تشارك دار مدارات للأبحاث والنشر، في الدورة المقبلة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ب9 مؤلفات جديدة، تنوعت ما بين الكتب الأدبية من قصص وروايات والفكرية والتاريخية. يأتي ضمن هذه المؤلفات كتاب «نقد التصوف: السلفيون والمتصوفة في مصر»، للدكتور أحمد قوشتي، ويعد هذا الكتاب بحثٌ يُعنى في أساسه برصد موقف السلفية الحديثة في مصر من التصوف وأهله وأفكاره وطرقهم، ومدى مطابقة مواقفهم فيما بينهم، ثم عرضها بعدُ على موقف متقدمي أئمة السلفية، وعلى رأسهم موقفي ابن تيمية وابن القيم. أما عن حدود البحث زمانًا ومكانًا ، فهما في العصر الحديث، وفي مصر، ولا يخفى ما للحدّ المكاني من أهمية بالغة، إذ تركّزت في مصر أغلب الجهود الفكرية والعلمية في أواخر القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين حتى قرب منتصفه، مما يزيد من أهمية دراسة وقع مختلف الآراء والأفكار في مصر تحديدًا. من جهة ثانية أكثر تحديدًا، فلا يخفى على مطالعٍ لمسار الأفكار وتقلّبها في زوايا العقول طبيعة التدافع بين سلفية مصر وصوفيتها منذ مطالع القرن الفائت وحتى اليوم، يشهد على ذلك تعداد المؤلفات المصنفة من الطرفين تثبيتًا لأصله وردًا على مخالفه بل رميًا له بالبدعية والخروج عن سبيل أهل الحق، ثم ما استتبع ذلك من خصومة شديدة بينهما قارب عمرها قرنًا بأكمله. كما يشارك في المعرض من إصدارات الدار كتاب «استعمار مصر» ل تيموثي ميتشل،ترجمة بشير السباعي وأحمد حسَّان، ويقول فيه: « المصري خجول لكنه متوحِّد، وهو قابل للحماس لكنه يفتقر إلى أي مبادرة، وأخلاقه أخلاقُ لا مبالاة وسكون، ولَّدها افتقادُ الأمان بالنسبة إلى المستقبل وعدمُ استقرار الملكية مما قتل روح الاجتهاد والحاجة إلى التملك». كما يشارك فرانز فانون بكتابه «معذبو الأرض» بالمعرض، ويقول مؤلفه: أما في البلاد المتخلفة فقد رأينا أنه ليس هناك بورجوازية حقيقية، بل فئة محتكرة طويلة الأنياب نهمة شرسة تسيطر عليها فكرة الربح التافه، وتتمتع بحصص من المنافع تخصُها بها الدولة المُستعمِرة القديمة. وهذه البورجوازية الرخيصة عاجزة عن تمثٌّلِ أفكار كبرى، وعن القيام بأعمال تتجلى فيها روح الابتكار. إنها تتذكر ما قرأته في الكتب المدرسية الغربية، فإذا هي تستحيل شيئًا فشيئًا لا إلى نسخة من أوروبا، بل إلى كاريكاتور لأوروبا. ويقول الدكتور أكرم حجازي في كتابه «دراسات في السلفية الجهادية»: أما سائر الحركات الإسلامية فقد أصبح شعار الإسلام محكومًا لديها باتفاقية سايكس/بيكو التي تجاوزت كونها اتفاقية سياسية قسَّمت بلاد المسلمين إلى أن أصبحت حالة ثقافية مهيمنة تُقاس الأفكار والتصورات والتحركات -قبولاً ورفضًا- بحسب مدى اتفاقها أو اختلافها مع هذه الاتفاقية. لفتت رواية «سراي نامة» للكاتب محمد عبد القهار أنظار القراء في الفترة الماضية، وتشارك في معرض الكتاب، وتدور أحداث هذه الرواية في الدولة العثمانية في القرن السابع عشر حيث يستشري الوهن في الدولة، وتحيط بهاالأخطار من كل جانب؛ صفويون شيعة