قال الكاتب طه عبد المنعم- مدير مؤسسة البوابة الثقافية، اتضح مؤخرًا أن الجماعة الثقافية في مصر، ما هي إلا شبكة مصالح ومجاملات اجتماعية، وأن المثقف الموجود خارج ذلك الإطار، مطرود من جنة الدعم الثقافي. حيث أوضح "عبدالمنعم" ل"البديل" أن الأزمة تجلت مؤخرًا، في تجاهل الجماعة الثقافية المصرية في معظمها، لقضية الكاتب كرم صابر، المتهم بازدراء الأديان، والمحكوم عليه ب5 سنوات سجنًا غيابيًا بتهمة ازدراء الأديان لنشره مجموعة أدبية صدرت منذ أكثر من عامين بعنوان «أين الله». ويبرهن طه عبدالمنعم، الذي كون برفقة الكاتبة بهيجة حسين والكاتب روبير فارس، لجنة لدعم ضية كرم صابر، على ذلك التجاهل، قائلًا: في البداية كان من الطبيعي أن نذهب إلى "اتحاد الكتاب"، لدعم القضية، وأكد لنا الشاعر علاء عبد الهادي، أن الاتحاد سوف ينتدب محاميه للدفاع عن الكاتب، وهو ما لم يحدث، رغم تأكيدنا أن الأهم من حضور المحامي، أن يصدر بيان عن الاتحاد، يوضح موقف المثقفين منه، ويدعم القضية، وهو ما لم يحدث أيضًا، بل أصدر الاتحاد بيانًا لدعم موقف شاعر قطري، حكم عليه بالسجن 15 عاما مؤخرا بتهمة التحريض ضد نظام الحكم. ويتابع "عبدالمنعم"، حينما قمنا بدعوة الكتاب ورموز الثقافة، للكتابة عن قضية "صابر"، ودعمها حيث أكد لنا محاميو "صابر" السبعة، أثناء إعدادهم لخطط الدفاع، أن موقف المثقفين من القضية في غاية الأهمية، عن طريق ندواتهم ومقالاتهن والبيانات الصادرة عن تجمعاتهم أيضا، ولكن لم يتسجب للدعوة سوى الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد، والشاعر عبدالمنعم رمضان، في حين امتنع وتجاهل العديد منهم تلك الدعوة. وأضاف "عبدالمنعم"، بعد صدور الحكم غيابيًا، بالسحن خمس سنوات، كان علينا تجديد التحرك، خاصة وأن الجلسة تم تأجيلها إلى يوم 12-نوفمبر، القادم، وبالفعل ذهبنا إلى "أتيليه القاهرة"، وقابلنا عبدالناصر الدشناوي- مقرر لجنة الأدب، والذي أبدى اعتراضًا على إقامة فعالية لدعم كرم صابر، وقضية حرية الإبداع، حيث قال: "لايمكن إقامة ندوة عن كاتب متهم بإزدراء الأديان، خاصة وأن الأعضاء لن يتفهموا الأمر ولن يقبلوا بإقامة ندوة مثل تلك، لرواية فيها استهزاء بالذات الإلهية"، ولإن كان الأمر كذلك وإن كان المثقفون أنفسهم لن يتفهموا مثل تلك القضية فمن ياترى يتفهم ذلك؟ وأوضح أيضًا، أن المجموعة، حاولت التواصل مع دار الثقافة الجديدة بحثًا عن دعم كاتب كبير في حجم صنع الله إبراهيم المعروف بمواقفه تجاه حرية الإبداع، إلا أن موظف الدار عرقل وصول ملف القضية لصنع الله ابراهيم صاحب الدار، وآخذ يتساءل هل كرم صابر مسلم أم مسيحي أم أنه ملحد، لماذا كتب رواية مثل تلك، وكأنه قد نصب نفسه قاضيًا. وقال طه عبدالمنعم، كرم صابر بعيد عن الشللية والمجاملات، لذلك لم يحظى بدعم الجماعة الثقافية، التي تنادي بحرية الإبداع والفكر وتدين عدم المصادرة، داخل لجنة الخمسين وخارجها، ولا اتفهم تناقضهم الذي انكشف إثر تلك القضية. جدي بالذكر أن "البديل" تابعت القضية، والتي أثارت غضب قلة من المثقفين الذين أدانوا موقف اتحاد الكتاب الذي اعتبروه تنصل من القضية، وأيضًا أدانوا موقف الكثير المؤسسات الثقافية والكثير من المثقفين تجاه قضية "كرم صابر". وكان حمدي عبدالعزيز- المحامي، اتهم الكاتب في بلاغ رقم 660 لسنة 2011 قدمه إلى المستشار حمدي فاروق، المحامي العام الأول لنيابات بني سويف، بازدراء الأديان، وطالب بسرعة سحب هذه المجموعة من الأسواق ومصادرتها وإخطار مشيخة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء بسرعة مصادرة هذا العمل، الذي وصفه بأنه «يتعدى على الذات الإلهية والتهكم على الشريعة الإسلامية وفرائضها». أخبار مصر- البديل