شهدت جامعة الأزهر اشتباكات عنيفة بين طلاب مؤيدين للرئيس السابق محمد مرسي وقوات الأمن في محيط الجامعة أمس السبت، في أول أيام امتحانات نصف العام، وسادت حالة من الفوضى بعد قيام الطلاب بتمزيق أوراق الإجابة وإشعال النيران في مبنى كلية التجارة؛ بهدف تأجيل الامتحانات لهذا العام. فيما استمرت الاشتباكات بين طالبات «الإخوان» بالأزهر وقوات الأمن، أمام مبنى كلية الدراسات الإسلامية، وقال مصدر أمني إنه تم القبض على أكثر من 40 فتاة من داخل الحرم الجامعي. وتواصلت حدة الاشتباكات بين قوات الشرطة وطلاب بجامعة الأزهر ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين في محيط المدينة الجامعية للبنين بمدينة نصر، على مدار اليوم من خلال إشعال النيران في مبنى كلية التجارة والزراعة. واعتلى الطلاب أسطح مباني المدينة الجامعية وأطلقوا الشماريخ على قوات الأمن ورشقوها بالحجارة فردت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم؛ لتفريقهم وفقًا لقانون التظاهر الذي يتيح للشرطة بالتدرج في استخدام القوة لتفريق المظاهرات غير القانونية. كما شهد محيط كلية الهندسة بنين جامعة الأزهر اشتباكات بين الطلاب وقوات الأمن المركزى، وسادت حالة من الكر والفر. في الوقت نفسه، طالب نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر بضرورة تدخل قوات الأمن بكل قوة وحسم للسيطرة على شغب طلاب «الإخوان» داخل الحرم الجامعي، ومحاولتهم تعطيل الامتحانات، كما دعا، في بيان له، أمس، إلى إغلاق المدينة الجامعية، فرع البنين، بعدما شهدته من أعمال عنف وفوضى قام بها طلاب «الإخوان». فيما صرح الدكتور عبد الصبور فاضل بأنه تقرر تأجيل امتحان أمس فقط بالكلية بعد إضراب الطلاب، ومن المقرر استكمال باقي الامتحانات في موعدها، على أن يتم إجراء امتحان مادة اليوم بعد انتهاء الطلاب من امتحانات جميع المواد. وانسحبت قوات الأمن من داخل جامعة الأزهر، بعد أن أشعل طلاب تنظيم الإخوان النيران فى ملحق كلية الزراعة المجاور للمدينة الجامعية، كما تمركزت قوات الأمن أمام جميع مداخل الجامعة؛ خشية معاودة أعمال العنف من جانب طلاب الإخوان. فيما قامت قوات الحماية المدنية بالسيطرة على الحرائق وإخمادها، كما تمكنت قوات الشرطة من تفريق تلك العناصر وإلقاء القبض على 60 من مثيرى الشغب، وبحوزتهم فرد خرطوش وكمية من الشماريخ والألعاب النارية وزجاجات المولوتوف وحقيبة بها مسامير. وتمت السيطرة على الموقف وانتظام الامتحانات بجميع كليات جامعة الأزهر، وتوالى الأجهزة الأمنية جهودها فى تأمين سير الامتحانات ومتابعة الموقف. وكانت السيدة عفاف عبدالراضى، والدة إحدى طالبات جامعة الأزهر، قد قالت إن طالبات الأزهر التابعات لتنظيم الإخوان الإرهابى قمن بسحل الطالبات اللاتى أصررن على أداء الامتحانات أمس، مشيرة إلى أنهن قمن بمنع ابنتها من الوصول إلى الامتحانات بالقوة. وأوضحت عبد الراضى خلال اتصال هاتفى أجرته بإحدى الفضائيات المصرية أمس السبت، أن ابنتها لم تستطع الوصول إلى مقر لجنة الامتحانات في كلية الدراسات الإنسانية بسبب تعرض طالبات الإخوان لها، مشيرة إلى أن إحدى الأخوات قامت برفع زجاجة عليها، قائلة "أنا وبنتى اتبهدلنا". ومن جانبه كلف المستشار هشام بركات، النائب العام، نيابة مدينة نصر بفتح تحقيق عاجل في أحداث العنف والشغب التي شهدتها المدينة الجامعة بمدينة نصر، بسبب الاشتباكات بين طلاب جماعة الإخوان، وقوات الأمن المركزي، وعدد من أهالي المنطقة المحيطة بالمدينة. وانتقل فريق من النيابة العامة إلى محيط المدينة الجامعية بمدينة نصر؛ لإجراء المعاينة المبدئية لموقع الاشتباكات بين الطلبة وقوات الأمن، وآثار الحرائق التى خلفتها قنابل المولوتوف الحارقة التي استخدمتها عناصر الإخوان، وتحريز المضبوطات التى عثر عليها بموقع الأحداث لإرفاقها مع التحقيقات، وحصر التلفيات التى لحقت بالمنشآت والأملاك.