كتب: أحمد نبيل خضر – زيزي شوشة رغم اهتمام الكثير من المثقفين بالإعداد للمشاركة في إحياء الذكري الثالثة لأحداث محمد محمود، والتي يعتبرونها الموجة الثانية لثورة 25 يناير، إلا أن المؤسسات الثقافية الرسمية، لم تهتم بالمشاركة في إحياء ذكري شارع "عيون الحرية" كما يسميه الثوار الذين فقأت أعينهم طلبًا للحرية والعدالة، والتي اعتدت فيه الداخلية علي اعتصام مصابي الثورة بميدان التحرير في 19 نوفمبر. وعند سؤالنا الدكتور أحمد مجاهد- رئيس هيئة الكتاب، عن مشاركة الهيئة في إحياء ذكري "عيون الحرية" قال: "أنا رئيس هيئة الكتاب، فأعتقد أنني مستبعد من هذا السؤال، فكيف سأشارك في إحياء ذكري محمد محمود، هل أقيم معرض مثلا أم ماذا، إذا شاركت وزارة الثقافة باحتفالية أو فعالية بالفعل سأشارك ولكن الوزارة لن تشارك وهذا هو موقف الهيئة أيضا". موقف اتحاد الكتاب لا يختلف كثيرا عن موقف الهيئة، حيث قال الدكتور مصطفي القاضي- سكرتير عام اتحاد كتاب مصر، أن الاتحاد لن يشارك في إحياء ذكري محمد محمود، ومن يشارك من أعضاء الاتحاد سيشارك بصفة شخصية وفقا لتوجهاته السياسية. بينما قالت الكاتبة والروائية "سلوي بكر"-عضو اتحاد الكتاب، وإحدى المثقفات اللائي تواجدن في شارع محمد محمود أثناء اندلاع الأحداث، قالت صاحبة "البشموري": "بالفعل سأشارك في إحياء ذكري عيون الحرية، ولكني كنت أفضل ألا تكون الإحتفالات شكلية، تتمحور حول الشعارات الرنانة فقط، بل أتمني ألا يكون هذا اليوم احتفالًا فعلينا أن نخرج بمطالب محدده هي حق الشهداء والمصابين والمحاكمات العادلة، والمطالبة أيضا بأن يكون هناك قانون للعدالة الإنتقالية أما أن تكون مجرد تظاهرة فأعتقد أنه لا داعي لها" وأضافت "بكر"، لست متعجبة من إعلان المؤسسات الثقافية الرسمية عدم مشاركتها في إحياء ذكري محمد محمود، فهي مؤسسات تابعة للدولة، وتعلم جيدًا موقف السلطة من هذا الحدث، كما أن هذه المؤسسات لا تضيف شيئا ولا تترك أي تأثير فغالبا ما تكون احتفالاتها شكلية فقط". ومن ناحيته قال الكاتب فاروق الحبالي، مدير سلسلة الأعمال الكاملة بهيئة قصور الثقافة، إن الهيئة لديها ضمن سلاسل إصداراتها، سلسلة خاصة بإبداعات الثورة، لكن بها نوع من أنواع الإهمال، مشيرًا إلى عدم مراعاتها تصورات الثورة أو احتفالاتها. وأكد «الحبالي» مشاركة السلسلة في عروض واحتفاليات ثورة 30 يونيه، وتقديم إبداعاتها، لكنها لم تضع أبدًا في حسبانها ذكرى الموجة الثانية لثورة 25 يناير، التي شهدت حرب شوارع واشتباكات دموية بين المتظاهرين والقوات الحكومية المختلفة، تعمدت فيها قوات الشرطة تصفية الثوار جسديًا، في شارع محمد محمود. وأرجع أسباب تراجع دور سلسلة إبداعات الثورة عن إصدار إبداعات "25 يناير" إلى الظروف السياسية، قائلًا: «الحكومات تريد أن تنسى ذكرى محمد محمود، لكن هذه الذكرى ستظل، وستبقى سيرة الشهداء على الجدران وفي المدونات، ولن تستطيع قصور الثقافة أو غيرها محو هذه الذكرى». كما ناشد «الحبالي» وزير الثقافة وهيئات الوزارة الانتباه لهذه الاحتفالات، ومحاولة مراعاة شعور الناس، مؤكدًا مرة أخرى أن موجة محمد محمود أفرزت العديد من الإبداعات المختلفة التي تستحق النشر. في حين لم تعلن "قصور الثقافة" في مختلف مدن وقرى محافظات مصر، عن أي فعالية خاصة بذكرى "محمد محمود"، سواء ندوات أو محاضرات تعريفية أو عروض وثائقية عن أهم موجات الربيع المصري، واكتفت بتكثيف أنشطتها للاحتفال بأعياد الطفولة والعام الهجري الجديد، خلال الشهر الجاري. ومن جهة أخرى، فصل الدكتور سعيد توفيق، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، الثقافة عن ما يحدث في الشارع السياسي، حيث قال: إن المجلس ليس الجهة المعنية بإحياء ذكرى أحداث "محمد محمود"، فهو ليس حزبًا سياسيًا، ونحن لسنا نشطاء سياسيين، فالمجلس نشاطه الأساسي ثقافي. وأكد «توفيق» أن المجلس الآن مشغول بتفعيل دور لجانه ال28، التي تقدم الاستشارات والتوجيهات لمؤسسات الدولة في مختلف المجالات، مؤكدًا اهتمامها ب"القضايا الراهنة على أرض الواقع. وأضاف أن "القضايا الاجتماعية هي أولويات هذه اللجان في الفترة الحالية"، دون أن يدرج في أجندته ذكرى الموجة الثانية لثورة 25 يناير. كما أوضح أن "الأعلى للثقافة" يتحرك الآن في مشروع إعادة هيكلة المجلس، من خلال تعديل قرار الإنشاء، بالإضافة إلى قانون إنشاء لائحة تنفيذية خاصة بمعايير جوائز الدولة، والتي يتم مناقشتها الآن. ولم يذهب قطاع الفنون التشكيلية، بعيدا عن المجلس الأعلى للثقافة، حيث أكد الدكتور صلاح المليجي رئيس القطاع، عدم المشاركة في إحياء ذكري محمد محمود، معللًا ذلك بإنشغال القطاع بالتجهيز لفعاليات أخري، وأضاف قائلا " وثقنا جرافيتي محمد محمود العام الماضي، فما الذي يمكن أن نفعله هذا العام، أعتقد أنه لا شيء". أخبار مصر- البديل