قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أمس الأحد، إن الرئيس المصري المعزول "محمد مرسي" يرفض محاكمته التي ستبدأ في الغد، موضحة أن ذلك أول ظهور له منذ الإطاحة به في يوليو الماضي، ووضعه في مخبأ سري. ورأت الصحيفة أنه من المتوقع زيادة التوترات السياسية في مصر، حيث يخطط أنصار المعزول لسلسلة من الاحتجاجات على الصعيد الوطني، كما أعلنت الشرطة حالة الاستنفار، فالمخاوف الأمنية مرتفعة جدا، ومن غير المقرر حتى الآن إذا كان "مرسي" سيحضر محاكته شخصيا. وأضافت أن "مرسي" و14 من قادة جماعة الإخوان المسلمين متهمون بالتحريض على قتل المتظاهرين خارج محيط القصر الرئاسي في ديسمبر الماضي. وأوضحت الصحيفة أن "مرسي" لا يزال يعتبر نفسه الرئيس الشرعي للبلاد، ولم يوكل محاميا للدفاع عنه، لأنه بذلك يعترف بطريقة غير مباشرة بالسلطة الحالية، ويقول "عمرو دراج" المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين:" لا نحن ولا الرئيس نعترف بشرعية هذه المحاكمة". وتعتقد أنه من المرجح أن تجدد محاكمة "مرسي" الاضطرابات المدنية، حيث وعد المتحدث باسم ما يسمى "التحالف المناهض للانقلاب"، بأن يجعلوا هذا اليوم عالمي للاحتجاجات، مؤكدا أنهم سيهزمون هذا "الانقلاب الوحشي "على حد تعبيره. قال مسئول مكتب الادعاء لل"جارديان":"حتى الآن من غير المقرر السماح بإذاعة محاكمة مرسي أو حضوره خوفا على النظام العام". وعلقت الصحيفة البريطانية على زيارة وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" لمصر اليوم، قائلة إن وجوده يثير غضب كل من أنصار "مرسي" ومعارضيه، الذين يتهمون الولاياتالمتحدة بالتدخل في الشئون المصرية وانحيازهم لخصومهم. وأشارت الصحيفة إلى أنه لأول مرة في التاريخ تحاكم مصر رئيسيين سابقين في نفس الوقت، "مرسي" وسلفه "حسني مبارك"، ولكن المحاكمة الأولى لمبارك كانت واضحة وأنتظرها المصريين بفارغ الصبر، أما محاكمة "مرسي" أثارت المشاعر المختلطة للشعب، حيث يقول أحد الموطنين:" كثير من المصريين يشعرون بالشفقة تجاه مرسي، حتى الذين يحبون الفريق أول عبد الفتاح السيسي". ويقول "ها هيلير" محلل في المعهد الملكي البريطانى وهو مركز أبحاث خاص بالشئون الخارجية:" حين كان مبارك في المحكمة، كان الجميع يرغب في محاكمته وإعدامه، أما مرسي، فالشعب يشعر أن الإخوان جميعا يجب أن تحاكم وليس مرسي كفرد".