* جاك سترو يدافع عن حكومات حزبه التي تمت المخالفات في عهدها: لم نقر أبدا التعذيب ولم نكن أبدا شركاء متآمرين * بلحاج طالب باعتذار من لندن وواشنطن بعد العثور عن الوثائق التي تثبت تسليمه إلى طرابلس وتعذيبه لندن- وكالات: قال مسئولون بريطانيون اليوم إن تحقيقا مستقلا سيجري في مزاعم بأن أجهزة أمنية بريطانية ضالعة في إرسال إرهابيين مشتبه بهم بصورة غير مشروعة إلى ليبيا مما جعلهم عرضة للتعذيب على أيدي حكومة معمر القذافي. وسيتم توسيع نطاق تحقيق بدأته الحكومة البريطانية العام الماضي لبحث ما إذا كانت الأجهزة الأمنية تعلم بشأن تعذيب إرهابيين مشتبه بهم في الخارج ليشمل مزاعم عن تعاملات سرية بريطانية مع ليبيا أثناء حكم القذافي. وقالت لجنة التحقيق التي يرأسها القاضي بيتر جيبسون الرئيس السابق لمحكمة الاستئناف إن التحقيق سينظر في مزاعم بشأن ضلوع بريطانيا في نقل إرهابيين مشتبه بهم الى ليبيا. وأضافت اللجنة في بيان “سنسعى للحصول على مزيد من المعلومات من الحكومة وأجهزتها في أقرب وقت ممكن.” وتوقع المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن يرد كاميرون على مزاعم التواطؤ البريطاني في التعذيب في ليبيا خلال بيان ألقاه أمام البرلمان اليومن. وأضاف المتحدث للصحفيين “بالتأكيد من الممكن أن يتناول التحقيق حالات أخرى تتعلق بمزاعم خطيرة.” ومضى يقول إن الوثائق التي عثر عليها في طرابلس تتعلق بحكومة حزب العمال البريطاني السابقة التي استمرت في السلطة 13 عاما قبل أن تخسر الانتخابات العام الماضي. ومن المتوقع أن يواجه كاميرون عدة أسئلة بشأن صلات جهاز المخابرات الداخلية (ام اي 5) وجهاز المخابرات الخارجية (ام اي 6) مع نظام القذافي عندما يلقي كلمتة أمام مجلس العموم بشأن ليبيا. وقالت متحدثة باسم لجنة جيبسون للتحقيق “ان التحقيق ينظر في مدى تورط حكومة المملكة المتحدة أو معرفتها بالمعاملة غير اللائقة للمعتقلين بما في ذلك عمليات التسليم“. وأضافت أن تورط حكومة لندن في اعتقال وتسليم عبدالحكيم بلحاج وهو أحد القادة العسكريين في صفوف الثوار الليبين في طرابلس حاليا تم الكشف عنه في خطاب من ضابط في الاستخبارات البريطانية (ام اي 6). ولفتت إلى أن بلحاج الذي كان قائدا لجماعة القتال الإسلامية الليبية يطالب باعتذار من لندن لتورطها في تسليمه عام 2004 وسجنه لفترة تعرض فيها للتعذيب. وتقول وثائق كشفت عنها هيومن رايتش ووتش إن علاقة المخابرات البريطانية بنظام القذافي كانت وثيقة لدرجة أن عددا من وكالات الاستخبارات الأوروبية ومنها الإيطالية والسويدية والهولندية سعت إلى مطالبة الاستخبارات البريطانية بالقيام بدور تنسيقي مع طرابلس. وتفيد وثائق سرية أن الأمريكيين والبريطانيين تعاونوا بشكل وثيق خلال العقد الماضي مع استخبارات النظام الليبي حتى إنهم قاموا بتسليمه سجناء لاستجوابهم. ومن بين هؤلاء السجناء رئيس المجلس العسكري للثوار في طرابلس عبد الحكيم بلحاج الذي طلب الإثنين اعتذارات من لندن وواشنطن. وتفيد الوثائق أن البلدين سلما بلحاج للنظام الليبي في 2004 عندما كان معارضا وأنه تعرض للتعذيب. ودافع جاك سترو، وزير الخارجية العمالي اثناء هذه الوقائع، في تصريح للبي.بي.سي عن موقف الحكومات البريطانية المتعاقبة وقال “إننا لم نقر أبدا هذه الاساليب ولم نكن أبدا شركاء متآمرين بل ولم نغمض أيضا أعيننا عنها“. إلا أنه اعترف بأن “لا أحد من وزراء الخارجية كان قادرا على معرفة تفاصيل ما تقوم به أجهزة المخابرات طوال الوقت” معتبرا مع ذلك أنه من “المهم جدا” أن تتولى لجنة التحقيق هذه القضية.