قضية شائكة انتفض لها المثقفون والشعراء والأدباء على مستوى مصر والعالم العربى، وذلك بإصدار وتوقيع بيانات متضامنة وغاضبة، فكيف لشاعر الرومانسية مرهف الحس، المنادى بالحرية، الثائر على الفساد أن يكون خلف القضبان مع القتلة والمجرمين؟ ويتم اتهامه ب"العنف والحرق والتدمير والتعدى على ضابط وإصابة مجند"، ويقضى سنتين من عمره داخل السجن ويدفع غرامة 50 ألف جنيه بعد الحكم عليه يوم الخميس الماضى هو وثلاثة من الشباب بمحكمة الإسكندرية الابتدائية. هو الشاعر "عمر حاذق" الذى مثل مصر بالمحافل الدولية وحصد العديد من الجوائز الأدبية وحصل على لقب "شاعر الرومانسية"والحائز على جائزة عبدالله باشراحي لإبداع الشباب بمصر بديوان "كم أنت حلوة"عام 2005، والذى صدر له ديوان "فضاءات الحرية" بالاشتراك مع الشاعر البرتغالى "تياغو باتريشيو" والشاعر الإيطالى نيكى داتوما والشاعر السورى عبد الوهاب العزاوى عام 2011. وحصل على جواب شكر من هيئة أبو ظبى للثقافة والتراث بمشاركته بمسابقة أمير الشعراء بأبو ظبى على إنجاح هذه المسابقة الذى اشترك بتنظيمها وكان من ضمن الفائزين الأوائل، وأخذ درعا بلقب "شاعر الرومانسية" عام 2007، كما شارك بمؤتمر الحب والسلام بإيطاليا وفاز بجائزة الشعر"الحب والسلام "على مستوى العالم، والذى شارك بإلقاء ثلاث قصائد ترجمت للفرنسية بالاحتفالية العالمية التى أقيمت بمكتبة الإسكندرية بمناسبة مرور مائة عام على مولد الشاعر قسطنطين كفافيس. البديل داخل منزل الشاعر عمر حاذق: بداية التقت "البديل" بالمهندس عبد العزيز على حاذق الذى سرد كيفية القبض على نجله عمر، حيث قال إنه بصباح يوم الثانى من ديسمبر الماضى كان كعادته كشاعر رومانسى أن يقوم بالمشى على شاطئ البحر، وعلم حينها بوجود وقفة تضامنية أثناء نظر قضية خالد سعيد أمام محكمة المنشية وشاهد أحد أصدقائه وهو يتم التعدى عليه بالضرب، وتم القبض عليه من جانب بعض ضباط الشرطة، فذهب نجلى إلى ضابط الشرطة، وقال له لماذا يتم القبض عليه؟ فكان رد الضابط" امشى بدل ما نخدك أنت كمان" فقال للضابط لا تستطيع القبض علي بدون تهمة اقترفتها، فكان رد الضابط بإعطاء الأوامر لأفراد الشرطة بأخذ عمر إلى البوكس والقبض عليه، وتم توجيه تهم باطلة له بالتظاهر والإخلال بالأمن وإصابة مجند وإتلاف سيارات شرطة. وأضاف عبد العزيز حاذق، إنه رغم وجود مصور تليفزيونى عرض صور الواقعة ويظهر بها عمر وهو يقف عن بعد إلا أنه صدر الحكم الجائر بحبس عمر سنتين و50 ألف جنيه غرامة هو وثلاثة من المقبوض عليهم من بينهم طالب يدعى إسلام حسنين من مدينة رشيد كان يمر أمام المحكمة بالصدفة، ولم يشارك من قريب أو بعيد بالواقعة، ووقت المظاهرة وكان هذا الطالب بامتحان وقدم للمحكمة شهادة من المعهد بأنه بهذا التوقيت كان يؤدى امتحانا، لكن لم يلتفت القاضى إلى هذه المستندات وحكم عليه بنفس الحكم. وأكد حاذق، أن هذا الحكم حكم سياسى بالمقام الأول لأنه بالاستئناف إذا نظرت القضية على أنها جنائية، وتم الحكم بالأدلة والبراهين والقوانين ستتم براءته، لكن إذا نظر إليها من الجهة السياسية فسيتم تأييد الحكم. و قالت والدة عمر حاذق: عمر إنسان مسالم ورقيق الحس جدا وليس له أى انتماء سياسى لأى حزب أو حركة، ويوجد الكثير والكثير من زملائه يتضامنون معه، و يتواصل معنا هاتفيا، شاعر إيطالى التقى بعمر بإحدى المسابقات الشعرية بإيطاليا، وقال لى " إنه سيكتب بيانا لكل الشعراء والمثقفين وينشرها بالمحافل الثقافية