تستضيف سلطنة عمان هذا العام اجتماعات اتحاد الأدباء والكتاب العرب بمشاركة مجموعة كبيرة تضم نخبة من أشهر المثقفين والمفكرين والأدباء إلى جانب رؤساء الاتحادات في الدول العربية ويشارك في الاجتماعات الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر والأمين العام لاتحاد الكتاب العرب وذلك في إطار احتفالات سلطنة عمان بالعيد الوطني لها. افتتح الاجتماعات هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة في سلطنة عمان حيث أعرب عن ترحيب السلطنة بتواجد هذه النخبة المميزة من المفكرين العرب. كما سلم خلال الاحتفالية جائزة القدس التي يمنحها سنويا الاتحاد لشخصية ثقافية بارزة في المشهد العربي وفازت بها هذا العام الكاتبة والروائية المغربية خناتة بنونة. من جانبه قال الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء لقد أثبت التاريخ أن العربي لا يعيش على هامش الوجود الإنساني، وإنما هو مهد الحضارة ، وله الفضل في اختراع الكتابة، ومن أرضه انطلقت مسيرة الأديان، وها هي الأيام تؤكد ذلك، فالعرب الذين بنوا للثقافة الإنسانية محطات كثيرة على طريق التمدن الأممي تشهد أوطانهم هذه الأيام حراكا سياسيا وثقافيا واجتماعيا على كافة الأصعدة، بما يبشر بميلاد هياكل جديدة في الحياة ، ويفسح لهم مسارات واسعة نحو المستقبل، ليكون للوطن العربي موقعه الذي نأمل أن يعيد للإنسانية توازنها الخلقي والمعرفي، بما يساعدها على تخطي أزمتها في القطبية الأحادية المهيمنة على ثقافات العالم . وأكد الكاتب محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب العرب عن أهمية عقد اجتماع المكتب الدائم للاتحاد في السلطنة، مشيدا بالاستقرار السياسي الذي تعيشه سلطنة عمان مؤكدا أنها "واحة الاستقرار". أضاف سلماوي عندما نرصد في الوطن العربي حراكا سياسيا واجتماعيا ينشد اللحاق بركب الحضارة والتقدم فلا بد أن نقر بأن سلطنة عمان مركز من مراكز الحضارات التي لا يمكن أن تفنى وعندما نأتي إلى عمان فنحن نتطلع إلى المستقبل الحضاري المتقدم، ونستلهم من عمان تراثها الإنساني الثري في هذا المجال. كان الأديب والأكاديمي الفرنسي جان شيفرييي رئيس اتحاد الكتاب الفرنسيين الذي حل ضيفا على أعمال اجتماع الاتحاد وفعالياته قد ألقى كلمة في حفل الافتتاح تحدث فيها عن الدور الثقافي والأكاديمي الذي يقوم به وكذلك الدور الثقافي الذي يقوم به اتحاد الكتاب الفرنسيين الذي يرأسه. وقال شيفرييي بدأ اتحاد الكتاب الفرنسيين منذ ستينات القرن الماضي بعملية تحول ضرورية حيث صوب نظره باتجاه الكتابات الناشئة في أسيا وأفريقيا والكاريبي وبلدان المغرب العربي والتي بدأت تتخلص من الاستعمار الفكري.