وقع عدد من المثقفين على بيان للتضامن مع الشاعر عمر حاذق الذي صدر ضده مؤخرا حكم بالسجن لمدة عامين، ودفع غرامة خمسين ألف جنيه بعد القبض عليه خلال مشاركته في مظاهرة احتجاجية في الإسكندرية في ذكرى رحيل الناشط خالد سعيد. وطالب البيان بإسقاط تهمة التظاهر بدون ترخيص التي وجهت إلى الشاعر عمر حاذق وصدر بموجبها الحكم ضده، كما طالب بالإفراج عنه. وجاء في البيان أنه: "بناءً على قانون لم يتم التوافق عليه، وتم فرضه وفقًا لرغبة النظام فى مصر بعد 30 يونيو لخنق الروح الثورية التى ما تزال تحيا وتنبض وتطالب بحقوق الشهداء ومطالب ثورة 25 يناير، تم القبض على الشاعر عمر حاذق وآخرين خلال مشاركتهم في وقفة احتجاجية بالإسكندرية ضد قتلة خالد سعيد، وذلك بتهمة التظاهر بدون ترخيص. يواصل البيان: جملة الاتهامات الموجهة للشاعر تؤكد عودة الأساليب الأمنية للسيطرة على مقدرات أبناء وطن ثاروا ضد فساد نظام اغتال خالد سعيد، الذي كان مصرعه على يد جهاز الشرطة سببًا من أسباب خروج الناس في 25يناير. عمر، مع كل المبدعين المصريين، يدفع الآن ثمن الحرية التى نادى بها فى شعره، وهى الحبس عامين مع غرامة خمسين ألف جنيه، وهو الشاعر الذى فضح الفساد فى أهم مؤسسة ثقافية فى مصر وهى مكتبة الإسكندرية. أدان النظام عمر حاذق فى حين لم يمس القيادات التى فضح فسادها ولم يمس قتلة خالد سعيد. عمر حاذق حصل على تقدير دولي وعالمي لشعره". على حد وصف البيان. وحمل البيان تضامن مثقفين وكتابًا ومبدعين وداعمين للحرية مع حاذق، وطالبوا بالإفراج عنه وإسقاط التهم الموجهة إليه وإلى زملائه المقبوض عليهم في وقفة سلمية خالية من العنف، ومن الموقعين: قاسم مسعد عليوة، نسرين البخشونجي، صلاح الراوي، رفعت سلام وآخرين. يشار إلى أنه في السابعة من مساء الخميس المقبل 9 يناير تقيم بمكتبة الكابينة أمسية تضامنية مع الشاعر عمر حاذق، تتضمن عرض فيلم قصير عن عمر وزملائه وشهادات من أصدقاء الشاعر وقراءة قصائد له وللشعراء الحاضرين كرسالة مؤازرة وتضامن مع الشاعر. يذكر أن عمر حاذق، فاز مناصفة بجائزة الدكتور عبد الله باشراحيل لإبداع الشباب بمصر ، وذلك فى فرع أفضل ديوان شعر عن ديوانه المخطوط "كما أنت حلوة" وذلك فى دورتها الأولى عام 2005، كما صدر له ديوان "فضاءات الحرية" ديوان شعر مشترك بينه وبين الشاعر البرتغالى تياغو باتريشيو والشاعر الإيطالى نيكى داتوما والشاعر عبد الوهاب العزاوى صدر بالعربية والإنجليزية عن دار "يدوية" فى 2011. شارك بإلقاء ثلاث قصائد ترجمت للفرنسية فى احتفالية عالمية بمرور مائة عام على مولد الشاعر قسطنطين كفافيس برعاية مكتبة الإسكندرية. في حوار سابق ل"محيط" يقول عمر حاذق: "اعتقد أن الانخراط في السياسة يضر كثيرا بالشاعر، لأنه يمنحه جملة أفكار عن الحياة، ينبغي عليه - باعتباره سياسيا – أن يتبناها ويدافع عنها. وقد حضرت قبل الثورة أحد اجتماعات الجمعية الوطنية للتغيير بالإسكندرية في فبراير 2010، وقررت بوضوح أن العمل السياسي في ذلك الإطار أمر لا معنى له، حتى أنني تركت الاجتماع في منتصفه، واكتفيت بكتابة قصائد تعبر عن حالة القهر التي أعيشها ونعيشها، وكنت أرفض تماما كتابة المقالات إخلاصا لفكرة كتابة الشعر فحسب، واكتفيتُ بنشر شعري الذي يحمل هذا الهم المصري الأليم". يواصل: "..منذ استشهاد خالد سعيد بالطريقة الوحشية التي نعرفها، بدأت أتورط في المواظبة على أي مظاهرة مناهضة للنظام، مع الحرص على عدم الارتباط بأي فصيل سياسي، وتركت شعر الحب إلى كتابة أخرى تنحاز للألم والقهر الإنساني. ومنذ ثورة تونس بدأت أعيش حالة غليان وترقب، حتى جاء 25 يناير، فلم أصدق نفسي لأنني كنت يائسا من المصريين، لكنهم فاجأوني حقا. وبعد الثورة وتداعياتها، رأيتُ أنه ينبغي ترك الشعر مؤقتا والاعتناء بالكتابة الصحفية لحين عبور هذه الفترة الحرجة، لأن التفاعل المباشر مع الناس في هذه اللحظة مهم، وهكذا انتظمت في كتابة الرأي بجريدة "الدستور" الأصلي.". كتب حاذق في أول يوم محاكمة مبارك، "الشعب في القفص منذ الثورة"، فقد كان يعتقد أن الشعب هو المسجون في القفص وليس مبارك، قفص كبير من التضليل والكذب والتسلق باسم الثورة!. ومن شعره نقرأ: أحِسُّ بحبكِ كحقلٍ صغيرٍ أحسّ بحبكِ يكبرُ فيّ وتنبتُ أوراقُهُ حول حزني تُطوّقُه وتظللُهُ من هجيرِ الجراحْ إذا اشتبكتْ إصبعي في أصابع كفكِ، تنمو الجذورُ وتمسكُ حقلي لئلا تبعثرَهُ دمدماتُ السيول وعصفُ الرياحْ أحس بحبكِ يكبرُ في داخلي كالجنينِ ويخبطُ روحي بكفيهِ لهوًا ويملأني بالصياحْ. ولكنني خائفٌ، واثقٌ أنّ هذا الزمانَ عدوٌ لقلبي، وأني سأجلسُ ذاتَ مساءٍ أفكرُ فيكِ -وبينَ ذراعيَّ طفلي غفا واستراحْ- أفكر كيف يجيءُ ربيعٌ ولا يتجاورُ قلبي وقلبُكِ تفاحتيْنِ بغصنٍ سعيدٍ تجلّى على الأرضِ عطرًا وفاحْ. ثم يقول بختام القصيدة: أحسّ بحبكِ يرمي بحلمٍ بعيدًا، فأركضُ أحضرُهُ ثم أركضُ أحضرُهُ ثم أركضُ أركضُ بينَ سؤالينِ: كيف سيُظلِمُ قبرٌ عليكِ بدوني؟ وكيف سأحيا -وحيدًا- صباحًا جميلاً كهذا الصباحْ؟