نفى ديميتري مدفيديف الرئيس الروسي الجمعة ان تكون نتيجة الانتخابات في روسيا محسومة مسبقا بعد قراره ترك منصبه لرئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين. وتساءل خلال مقابلة من المقرر أن يبثها التلفزيون مساء اليوم وأوردت وكالات الأنباء مقتطفات منها “كيف يمكن أن تكون محسومة مسبقا”. وأضاف “فلنترك الشعب يقرر لمن سيصوت، فلنتركه يقرر أي قوة سياسية سيدعم”. وكان مدفيديف أعلن في 24 سبتمبر أنه لن يترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة المرتقبة في مارس وطلب من بوتين تقديم ترشيحه. وأعلن رئيس الوزراء الروسي بدوره عزمه الترشح في هذه الانتخابات فيما يعتبر فوزه شبه مضمون بسبب عدم وجود معارضة فعلية في البلاد التي يحكمها منذ حوالى 12 عاما. وبموجب هذا السيناريو الذي سيتيح له الاحتفاظ بالسلطة لولايتين متتاليتين حتى 2024، سيوكل رئاسة الوزراء إلى مدفيديف الذي وصل إلى الرئاسة عام 2008 بسبب عدم تمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة على التوالي. وكان مدفيديف اعتبر أكثر سياسي ليبرالي عند وصوله إلى السلطة وأمضى القسم الأكبر من فترة رئاسته في تشجيع برنامج تحديث روسيا الهادف إلى تخفيف اعتمادها على عائدات النفط والغاز. لكن استطلاعات الرأي أظهرت أنه لم يتمكن من التواصل مع الناخبين فيما بقي بوتين الشخصية السياسية الأكثر شعبية في البلاد. وكانت تحركات بوتين في إطار ما يشبه الحملات الانتخابية في الأسابيع التي سبقت مؤتمر الحزب الحاكم، تصدرت الأخبار في روسيا فيما بقي مدفيديف بعيدا عن الأضواء وهو يمضي إجازة على البحر الأسود. وقالت وكالات الأنباء الروسية أن مدفيديف استخدم أيضا المقابلة لتفسير قراره الانسحاب من السباق رغم تصريحه في يونيو بأن “أي قائد يتولى منصب الرئاسة قد يرغب بالطبع بالترشح” مجددا. لكن وسائل الإعلام لم تنشر هذا الشق من المقابلة التي يفترض أن تبثها أبرز ثلاث محطات روسية في الوقت نفسه مساء الجمعة. وقال مدفيديف الجمعة إنه لا يزال واثقا بمستقبل الديمقراطية في روسيا وأن لا أحد يعتبر فوزه مضمونا لا في الانتخابات الرئاسية ولا البرلمانية.