قالت الصحفية التونسية "سهام بن سدرين" إن التحدى الأكبر الذى سيواجه رئيس الوزراء الجديد "مهدى جمعة" يتمثل فى الأزمات التي ستضعه أمامه جماعات الضغط التى تسعى إلى استغلاله وتحريكه، مؤكدة أنه ينبغى عليه استعادة سلطة الدولة التى سيتولى رئاسة حكومتها؛ فالبلاد بحاجة إلى التهدئة والتماسك. وفيما يتعلق بعودة رجال نظام" بن على" إلى الساحة السياسية، وعلى رأسهم "محمد الغريانى" الأمين العام السابق لحزب التجمع الدستورى الديمقراطى المنحل، رأت "بن سدرين" أن المشكلة لا تكمن فى عودة رجال الديكتاتورية السابقين إلى السياسة، إنما فى فشل الحكومات المتعاقبة فى بناء دولة القانون ما بعد الثورة وتفكيك النظام الديكتاتورى القديم. وأضافت "بن سدرين" فى حوار مع مجلة "سليت أفريك" الفرنسية قائلة إن هذه العودة ليست سوى نتيجة منطقية للبراءة التى حصلوا عليها من قضاء النظام القديم الذى صار أقوى من أى وقت مضى. وفيما يخص ضرورة استبعاد أنصار ورجال النظام السابق من الانتخابات المقبلة أو ترك الاختيار للشعب التونسى، قالت "بن سدرين": لمواجهة عودة رجال النظام السابق ينبغى إدماج عملية تطهير فى نهج شامل للعدالة الانتقالية على أن يكون تنفيذ قوانين "التطهير" فرديا وليس جماعيا، وأن تثبت إدانة كل فرد، ومع ضمان حق الدفاع واحترام مبدأ افتراض البراءة، وألا يكون الانتقام الدافع لاتخاذ هذه التدابير. كما أوضحت الصحفية التونسية أن الهدف من قانون "التطهير" ليس معاقبة من يفترض أنهم مذنبون، إنما حماية الديمقراطية الناشئة من الأشخاص الذين يحملون ثقافة استبدادية، مختتمة حوارها قائلة: إنه لا شئ يمكن أن يمنع إجراء الانتخابات هذا العام، فالعملية الانتخابية لا تعتمد على العدالة الانتقالية حتى وإن ارتبطا معًا.