العالمية تنديدا لما يحدث مع الشاعر مرهف الحس عمر حاذق" ، وأيضا الشاعر الأردنى عبد الله بو شميس اتصل بى هاتفيا وقال إنه لا يتخيل ما يحدث مع شاعر بأخلاقيات ومشاعر عمر. وناشدت والدة حاذق القضاة أن يتعاملوا بالعدل والإنصاف مع عمر وزملائه، وقالت"أنا على يقين من وجود قضاة يحكمون بالعدل وينصفون المظلوم". واستاء أسامة عبد العزيز حاذق شقيق "عمر" بما قد يلاقيه عمر من ضرر بالغ على المستوى العملى، فقد يتسبب هذا الحكم فى فصله من عمله بمكتبة الإسكندرية، حيث يعمل شقيقه مراجعا لغويا بإدارة النشر، وسيظل يلاحقه هذا الحكم بالفيش والتشبيه الجنائى الخاص به الذى سيعرضه لعدم قبوله بأى عمل آخر إذا تم تأييد الحكم بالاستئناف، وأيضا بحياته الشخصية إذا تقدم لخطبة أى فتاة فسيكون هذا الحكم الجائر نقطة سوداء بحياته، كما يعتبر هذا الحكم تشويها لحياته الأدبية والثقافية سيشاع عنه أنه " رد سجون" وسيخسر مكانته كشاعر، حيث كانت ترشحه الدولة دائما بأن يمثلها بالمحافل الدولية الخاصة بالشعر والثقافة. زملاء العمل يشيدون بأخلاقه التقت "البديل" بزملاء عمر حاذق بالعمل بمكتبة الإسكندرية والذين انتابهم الحزن بعد الحكم الجائر عليه، حيث قال شريف المصرى عضو النقابة المستقلة للعاملين بمكتبة الإسكندرية، إن "حاذق" شخصية رقيقة مثل معظم الشعراء الرومانسيين مهذب جدا ومنحاز لثورة الخامس والعشرين من يناير وشارك بها باقتناع منذ البداية، وبعد الثورة تمت إقالته لوقفاته ضد الفساد الإدارى، لكن بتضامن الزملاء معه تمت إعادته إلى العمل مرة أخرى، وبعدها قمنا بتأسيس النقابة المستقلة للعاملين لمكتبة الإسكندرية وكان "حاذق "عضوا بمجلس الإدارة ورفض أن يترشح بالانتخابات الأخيرة ليترك الفرصة لغيره، وأضاف أن حاذق لا يميل للعنف إطلاقا، فلا أصدق أنه قام بهذه الاتهامات بالتعدى والعنف، بالإضافة إن الدكتور إسماعيل سراج الدين قد أشاد به ووجه له الشكر والثناء فى إحدى اجتماعاته بالعاملين بالمكتبة قبل ثورة يناير، وذلك لحصوله على جائزة من دولة الإمارات بمسابقة شعرية. وقال أشرف صقر رئيس النقابة المستقلة للعاملين بمكتبة الإسكندرية،"حسبى الله ونعم الوكيل" إن الحكم على "عمر حاذق " ظالم، فعمر من الشخصيات المحترمة الرومانسية الذى يستحيل أن تقوم بعنف فى مظاهرة أو اعتصام فإنه يرفض الإهانة بالتلفظ فكيف يقوم بالاعتداء والعنف وتم اتهامه بسبع تهم هو بريء منها تماما، وأتمنى أن ينال البراءة بالاستئناف. وأكد صقر أن هذا الحكم سوف يؤثر على مستقبله العملى بمكتبة الإسكندرية وقال " نحن نعمل بالمكتبة بعقود ولائحة عمل تنص بأنه يفصل تماما عن العمل من صدر بحقه حكم قضائى. بينما قال الشاعر السورى عبد الوهاب عزاوى صديق "حاذق وشريكه فى ديوان شعر فضاءات الحرية- للبديل، إن سجن عمر حاذق هو محاولة لإحياء الرهابات المتعلقة بالدولة الأمنية عند الناس واعتقاله اعتقال لأمل المصريين في التغيير، وإهانة للتضحيات التي قدمها الشعب المصري المبدع، والأخطر إهانة لكل العرب الذين خفقت قلوبهم للحراك المصري، اليوم اعتقل عمر وغدا العشرات بعده لذلك لا مجال للتراجع. ألقى القبض علي عمر حاذق يوم 2 ديسمبر الماضى هو وآخرين ووجهت له 7 تهم "العنف وتكدير الأمن العام وإصابة ضابط ومجند شرطة وحرق سيارة شرطة"، وقد صدر ضده حكم بالسجن سنتين ودفع 50 ألف جنيه غرامة يوم الخميس 2 يناير، وعقب الحكم وقع أكثر من مائتي مثقف وشاعر وأصحاب دور نشر على بيان تضامنى مع "حاذق".