أن المسئولين المصريين يصممون على هزيمة هذه الموجة الجديدة من الإرهاب مثلما فعلوا في تسعينيات القرن الماضي، وفي نفس الوقت، يصر الإرهابيون على الكفاح المسلح، ومن بينهم "أيمن الظواهري" زعيم تنظيم القاعدة، والذي كان يوجه هجماته ضد الدول الغربية الداعمة لمصر، ولكن الآن يبدو أن الحسابات قد تغيرت. ويقول "آرونزيلين" الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى:" الظواهري وغيره يعتقدون من البداية أن الجيش سيعود إلى الحكم، وأن الغرب والجيش لن يسمحا لحكومة إسلامية بالبقاء في السلطة".