في تحدٍ سافر لإرادة المبدعين وللصراع الذي خاضه المثقفون المصريون، خلال فترة حكم الإخوان رفضًا لأخونة الثقافة، وبعد رحيل نظامهم بشهور فوجيء المسرحيون والمثقفون بصدور العدد الجديد من مجلة "المسرح"، المتداول في السوق حاليًا، والتي تصدرها الهيئة العامة للكتاب، التي يرأس مجلس إدارتها الدكتور أحمد مجاهد، أحد رموز اعتصام وزارة الثقافة، ويرأس تحريرها الدكتور أحمد سخسوخ، تتضمن ترويستها اسم الصحفي الإخواني محمد عبد الحليم العزوني، مديرًا لتحريرها، وهو صحفي بجريدة الحرية والعدالة، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، كان من بين العاملين بالمكتب الإعلامي لوزير الثقافة السابق الدكتورعلاء عبد العزيز. وكان «العزوني» نشر أثناء اعتصام وزارة الثقافة الشهير عدة تقارير متهمًا المشاركين فيه بالفساد، حفلت بالسب وقذف في حقهم وصولًا إلى التحريض ضدهم، كما قاد حملات اللجان الإليكترونية ضد الفنانين والمثقفين، الذين رفضوا تولي الوزير الإخواني علاء عبد العزيز للوزارة، ورفضوا قراراته، التي سعى من خلالها للسيطرة على مؤسسات الوزارة وتصفية كوادرها؛ ومنها إقالة غالبية قياداتها؛ ومنهم الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيسة دار الأوبرا، والدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب، ولا يزال «العزوني» منذ ثورة 30 يونيو، يتهم من يعادي الإخوان بالانقلابيين ويواصل الحملات الإليكترونية ضدهم. وهو ما دعا المسرحيون للاحتشاد رافضين ما يحدث في مجلة المسرح، ويستعد عدد منهم حاليًا، إضافة إلى ائتلاف فناني الثورة، لإصدار بيانات رافضة تطالب وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب بإعادة هيكلة مجلة المسرح. ومن المعروف أن الدكتور أحمد سخسوخ كان أحد أهم داعمي وزير الثقافة السابق علاء عبد العزيز، الذي كان بدوره من مناصريه قبلها في المعركة التي خاضها «سخسوخ» ضد الدكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون قبل عامين، وكان علاء عبد العزيز على وشك تعيين «سخسوخ» مستشارًا لوزير الثقافة للمسرح، إلا أن اعتصام المثقفين، الذي كان أحد إرهاصات ثورة 30 يونيو، أجهض خطط الاثنان، إلى أن فوجئ المسرحيون هذا الأسبوع باستمرار سيناريو تحالف «سخسوخ» والإخوان بشكل جديد، مع تعيين الإخواني محمد العزوني مديرًا لتحرير مجلة المسرح.