لم يشهد رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" في سنواته الخمس الأخيرة سيلاً من الانتقادات لسياسة حكومته، كالتي شهدها في الشهر الأخير، ليس فقط من أوروبا والولايات المتحدة اللتين تحذرانه من اتساع العزلة الدولية في حال فشل المفاوضات مع الفلسطينيين، إنما أيضاً في حلبته المحلية مع استفاقة متجددة لحزب "العمل" المعارض، وبداية تذمر من شريكيه في الائتلاف زعيمي "يش عتيد" و"الحركة"، "يئير لبيد" و"تسيبي ليفني"، من عدم تقدم المفاوضات. وتقول صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم السبت، إن كتُاب أعمدة بارزون حذروا من أن يؤول مصير إسرائيل في عهد "نتنياهو" إلى ما آل جنوب إفريقيا إبان نظام الفصل العنصري. وكرر زعيم "العمل" الجديد "يعقوب هرتسوغ" أمس الجمعة دعوته "نتنياهو" إلى استغلال الفرصة المتاحة الآن للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، مضيفاً "بلغنا الآن لحظة الحقيقة، وإذا لم يكن في مستطاع نتنياهو اتخاذ القرار التاريخي المستوجب، فعليه إخلاء كرسيه لمن يعرف ولمن يعي ما هو القرار". وتابع في كلمة أمام المئات من أنصار اليسار الصهيوني في تل أبيب "أقول لكم بمنتهى الوضوح، يوجد لنا شريك للسلام، وثمة فرصة لتحقيق السلام، وحان الوقت لنتوقف عن السجال الذي يعلق كل مشاكلنا على شماعة الفلسطينيين"، وأردف أن "إسرائيل تسيطر منذ عام 1967 على مجتمعين، ما يجعلنا نواجه عبئا أخلاقيا، وثمة ضرورة فورية للتوصل إلى اتفاق، نحن في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع، لكن نتنياهو يواصل المراوغة بالكرة". وأكدت زعيمة حركة "ميرتس" اليسارية "زهافا جالؤون" أن "الكرة بيدينا، ولدينا شريك، لكنني لست متأكدة إذا كان نتنياهو شريكاً للسلام، وهل هناك من يصدّق فعلاً أن لدى نتنياهو الأسير بيد مجموعة من المستوطنين، ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان الذي دمر علاقاتنا مع العالم، وزعيم "البيت اليهودي" نفتالي بينيت، نية للتوصل إلى سلام".