قالت صحيفة "حرييت" التركية اليوم، إنه في وقت سابق من الأسبوع الماضي، شارك وزير الخارجية التركي "أحمد داود أوغلو" في مهمة طال انتظارها وهي إصلاح العلاقات مع جيران تركياكالعراق التي مزقتها الحرب، موضحة أن العلاقات بين تركيا والحكومة المركزية في بغداد تنتابها بعض التوترات نتيجة لازدهار حركة التجارة بين أنقرة والحكومة الإقليمية الكردية في شمال العراق في مجال الطاقة. وأضافت الصحيفة أن تركيا تعمل على توثيق العلاقات مع الأكراد العراقيين لاستدراج حكومة إقليم كردستان كحليف لوضع رئيس الحكومة "مسعود برزاني" كقوة مكافحة لنفوذ حزب العمال الكردستاني، لوقف دعم الحزب للأكراد السوريين وتقدمهم في سوريا وسط جهود السلام التي تسير بخطى بطيئة مع الجماعة المسلحة في تركيا. وذكرت أنه من المثير للاهتمام أن الانقسامات الطائفية والعرقية والاشتباكات في المنطقة كانت على جدول أعمال وزير الخارجية التركي، فخلال لقاءاته مع الحكومة وكبار رجال الدين في العراق، أكد مرارا وتكرار أن العنف بين السنة والشيعة سيسفر عنه نتائج كارثية في المنطقة، كما في سورياوالعراق، بالإضافة إلى أن تركيا تأثرت بالحرب الأهلية هناك. وأشارت الصحيفة التركية إلى أن الترتيبات الأولية ل"أوغلوا" خلال زيارته للعراق تركزت على التوتر بين السنة والشيعة وانعكاس مخاوف تركيا على الحرب الأهلية السورية، وقبل العراق، أعرب عن مخاوفه خلال زيارته لإيران. وفي غضون ذلك، سمحت الحكومة التركية ولأول مرة احتفال الشيعة الأتراك بمراسم شهر محرم، وهو ما أثار المزيد من الدهشة بين أبناء الطائفة العلوية التي تعد من الأقليات، بالإضافة إلى حملة العلاقات العامة، حيث أعلن رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" أنه سيطلق اسم "علي" على حفيده الجديد نسبة للخليفة "علي بن أبي طالب" فهو يأمل في إرضاء الطائفة العلوية. ورأت الصحيفة أنه من الصعب إرضاء الطائفة العلوية التركية وسط تفاقم حالة الإحباط بين الحكومة والعلويين في الآونة الأخيرة، فكل ما تفعله الحكومة مجرد لفتات رمزية، فالطائفة لديها قائمة مطالب طويلة أولها الاعتراف بوجودهم. وتعتقد أن مبادرات تركيا تجاه المجموعات العرقية المختلفة في المنطقة توضح أن أنقرة تعلق آمالها على الغرباء من ذوي الخلفيات العرقية المماثلة لإصلاح الأوضاع في البلاد، حيث إن العلويين الأتراك يشعرون بالغربة داخل تركيا.