نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية افتتاحيتها اليوم الأربعاء، بعنوان "زيارة أوباما للسعودية خبر طيب.. يجب أن يطمئن أوباما السعوديين انه لن يهجرهم"، وذلك علي هامش الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي إلي الرياض. وتقول الصحيفة إنه بنهاية العام الماضي لم تكن العلاقات الولاياتالمتحدة والسعودية على ما يرام، وفي الخريف الماضي حصلت السعودية على مقعد كانت تصبو له في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ثم أعلنت أنها لن تقبل المقعد، مما كان مفاجأة للجميع. وتضيف الصحيفة أن الرسالة التي مفادها أن السعودية غاضبة وتشعر بالعزلة، كانت موجهة للرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ومستشاريه، فعلى الرغم من الحفاظ على الوجه الدبلوماسي للعلاقات، كان المطلعون على الأمور في السعودية والمسئولون السعوديون يقولون نفس الشيء "لقد هجرتنا الولاياتالمتحدة". وتقول الصحيفة إن السعودية ليست حليفاً سهلا، فمن داخل حدودها تتدفق أموال ومتشددون لمساندة بعض أخطر الحركات الجهادية وأكثرها تشددا، وشئونها الداخلية تتراوح بين الحداثة في بعض الشئون والقرون الوسطى في شئون أخرى. وتضيف الصحيفة أن التزام السعودية بحقوق الإنسان محدود للغاية ومعاملتها للنساء والسجناء بربرية، علاوة على ذلك فإن عملية الإصلاح داخلها بطيئة للغاية. لكن الصحيفة تضيف إنه على الرغم مما سبق، فإن موقعها الاستراتيجي يجعل سياستها في المنطقة، خاصة "زعامتها للدول السنية"، أمراً بالغ الأهمية. وتقول الصحيفة إن المبادرة السعودية عام 2007، رغم عيوبها، كانت واحدة من أكثر المحاولات البناءة لإنهاء الجمود بين الكيان الإسرائيلي والفلسطينيين. وتضيف الصحيفة أنه نتيجة لذلك فإن زيارة الرئيس "باراك أوباما" للسعودية الشهر القادم أمر هام، ويجب أن يطمئن "أوباما" السعوديين أن الولاياتالمتحدة لن تنسحب من المنطقة وأن ضماناتها لحلفائها ما زالت قائمة. وتقول الصحيفة إن عدة أمور أعطت الانطباع للسعوديين أن أوباما ينسحب من الشرق الأوسط، الأمر الأول هو أنه في العام الماضي تخطت الولاياتالمتحدة السعودية لتصبح هي أكبر منتج للنفط في العالم. والأمر الثاني هو سوريا، حيث ترى الصحيفة أن أوباما أخفق في التعامل بحزم عندما تخطى الرئيس السوري "بشار الأسد" الخط الأحمر في أغسطس الماضي بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، ولهذا خلص السعوديون إلى ان أمريكا لم يعد لها الرغبة للعمل في المنطقة.