شهدت وزارة السياحة منحنين خلال عام 2013 إحداهما تصاعدى ببودار انتعاشة للسوق المصرى مع بداية السنة حتى كدنا نقترب من أكبر رقم حققه القطاع ما قبل ثورة يناير بتوافد نحو 6 ملايين سائح مثيلا لعام 2010 بإيرادات وصلت لنحو 8.1 مليار دولار ، والأخر هبوطى حاد وذلك بعد أحداث 30 يونيو وما تبعه بعدها من اضطرابات بالدولة من فض اعتصامى رابعة والنهضة والتظاهرات التى شهدتها البلاد، نتج عنه وضع مصر على قوائم الدول المحظور السفر اليها بمعظم الدول الأوربية. أدى إنخفاض الحركة السياحية الوافدة على المقاصد المصرية إلى توقف عدد كبير من العمالة ليتقلص إلى أقل من مليون عامل بعد أن وصلت إلى 4 ملايين مقارنة بالأعوام السابقة، وكذلك تضرر الشركات السياحية، والصناعات التى تخدم على القطاع، وتأثريها على الناتج القومى بعد أن كانت تساهم بنحو 13 % منه عن عام 2010. عملت الوزارة خلال الأشهر الأخيرة قبل انقضاء العام على تحسين صورة الوضع المصرى أمام الدول الخارجية، والتوضيح بأن ما يبث عبر الفضائيات العالمية من توترات ببعض مناطق العاصمة، ليس له أى تاثير على المناطق السياحية "مثل "الغردقة، وشرم الشيخ، والاقصر، وغيرها"، حيث بدأت الخطة بزيارات قيادات القطاع وكبار أصحاب الشركات والمستثمريين إلى هذه الدول والمشاركة فى ندواتهم ومؤتمراتهم وتوضيح الحقية لهم، ودعوتهم لدعم الساحة المصرية، وعرض عليهم العديد من التخفيضات والتسهيلات لزيارة المقاصد المصرية، لينتح عن ذلك قيام أكثر من 26 دولة بنهاية العام بتخفيف حظر السفر عن المناطق السياحية الأمنة بمصر، مع الاستعداد لدعم القطاع كليا ببداية عام 2014 خاصة بحلول أعيام الكريسماس والأعياد الموسمية. قال محفوظ على رئيس قطاع مكتب وزير السياحة، أن القطاع كان قد شهد حالة من الإنتعاش ببداية العام وكدنا نقترب من معدل موسم الانتعاش لعام 2010، مشيرا إلى أنه بعد التظاهرات والاضطرابات التى شهدتها البلاد بعد أحداث 30 يونيو، أدى ذلك إلى تراجع الحركة بشكل سئ وصل لنحو 90 %، ولكن بعد التحركات والانشطة التى قامت بها الوزارة مع العديد من الدول الاوربية تحسن بشكل نسبى بنهاية العام. وأعلن على عن تفائله بالعام الجديد متمنيا أن يكون أفضل حالا خاصة بعد استقرار الأوضاع نسبيا، وقيام الكثير من الدول برفع مصر من على قوائم الحظر، وحلول العديد من الاعياد الموسمية بدايتها الكريسماس وغيرها. وأضاف على رئيس قطاع مكتب الوزير أن لدينا مبادرة تهدف إلى دعوة جميع المصريين في الخارج لقضاء أعياد الميلاد في مصر. ودعا علي جميع المصريين بالإلتفاف حول حملة الوزارة التى أطلقتها أخيرا بجعل السياحة هى المشروع القومى الذى يلتف حوله المصريين، ويتحول المجتمع كله إلى مجتمع حاضن للسياحة، وكذلك قيام جميع المصريين بالخارج بقضاء الأعياد والمناسبات بوطنهم، موضحا أن الأعداد المهاجرة تفوق كثير من عائدات الدول المصدرة للسياحة لمصر. وتوقع أن تكون صناعة السياحة فى 2014 أفضل وتستعيد عافيتها وقوتها ومعدلاتها الطبيعية بصورة تدريجية ، مشيرا إلى أن هناك حملة للسياحة الداخلية فى أجازة منتصف العام سواء بالطائرة أو بالاتوبيسات لنقل المواطنين لزيارة المناطق السياحية المختلفة . وأوضح أن كافة أفكار التنشيط السياحى لا يمكن أن يتم تنفيذها مجتمعة فى ذات الوقت ولكن يتم تنفيذ أفكار التنشيط تدريجيا واحدة تلو الاخرى ، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا كاملا مع كافة قطاعات الوزارة من أجل العودة سريعا بحركة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية . قال أحمد الخادم رئيس هيئة تنشيط السياحة الأسبق ووزير السياحة فى حكومة ظل الوفد، أن أسباب استقرار الحركة السياحة ببداية العام، نتيجة لهدوء الوضع الداخلى إلى حد ما، مشيرا إلى أن انخفاضها مرة واحدة بالمنتصف الثانى من العام نتيجة التظاهرات والتوترات التى شهدتها البلاد، مؤكدا على أن السياحة تحتاج إلى استقرار وهدوء، لأنها نقيض الاضطرابات. وأكد الخادم على أن السياحة لن تعود لمعدلها الطبيعى أو على الأقل تحقق نسبة متوسطة من المستهدف منها، إلا بعد رجوع الأمن تماما بالبلاد، موضحا ان ذلك لن يأتى إلا بتعامل الحكومة بقسوة مع الخارجيين عن القانون والعمل على وقف التظاهر تماما. وأشار إلى أن زيارات قيادات الوزارة إلى الدول الخارجية خلال الفترة الأخيرة للدعوة لتنشيط القطاع شئ جيد جدا، مطالبا بعدم غياب مصر عن المعارض والاحتفالات الخارجية، حتى وإن لم يكن هناك نشاط سياحى داخلى لا يجب أن نغيب عن المحافل الدولية لعدم شطبنا من قوائمهم نهائيا. قال معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين، أن الحركة السياحية أصابها الركودفي مصر بصفة عامة، وسيناء خاصة؛ بسبب العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات التكفيرية والمتشددة بسيناء التي أصبح العاملون بها ومنهم المرشدين السياحيين عرضة لمخاطر الاختطاف، وكذلك عدم أمان السياح الوافدين. وأضاف معتز، أن السياحة كانت قد شهدت انتعاشا نسبيا قبل 30 يونيو، غير أن العمليات الإرهابية التي تلت الإطاحة بحكم مرسى عادت بالسياحة إلى نقطة الصفر، مشيرا إلى أن نسبة الاشغالات بفنادق شرم الشيخ لا تتجاوز 20%، فضلا عن أن الإشغالات في المراكب العائمة في الأقصر وأسوان لا تزيد عن 10%.