“رغم أنها مجرد كابينة، بألواح مقسمة إلي أربع جهات، إلا أنها قادرة علي تفعيل مشاركة 300 ألف من ذوي الإعاقة بأسيوط في الانتخابات المقبلة” هكذا يبدأ محمد بدوي المدير التنفيذي للإتحاد النوعي لذوي الإعاقة حديثة مع “مصر تنتخب”. الثورة تعيد الاعتبار لذوي الإعاقة الأمر لم يكن ممكنا قبل الثورة، فقبل الخامس والعشرين من يناير غيبت إما عن عمد أو إهمال مشاركة ذوي الإعاقة في الانتخاب، يشرح “بدوي” الأمر قائلا: ” ذوي الإعاقة في أسيوط يمثلون 10% من أبناء المحافظة الواقعة وسط صعيد مصر، وذلك وفقا لتقديرات منظمة ” اليونيسيف”، وهم في الأغلب عانوا من al_kabinaالتهميش في زمن النظام السابق، إما عن طريق عدم توفير التسهيلات التقنية التي تساعدهم علي الانتخاب، وإما عن طريق تزوير إرادتهم بشكل إجرائي”. يشرح أسامة محمد، أحد المعاقين حركيا الأمر:”حاولت المشاركة بالانتخاب في 2010، عندما ذهبت للجنة الانتخابية كانت في الأدوار العليا، ولا يتواجد وسائل تعينني علي الوصول إليها، ناهيك عن الازدحام وصعوبة العثور علي اسمي بكشوف الناخبين، كنت أحاول رغم أن كثير من أصدقائي من ذوي الإعاقة يأسوا من إمكانية المشاركة”. “كابينة” بخامات محلية فكرة الكابينة الانتخابية بسيطة ويصفها محمد بدوي قائلا: “هي تشبه أبواب الفنادق الدوارة، تستخدم في إنجلترا، ونحاول تصنيعها في مصر بخامات محلية، تتضمن أربعة أركان، جهة بها منضدة منخفضة يستخدمها ذوي الإعاقة الجالسين علي مقاعد متحركة، وجهة للمكفوفين تتضمن استمارات الاقتراع مكتوبة بلغة “برايل”، وجهة للصم والبكم ملصق علي جدارها بوسترات للغة الإشارة ، توضح أسماء وأرقام المرشحين، أما الجهة الأخيرة فمصممة لذوي الإعاقة الحركية البسيطة” تحمس لمشروع “الكابينة الانتخابية” 10 جمعيات لرعاية المعاقين بأسيوط، وذلك ضمن فاعلية مبادرة”أعرف..شارك..غير”، التي استطاعت وفقا لأسامة محمد أن تنظم نحو 6 ندوات توعية سياسية لذوي الإعاقة في المحافظة، وهي المرة الأولي في تاريخ المحافظة سياسيا التي يتم فيها مثل هذا النشاط –وفقا لقوله- القانون لا يعرف”ذوي الإعاقة” تجربة معتز عبد النبي المعاق بصريا مع الانتخابات الأخيرة، لا تسر عدوا أو حبيا وفقا لشهادته” لم أشارك قبل 2010 في الانتخابات، فاللجنة العليا للانتخابات كانت ترفض وجود مرافق للكفيف، وكان رئيس اللجنة يقوم بمصاحبة المكفوف للتصويت، مما فتح الباب لتزوير أصواتنا لصالح رموز التظلم، أما بعد الثورة فالأمر مختلف، لقد عادت بالنفع علي كل الفئات، والآن يمكننا مقابلة المحافظ مباشرة بعد أن كان ذلك صعبا”. لكن أمر المشاركة لا يتوقف فقط علي الكابينة كما يضيف “عبد النبي”:”لابد من أن يتضمن قانون مباشرة الحقوق السياسية وانتخابات مجلسي الشعب والشورى نصوصا تضمن تسيير عملية تصويت المعاقين، الأمر بسيط، هناك جمعيات أهلية قادرة علي توفير الأشخاص المرافقين، كما يمكن توفير لجان خاصة مجهزة، helal_abd_elhamiedكذلك تحرير الجداول بطريقة “برايل”، وتوفير متخصصين في لغة الإشارة”. توصيات تحمل هذه المطالب خرجت بها المبادرة الأهلية “أعرف..شارك..غير”، كما توضح يسريه مصطفي مسئولة مجموعة”تواصل” للصم، وتضيف:” الأزمة الأكبر في مجال ذوي الإعاقة، هو مستوي “ذوي إعاقة الذهنية”، فتجهيزاتهم أكثر تعقيدا ، ولا تتوافر في مصر لا الإمكانات ولا الكوادر القادرة علي “تمكينهم” من ممارسة حقهم الانتخابي، لابد أن نعقد دورات خاصة لأولياء أمورهم لتدريبهم علي ذلك”. الأحزاب الجديدة وذوي الإعاقة الأحزاب الجديدة التي ظهرت بعد الثورة، وضعت تلك الفئة لمهمشة علي جدول أعمالها، فهلال عبد الصمد أحد وكلاء مؤسسي الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، يري أن حزبه يضع “ذوي الإعاقة” علي أولوية أعمال حزبه، فهم يقومون حاليا بوضع برنامج توعية سياسية خاص بذوي الإعاقة، كما يبحثون عن كوادر منهم للانضمام إلي حزبه المكون حديثا، أما حزب “الحرية والعدالة” –الجناح الحزبي لجماعة الإخوان المسلمين-، فوفقا لدكتور علي عز الدين أحد أعضاءه، ينتوي الحزب تأسيس أمانة خاصة بذوي الإعاقة ، وهو نفس حال حزب الحرية ، الذي قام بالفعل بتأسيس تلك الأمانة، أملا في تقديم بعضهم للانتخابات المحلية القادمة، كما صرح بذلك سيد زكريا أمين الحزب بأسيوط. ينشر بالتعاون مع مجموعة مصر تنتخب تابع الرابط التالي : http://www.egyptvotes.org/ar/2011-05-26-19-03-19/item/123.html