بخلاف ما يبدو والصورة الواهمة التي تروج لها الصهيونية، يعيش المجتمع الصهيوني حالة شديدة من التفكك وعدم الترابط سواء بين طبقاته الاجتماعية أو طوائفه الدينية، لكن هذا التفكك لم يقتصر على ذلك الحد فحسب بل تسلل ليطال الأسرة الواحدة فيما بين أفرادها بعضهم البعض. خلال شهر نوفمبر الماضي كشف تقرير صادر عن منظمة "فيتسو" النسائية في ذكرى اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء عن مدى العنف ضد الأسرى في إسرائيل، حيث أكد تقرير المنظمة على أن نحو 200 ألف امرأة تعرضن للعنف داخل الكيان الصهيوني. وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل أكدت المنظمة أن نحو 600 ألف طفل تعرضوا لإساءة المعاملة داخل الكيان الصهيوني، وطبقا لما نشره موقع "واللا" الإسرائيلي آواخر الشهر الماضي فإن تقارير مراكز استقبال ضحايا العنف الأسري والبيوت الآمنة للنساء المعنفات، أكدت أنها تعاملت مع نحو 12.944 حالة منذ مطلع العام الجاري. وأوضح التقرير أن العنف ضد النساء داخل إسرائيل وصل للقتل في بعض الحالات، حيث جاء في التقرير أنه نحو 19 امرأة قتلن منذ بداية العام الحالي على أيدي آزواجهن أو أحد أفراد العائلة، وطبقا لتقارير حكومية داخل إسرائيل فإن متوسط فتح شكاوى عنف داخل الأسرة خلال اليوم الواحد بلغ نحو 72 حالة. كما قتل خلال العقد الماضي نحو 186 امرأة على أيدي آزواجهن أو أحد أفراد عائلتهن، حيث خلال عام 2013 تم فتح نحو 17.444 شكاوى عنف أسري بينهم 11.303 شكوى عنف أسري ضد المرأة. وأكدت رئيسة منظمة "فيتسو" أن المنظمة لم تنجح في التوصل إلى العديد من حالات العنف الأسري نظرا لما يفضله البعض من تكتم على مثل هذه الشكاوى، مضيفة أنه يوجد هناك عشرات الآلاف من النساء والأطفال الذين تعرضوا للعنف الجسدي أو العاطفي، مطالبة الحكومة الإسرائيلية باتخاذ مزيد من الإجراءات لمعالجة هذه الظاهرة. ووصفت رئيسة لجنة النهوض بمكانة المرأة في الكنيست الإسرائيلي النائبة "عاليزا لافي" ظاهرة العنف الأسري بالكارثة الاجتماعية، وطالبت بتشكيل سلطة وطنية للتعامل مع هذه الظاهرة.