أثار قرار الدكتور حازم الببلاوي، بحظر جماعة الإخوان، عقب تفجيرات المنصورة، ردود أفعال متباينة من قبل المثقفين، وخاصة الشباب منهم، حيث اجتمع المثقفون على أن الحظر خطوة لابد منها، خاصة بعد نزول الملايين لتفويض الفريق السيسي في مواجهة الإرهاب، ولكن المشكلة في أداء الحكومة فيما يخص الأزمة، والذي وصف بالمتخاذل والعشوائي. قال الكاتب باسم شرف، إن اعتبار الإخوان جماعة إرهابية، يمثل بداية لخطوات مهمة هي حل الحزب وحل الجماعة ومصادرة كل المقرات، وملاحقتهم كإرهابيين أو حبسهم إذا ثبت على أحدهم أي جريمة، مشيرًا أن ماسبق لن ينطبق على الإخوان وحدهم بل على السلفيين أيضا. ويضيف "شرف" أن المجتمع لفظ الجماعة تمامًا، وذلك يمثل –في رأيه- خطوة مهمة كنا في انتظارها منذ سنين طويلة، إذ اختفت فكرة "تلبيس أي حاجة لبس ديني"، ولا سبيل أمامنا إلا أن تكون الدولة "علمانية" ونحن بذلك ماضون في سبيل تحقيقها. وعن استفادة الجماعة من "حظرها" قبل الثورة، واستخدام النظام المباركي لها أثناء الانتخابات أو باستخدامهم كفزاعة، يقول "شرف" كان الموضوع مختلفًا أيام مبارك حيث كان النظام يريد أن يظهر بأنه ديمقراطي، وينظم انتخابات ديمقراطية، ليخفي وجهه الحقيقي، ليخبر العالم أنهم ليسوا جماعة محظورة، وبالفعل لم تكن جماعة محظورة، لأنه "مفيش جماعة محظورة تاخد في 2005 حوالي 88 مقعد في برلمان الحزب الوطني"، الجماعة المحظورة الوحيدة في مصر هي الشعب، اللي مالوش مقعد في البرلمان وليه حق إنه يجيب حقه. ويضيف "حزمة واحدة مليئة بالأحداث" الآن فالموضوع مختلف، لأن "الإخوان" كانوا في الحكم: رئاسة جمهورية وحكومة ومجلس شعب وشوري، بالتالي أصبح التعطاف معهم كجماعة محظورة "راح.. لأن الناس عرفتهم على حقيقتهم". وقال الكاتب الروائي أحمد مجدي همام، إن حظر جماعة الإخوان المسلمين إجراء لابد منه، بسبب تصنيفها كجماعة أو فصيل إرهابي، لكن هذا الإجراء ليس الحل كله، هو فقط مجرد خطوة ضمن مجموعة إجراءات وخطوات كثيرة على رأسها حسم الجدل بشأن ترشح السيسي، بخلاف باقي الاستحقاقات الانتخابية بدءاً بالتصويت على الدستور ومن بعده انتخابات مجلسي الشعب والشورى والمحليات.. وأضاف "همام" الأزمة الحالية أن الحكومة تتعامل مع الإرهاب بشكل عشوائي، ناهيك عن الأخبار المبهمة القادمة من سيناء، وهو ما يؤكد أن الدولة المصرية ترتجل حاليًا، ومؤسسة الشرطة مخترقة ومهلهلة، والمؤسسة العسكرية لها حساباتها، والحراك السياسي الموجود على الساحة يساير المشهد بدوره؛ لو نفذنا الاستحقاقات الانتخابية في ظل كل هذه الفوضى ستتحسن الأمور. بينما وصف الشاعر محمود عبدالرازق قرار حظر جماعة الإخوان المسلمين، بأنه «ضحك ع الشعب» لأن الشعب فوّض الجيش في مواجهة الإرهاب، و"ماشفناش من يومها غير تصاعد وتيرة الإرهاب، يعني السيسي قال وماوفاش..الببلاوي هيعمل إيه؟!". ويبرهن "عبدالرازق" رأيه قائلًا: كلام رئيس الوزراء يشير إلى أن الحظر سوف يكون "قانوني"، وفي الوقت نفسه ينقصه الصفة القانونية بامتياز. ويضيف: كنت متوقع عدم دخول أي سلاح للبلد، وألا تحصل التفجيرات المستمرة. لذلك مايحدث تخاذل أمني، فعدد ضحايا التفجيرات من يوم 30 يونيه فاق عدد من ضحايا ثورة يناير، كنت أتوقع اعتقال كل قيادات الإخوان للاشتباه، أحكام فورية لمجرد الانتماء للجماعة، كنت متوقع وجود حكومة "مش شوية كراسي فاضية زي مليانة"، وتابع محمود عبدالرازق: عدد جنود الشرطة اللي ماتوا يكفي لإقالة وزير الداخلية، وعدد جنود الجيش اللي ماتوا يكفي لإقالة وزير الدفاع، وعدد المعتقَلين من الإرهابيين لا يكفي لملء سجن المنصورة. ويتفق معه الشاعر والناشط السياسي حاتم عبدالفتاح، قائلًا: حينما سؤل "الببلاوي" فيما قبل في برنامج تليفزيوني، عن اعتبار الإخوان جماعة محظورة، قال إن القرار بيد القضاء ولا أملك أخذ مثل هذا القرار إلا بعد حكم القضاء، وبالتالي فتصريحه الآن على خلفية أحداث مديرية أمن المنصورة، ما هو إلا رد فعل لما حدث، ومحاولة منه لتدارك الموقف ما يعني أن التصريح مجرد شو إعلامي، وإلا عليه أن يوضح الاجراءات المعينة المترتبة على هذا القرار. ويضيف "عبدالفتاح": نقطة أخرى مهمة وهي إذا كان القرار متعلق بأحداث المنصورة، فعليه أن ينتظر تحقيقات النيابة للتأكد من خلفية الفاعل وبافتراض إن القرار ليس له علاقة بالأحداث فلماذا تأخر مثل هذا القرار؟ ولماذا بعد أن حدث ما حدث؟.