أمرت نيابة قسم ثانٍ طنطا بمحافظة الغربية مساء أمس السبت بفتح أبواب حديقة حيوان طنطا "الأندلس" على وجه السرعة؛ لتقديم الوجبات والأغذية للحيوانات داخل حظائرها بالحديقة، وذلك بعد نفاد الأغذية بسبب إغلاق اللواء محمد نعيم محافظ الغربية أبوابها الثلاثة بالشمع الأحمر بعد ظهر الخميس الماضى؛ بسبب التطوير وإخراج جميع العمال وحراس الحيوانات. كان اللواء محمد نعيم محافظ الغربية قد أمر بإغلاق حديقة الحيوان فى طنطا ومنع حراسها ومسئوليها من إطعام نحو 100 حيوان برى تضمها الحديقة؛ وذلك لإقامة مشروع استثمارى على أرضها التى تبلغ مساحتها 40 فدانًا فى قلب المدينة، وتحجج المحافظ بأنه لجأ إلى ذلك بعد شكاوى أهالى الغربية له من سوء حالة الحديقة. يأتى ذلك فى الوقت الذى بدأت فيه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى لتطوير الحديقة تطويرًا كاملاً باستثمارات 5 ملايين جنيه؛ لكونها المتنفس الوحيد لأبناء الغربية، خاصة أن تذكرة دخولها لا تتجاوز 5 جنيهات، كما أنها لا تحمل موازنة المحافظة أية أعباء، حيث إن رواتب عمالها وتكلفة إطعام حيواناتها ذاتية وتتحملها الحديقة من دخلها اليومى. وكان اللواء دكتور أسامة سليم رئيس الهيئة البيطرية قد فوجئ بمحافظ الغربية يغلق الحديقة ويطرد حراسها، ويعلن أنها أصبحت ملكًا للمحافظة، ولا يجوز استغلالها كحديقة حيوان لحين تحديد النشاط الأمثل لها، وهو الأمر المخالف للقانون جملة وتفصيلاً، خاصة أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والتى تمتلك خبرات عريقة فى التطوير تقدمت بعرض رسمى لتطوير الحديقة أسوة بما فعلته بحديقة الحيوان بالجيزة. يذكر أن الحديقة تضم العشرات من الغزلان والضب والثعالب والضباع والقرود، وهو ما يمثل ثروة كبيرة من الحيوانات البرية، وقد استغرب المئات من زوار الحديقة؛ لإغلاقها بالشمع الأحمر، وقد علت أصوات الحيوانات وهى تستغيث من شدة الجوع، وكأنها تتظاهر ضد قرار المحافظ، فأبلغ الأهالى قسم الشرطة، وتم عرض الأمر على النيابة العامة التى أمرت بقرارها السابق. من المعروف أن الحديقة أنشأها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1956 على مساحة 14 فدانًا، وافتتحت للجمهور عام 1961، وزارها الرئيس السادات في إحدى زياراته للمحافظة، وتوجد على حدود أسوار الحديقة استراحتان واحدة لمدير الأمن والثانية لرئيس المدينة ومتحف آثار طنطا ومركز ثقافة الطفل.