أثارت زيارة وفد الكونجرس الأمريكي إلى مصر لمتابعة برامج المساعدات الأمريكية خلال الفترة الماضية جدلا بين السياسيين، حيث اعتبرها البعض تحسينا للعلاقات بين مصر وأمريكا وانتصارا للإرادة المصرية على الأمريكية التي كانت تدعم إرهاب جماعة الإخوان لفترة ما، فيما اعتبرها البعض الآخر أنها جاءت انعكاسا للانزعاج الأمريكي من التقارب المصري الروسي. وعن ذلك قال "إكرام بدر الدين" رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة وفد الكونجرس الأمريكي في الوقت الحالي جاء لتحسين العلاقات المستقبلية بين مصر وأمريكا، وخاصة بعد ما حدث من تضارب في الفترة الأخيرة بسبب حكم الإخوان، مشيرًا إلى أنه ليس من مصلحة الولاياتالمتحدة أن تخسر علاقاتها مع مصر. وأضاف أن علاقات مصر مع السعودية في الوقت الحالي جيدة، وليست من مصلحة أمريكا أن تخسر مصر أو إحدى دول الخليج، موضحًا أن التطورات السياسية في الوقت الحالي لابد من النظر إليها بنظرة موضوعية فيما يحقق مصلحة مصر وأمريكا. وأكد أن مصر قطبا إقليميا لا يمكن تجاهله أو خسارة العلاقات معه، مشيرًا إلى أن أمريكا وجدت على الأفضل المصالحة مع الجميع ومع السلطة الحالية، مشددَا أن هذا يحقق مصالح أمريكا داخل مصر. ومن جانبه قال دكتور محمود سلمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن التقارب المصري الروسي أزعج أمريكا، وتبعه تقارب مصري – صيني، ومن هنا تبدلت الأمور إلى حد كبير وتراجع الموقف الأمريكي، وأن زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لمراجعة ملف المساعدات الأمريكية لمصر، جاءت لمحاولة تحسين العلاقات بين القاهرةوأمريكا. وأكد أن الوضع الحالي في مصر والانصياع وراء إرادة الشعب هو ما جعل أمريكا تتراجع في الكثير من قراراتها، مشيرًا إلى أنه منذ أن كان هناك تصريحات من أوباما تدين ما يحدث لمرسي، كان الكونجرس يعترض، مشيرًا إلى أنها الديمقراطية الحقيقية. وأوضح أن تواجد الكونجرس الأمريكي داخل مصر والبحث في المساعدات هو أمر يعني موافقة الإدارة الأمريكية على ما يقولونه وهذا أكبر دليل على أن ما يحدث هي ثورة حقيقية وليست انقلاب كما يدعى البعض. وفي إطار متصل قال دكتور "عمرو هاشم ربيع" الخبير السياسي بمركز الأهرام لدراسات السياسية والإستراتيجية، إن زيارة وفد من الكونجرس الأمريكي إلى مصر لا تمثل انعكاسا لموقف الإدارة الأمريكية الحالي من مصر. وأوضح بأن تواجد وفد الكونجرس في مصر ومن قبلها بحوالي أسبوع تواجد جون كيري وزيرا الخارجية، يظهر المحاولات الأمريكية لإعادة علاقتها الجيدة بمصر، وخاصة في استغلال الروس للفرصة والدخول على الخط كي يكون بديلا لها في المنطقة بالتحالف مع دولة بحجم مصر. وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمصر منذ أيام وتصريحاته، توضح أن هناك تراجعا في موقفهم، وأن ما حدث ثورة شعبية بإرادة الشعب المصري ضد الجماعة الإرهابية.