في خبر قصير ليس منسوباً إلى مصدر، قالت “الشروق” إن” حركة شباب 6 أبريل “الجبهة الديمقراطية” قررت تشكيل فرع للحركة بدولة الإمارات الشقيقة لإشراك المصريين في العمل السياسي، كما أعلنت الحركة أنها في طريقها لتشكيل مجموعات 6 أبريل في أنحاء العالم. وفي الوقت ذاته أسندت الحركة إلى أمير إبراهيم الشيخ مهمة تكوين الحركة، وضرورة تفعيل دور المصريين بالخارج وحقهم في المشاركة السياسية. يأتي ذلك تزامنا مع قرار الحركة بإجراء الانتخابات الداخلية للحركة يوم 16 سبتمبر القادم، بعد أن تم تأجيلها، حيث كان مقررا إجراؤها يوم الجمعة 9 سبتمبر، ولكنة تزامن مع الدعوات التي أطلقتها بعض القوى السياسية لتنظيم مظاهرات مليونية بميدان التحرير”. انتهى الخبر،وهو،على قصره، مملوء بعلامات التعجب والاستفهام والألغاز التي لا أعرف من يملك حلها، فلا الخبر على لسان مسؤول في الحركة نسأله ، ولا يعرف الذين لايقفون على حقيقة أجنحة الحركة وتشعباتها مثلي حجم “الجبهة الديمقراطية” ولا مدى تأثيرها أو قربها أو بعدها عن مركز “6 أبريل” ليحدد قوة هذا الجناح المذكور في الخبر ورابطه كما يأتي: http://www.shorouknews.com/contentdata.aspx?id=532830 ولم أتشرف قبلا بمعرفة الأستاذ أمير إبراهيم الشيخ، وهذا خطأي أنا وليس خطأه، وبالتالي لا أعرف إن كان مقيماً في مصر أم معنا في الإمارات، وإن كنت أرجح أنه ضيف مثلنا على هذه الدولة العربية الشقيقة ، إذ ليس من المتصور، إن صح الخبر ، أن ترسله الحركة إلى هنا في إعارة لفتح فرع لها، ولا هي شركة مقاولات أو تسفير عمالة. وإن كان ما أرجحه صحيحاً وكان الأستاذ أمير إبراهيم الشيخ مقيما في الإمارات، فكيف قاده شيطانه السياسي هو ومن يزامله في الحركة ،أو في “الجبهة الديمقراطية”، إلى هذه الفكرة العابثة؟. وأوجه العبث في الفكرة، مرة أخرى إن صح الخبر، كثيرة، ف “6 أبريل” ليست حركة تحررية تحاول توسيع رقعة نضالها ، ولاهي نواة دولة تسعى إلى إيجاد أصوات ممثلة لها في الخارج. ولست أدري ما الذي يدفع بحركة مدنية أو فصيل فيها إلى التحرك خارج ميدانها ولا شرعية ذلك في وجود دولة لها تمثيل دبلوماسي في الإمارات وعلاقة متينة بين الشعبين لم تتأثر بما أشيع عن اختلاف في وجهات النظر الرسمية في الفترة الأخيرة، وإن كان الطرفان ينفيانه مستدلين بتصريحات الجانبين التي ترافقت مع زيارة الدكتور عصام شرف للإمارات ونتائج هذه الزيارة. دعك من هذا كله ودعنا نتساءل سوياً: إن كانت الحركة تفكر في التمدد عربياً، لماذا اختارت أن تبدأ من الإمارات وسط هذه الشائعات؟ . وأرجو ألا يغلب أحد حسن النوايا ، ففهم ألف باء السياسة لا يمكن أن يقود إلى هذا القرار العبثي، وهو قرار وليس فكرة مادامت “الشروق” ابتدأت الخبر بالفعل “قررت”. لماذا لم تختر الحركة ،إذا سلمنا جدلا بمنطقية القرار”، قطر مقرا ل “الفرع” العربي الأول وموقفها من الثورة جلي لا لبس فيه؟. إن على “6 أبريل” أن تلملم ملفاتها المفتوحة داخليا أولا قبل أن تفتح جبهات أخرى للعبث، وأول هذه الملفات اتهامها وأقرانها بتلقي تمويل أجنبي والإضرار بأمن مصر، وهو الاتهام الذي رفضته مع كثيرين حتى يقوم عليه دليل قاطع. وعلى الأستاذ أمير إبراهيم الشيخ أن يخبرنا في أية إمارة سيفتتح “الفرع” وتحت اي غطاء قانوني في الإمارات التي يبدو أنه لا يعرفها حق المعرفة، وطبيعة النشاط الذي سيمارسه هنا وكيفية التقاء الأعضاء مادام الهدف “تفعيل دور المصريين بالخارج وحقهم في المشاركة السياسية”. إن الذي أفهمه أن ميدان تفعيل دور المصريين بالخارج وحقهم في المشاركة السياسية هو وطنهم وليس أية دولة أخرى باستثناء التوجه إلى السفارة أو القنصلية للتصويت في أية انتخابات بعد إقرار حقهم في ذلك ، أو كانت هذه الدول تأذن بالناشط السياسي للمقيمين على أرضها. ولسنا في حاجة إلى اختلاق مشكلات نحن في غنى عنها ، فلا الإمارات ستسمح بفتح هذا الفرع ولا معظم المصريين العاملين هنا سيقصده يوما لو فتح ، وإلا ستكون التبعات غير محمودة وستتكرر مشكلة أنصار البرادعي في الكويت قبل الثورة الذين انتهى الأمر بترحيلهم إلى مصر ودفاع البعض عما قال إنه حقهم في التعبير. والحق في التعبير والمشاركة السياسية مكفول بالضرورة لكن في موضعه وزمانه والأوجب أن نحترم طبائع المجتعات الأخرى مادمنا قبلنا العيش فيها أو التعامل معها، فالعبثية ليست في مصلحة أحد.