قالت صحيفة "حرييت" التركية اليوم، إن الدول الست الكبرى أعلنت بالأمس في جنيف أنها توصلت إلى اتفاق للسيطرة على البرنامج النووي الإيراني، ولكن القصة الأكثر أهمية هي كل ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، وربما يتحول الاتفاق إلى شيء آخر. وأضافت الصحيفة أن وسائل الإعلام الدولية تركز على طرد مصر للسفير التركي واعتباره شخصا غير مرغوب فيه وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، نتيجة لتصريحات رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" في سانتسببرج في روسيا تجاه القادة الجدد في مصر. وأشارت إلى أن "أردوغان" رد على طرد السفير التركي برفع إشارة "رابعة" رمز أنصار "مرسي"، وقال إن السفير المصري لدى تركيا شخص غير مرغوب فيه، ولكنه لم يتمكن من طرده، لأنه قد غادر تركيا بالفعل في 16 أغسطس. وذكرت الصحيفة التركية أن "أردوغان" لا يستطيع أبدا إخفاء التعاطف الأيديولوجي مع جماعة الإخوان المسلمين و"محمد مرسي" في مصر، وهو يحاول إقناع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بعزل النظام الانقلابي في القاهرة، على حد تعبيره. ولفتت إلى أنه بعد سحب مصر لسفيرها في أغسطس، استدعى "أردوغان" السفير التركي، ولكن الغريب هو عودته مرة أخرى إلى القاهرة في 5 سبتمبر، بعد يوم واحد من زيارة وفد المعارضة التركي وحزب الشعب الجمهوري للعاصمة المصرية وإجراء اتصالات مع جميع الأطراف هناك بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين. كما أن وزير الخارجية المصري "نبيل فهمي" قال إن تركيا الدولة غير العربية لن تكون قادرة على القيام بدور قيادي جغرافيا بين العرب، في إشارة إلى جهود "أردوغان" ووزير خارجيته "أحمد داود أوغلو"، بالإضافة إلى أن القاهرة لم تعد سفيرها إلى أنقرة، ولذلك فإن تصريح رئيس الوزراء التركي بأن السفير المصري شخص غير مرغوب فيه لا يستند إلى الواقع وليس له تأثير عملي، فالقاهرة خفضت بالفعل الممارسات العملية لسفيرها مسبقا. وبينت الصحيفة أن كل التطورات في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط لها تأثير على تركيا، فقال الرئيس التركي "عبد الله جول" خلال مؤتمر الطاقة في اسطنبول في 21 نوفمبر، إن تركيا كانت تخطط لاستضافة خطوط أنابيب نفط وغاز جديدة من أذربجان والعراق إلى أوروبا، وكانت أرخص وسيلة لنقل المنتجات من الحقول الجديدة في شرق البحر المتوسط من خلال تركيا. وأوضحت أن هناك حقول غاز جديدة في شرق البحر المتوسط تابعة لمصر وإسرائيل وجمهورية قبرص، ولكن تركيا خفضت علاقتها مع تل أبيب على خلفية حادث السفينة مرمرة، والآن تضاف مصر إلى القائمة. وذكرت أن تركيا ليس لديها علاقات دبلوماسية مع قبرص المنتمية للحكومة اليونانية، بالإضافة إلى سوريا بعد تورط حكومة "أردوغان" في الحرب الأهلية هناك، ولكن الرئيس "جول" يحاول تعزيز علاقات البلاد في شرق المتوسط لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وفي المقابل لا يتبع "أردوغان" نفس الخط لدوافع أيديولوجية. واختتمت الصحيفة بقولها: الاتفاق النووي الإيراني من المرجح أن يغير الصورة الكبرى في الشرق الأوسط مرة أخرى، والقضية هي تغير قواعد اللعبة، فالدبلوماسية المستندة الآن للأيديولوجية في المنطقة لن تصب في مصالح تركيا.