اغتنم الرئيس التركي عبد الله جول الفضيحة السياسية والمالية التي تهز الحكومة؛ ليبرز ما يميزه عن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى حد أنه بات يظهر في موقع المنافس له قبل ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية، وذلك وفقا لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وخلال ستة أشهر أصبح هذا الأمر من الثوابت على الساحة السياسية التركية، إذ إنه في حين يحمل أردوغان بإسهاب في خطب طويلة على جميع أعدائه ويتهمهم بمحاولة الإطاحة به وبزعزعة استقرار البلاد، يلزم "جول" الصمت ولا يخرج عنه إلا للدعوة إلى التهدئة والجمع بين الأتراك. وندد رئيس الوزراء في مختلف أنحاء البلاد ب"المؤامرة" التي قال إنها تحاك ضده، مهددا بشدة ما يسميه "الدولة داخل الدولة"، والتي يشكلها على حد قوله، الشرطيون والقضاة، الذين يقفون وراء التحقيق الذي يهدده، حيث يبدو أن الرئيس يتخذ منهجيا الموقف المعاكس لأردوغان، وأكد أنه" لا يمكن غض النظر على الفساد". وقال الرئيس في الأول من يناير في خضم حملة التطهير الشديدة التي استهدفت الشرطة والقضاء: "علينا أن نمتنع عن كل المواقف والتصرفات التي قد تضر بدولتنا، دولة القانون الديمقراطية"، ورغم أن الرجلين تجنبا حتى الآن أي مواجهة مباشرة فإن الأزمة الحالية عمقت الهوة التي تفصل بينهما، وفق ما يرى عدد من المعلقين.