في الشرق يحاربون تحت راية الأئمة، وبولونيون في الغرب يرفعون الصليب. وبينهما سلطان درويش القفص، وآخر ينقلب على نفسه، وسيرة الغزاة الأوائل تدنست بدسائس الحريم، تطاردها سيوف الإنكشارية وتنكأ جروح شيوخ الإسلام. كذلك تجد كتاب «من مكة إلى لاس فيجاس» للدكتور علي عبد الرءوف، في جناح الدار بصالة 3، الذي يناقش باستفاضة، مشاريع "تطوير" وتوسعة الحرم المكي الشريف، في إطارٍ أوسع من التأريخ المعماري والعمراني للمدينة الإسلامية عمومًا ومدن الخليج العربي في نُسخها المعاصرة خصوصًا، مع اهتمام خاص بالتاريخ المعماري والعمراني لمدينة مكةالمكرمة، وبيان منزلتها لدى المسلمين، ثم توجيه النقد البنَّاء لمشاريع التطوير والتوسعة تلك، وإيضاح مثالبها، وإيجاد بديل ٍلها، يُسهم في تيسير الحجِّ على عموم المسلمين، ويحفظ قدسية المدينة، وينقذها مما سمَّاه المؤلِّف تغوُّل الرأسمالية المادية الباردة على بنيتها الحديثة. ويقدم خالد عودة الله كتابه «نظرية اللعبة» قائلًا: مثل جندي ياباني للتو خرج من الأدغال، يفتش عن ذخيرة لبندقية من زمن الحرب العالمية الثانية، ومتأهبا للاشتباك في معركة أحيلت في غفلة منه إلى التقاعد، في كتب التاريخ والمتاحف العسكرية.. كنت أمشي في الحياة. كل شيء ليس في مكانه، الدنيا حولي تفتقد إلى الترتيب، وينقصها المنطق. كل المسلمات تبخرت: الاصدقاء والأعداء، الواجب والممكن، الطبيعي والشاذ، الحقيقة والزيف… جاهدت طويلا كي أعتاد على الحياة منزوعة الثنائيات، وابتدع مابينيّات تقيني زمهرير الهباء، وتكون الحياة قابلة لحد أدنى من الاحتمال… فلم أفلح، وهوت روحي في بئر الفراغ». «التوحيد؛ مضامينه على الفكر والحياة»لإسماعيل راجي الفاروقي،وترجمة الدكتور السيِّد عمر، تجده في جناح الدار، وتطل هذه الدراسة التي تعتمد على التحليل المقارن، عبر اللجوء المباشر المكثَّف إلى القرآن الكريم، على حال الأمة الراهن وعلى مستقبلها، من رحاب رؤية شاملة للفضاء المعرفي الرحب للتوحيد الخالص. مبيِّنةً أنه هو النواة الوحيدة الصالحة لخلافة الإنسان في الأرض، ولحمله الأمانة التي أشفقت السموات والأرض والجبال مِن حَمْلِها، وحَمَلها هو. وبتحليل معرفي موسوعي مقارن تُبَيِّن الدراسة من ثلاثةَ عشرَ زاويةً تفرُّدَ التوحيد الإسلامي، وسموَّ المبادئ النابعة منه على كافة الرؤى الأخرى. ويأتي ضمن مجموعة مركز مدارات للأبحاث والنشر المشاركة في المعرض كتاب «الفكر السياسي للإمام حسن البنا» للكاتب إبراهيم البيومي غانم، ويقول فيه: «إن الهدف الرئيس من سعينا لنشر هذا البحث أنّه يوضح صورة جماعة الإخوان المسلمين في إبرازتها الأولى ونسخة مؤسسها، بأهم ركائزها ومبادئها وتصوراتها التي قامت عليها وقتذاك. بحيث يسهل على من أراد الاستقصاء بعد ذلك أن يعقد المقارنات بين هذه النسخة الأولى للجماعة وما طرأ عليها من تحولات وتطورات، وإلى أي مستوى غيَّرت هذه التحولات من جماعةَ الإخوان المسلمين، حتى انتهى بها الأمر إلى ما هي عليه بعد الثورة المصريَّة بما يقارب العامين.