رأى راشد الغنوشى رئيس حزب النهضة التونسى أن الحوار الوطنى فى طريقه للنجاح، فقد بدأ الأتفاق تدريجيًا على كل النقاط الأساسية مما يسمح بانهاء كتابة الدستور وإجراء الانتخابات المقبلة. وقد أكد الغنوشى أنه لم يعد هناك أى نقاط خلاف أيدولوجية، "فقد أعددنا قائمة تضم نقاط الخلاف مع المعارضة وأنهيناها واحدة تلو الأخرى". وأوضح الغنوشى فى حوار مع موقع "رى 89″ الأخبارى الفرنسى أن التغيير الذى قد يحدث فى تونس سيتمثل فى الأدراك أنه ليس هناك تعارض بين الاسلام والديمقراطية، فهم يرغبون فى تحويل تونس إلى نموذج للديمقراطية الأسلامية وأن يقارن حزبهم بالأحزاب الديمقراطية المسيحية التى توجد فى أوروبا. وفيما يتعلق بنموذج الدولة الديمقراطية التى ترغب تونس فى محاكاته، قال الغنوشى انه بالنسبة له، يعتبر أفضل مثال للدول التى تجمع بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية هى الدول الاسكندنافية مشيرًا الى أنهم عازمون على محاكاتها. وفيما يخص بناء الولاياتالمتحدة لقاعدتين فى جنوبتونس، أكد الغنوشى أن هذا محض كذب متسائلا هل يعتقد أحد أنه من الممكن اليوم بناء قاعدتين سرًا دون أن تكشفهما الأقمار الصناعية وجميع وسائل الاعلام؟ وحول الأنطباع السائد بأن المجال السياسى التونسى ينقسم بين تيارين متصادمين هما البورقيبية والاسلامية، نفى الغنوشى قائلا ان الأمر أكثر تعقيدًا، ففى عهد الحبيب بورقيبة كان هناك القوميين الناصريين وأنصار الزعيم النقابى الحبيب عاشور واليوسفيين وغيرهم. كما أكد الغنوشى أن نشر "الكتاب الأسود للصحفيين" كان بمبادرة من رئيس الجمهورية وأن حزب النهضة لم يوافق على ذلك لأنه كان يؤيد انشاء لجنة كبرى للحقيقة والمصالحة على غرار ما تم القيام به فى جنوب أفريقيا، وفيها سيتم فتح الملفات ومراجعة حسابات الماضى بهدف طوى هذه الصفحة، وكل ذلك وفقًا للمعايير القانونية المسموح بها.