قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أمس، إن التوترات الدبلوماسية تزايدت بين أمريكا وواحدة من أقوى حلفائها ألا وهي ألمانيا، بسبب الوثائق التي كشف عنها موظف وكالة الأمن الوطني السابق "ادوارد سنودن"، حول عملية تنصت أمريكا على هاتف المستشارة الألمانية "انجيلا ميركل"، وأوضحت الصحيفة أن "ميركل" اتصلت بالرئيس الأمريكي "باراك أوباما" للتأكد من صحة هذه المعلومات. وأضافت الصحيفة أن واشنطن من جانبها نفت أن يكون هاتف"ميركل" وضع تحت المراقبة، مشيرة إلى أن هذه ثاني حادثة بعد الكشف عن فضيحة التجسس الأمريكية على فرنسا، فقبل 48 ساعة، تحدث "أوباما" مع الحليف الأوروبي لتوضيح الأمر قائلا "ليس من المفروض أن تؤثر هذه الكشوفات المستمرة للمعلومات الاستخباراتيه الأمريكية على عشرات السنين من الثقة المتبادلة بين حلفاء الأطلسي". وذكرت أن هاتين الحالتين توضحان التحدي الدبلوماسي للولايات المتحدة، والذي يتشكل في الوثائق التي سلمها "سنودن" للصحفي "جلين جرينوالد"، حيث إنه الأسبوع الماضي، عقد "جرينوالد" اتفاق مع مؤسس موقع إيباى بيير أوميديار لتشكيل منصة إعلاميه تهدف إلى نشر المعلومات التي يمتلكها الآن. وأوضحت الصحيفة أن الأضرار التي لحقت بالعلاقات الأمريكية المهمة تتزايد، ففي الشهر الماضي، أجلت رئيسة البرازيل" ديلما روسيف" زيارتها للولايات المتحدة، بعد ظهور تقارير لوسائل الإعلام البرازيلية، تفيد بأن وكالة الأمن القومي الأمريكية اعترضت رسائل من "روسيف" ومساعديها وشركة البترول التابعة للحكومة بتروبراس. واقترحت المجلة الألمانية "دير شبيجل" التي تمتلك بعضا من الوثائق أن الاستخبارات الأمريكية استطاعت أن تراقب اتصالات من وإلى الرئيس المكسيكي السابق "فيليلب كالديرون". وأشارت إلى أنه بعد وصول "جون كيرى" وزير الخارجية الأمريكيةلفرنسا يوم الاثنين، كشفت صحيفة لوموند الفرنسية عما وصفته بالمراقبة الشاملة للمواطنين الفرنسيين، فضلا عن التجسس على دبلوماسيين فرنسيين، ولذلك استدعت فرنسا غاضبه السفير الأمريكي "تشارلز ريفكين" كما عبر الرئيس الفرنسي عن غضبه الشديد لمراقبة الاتصالات التي وصلت إلى 70 مليون اتصال في الفترة من 10/12/2012 إلى 8/1/2013. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه في بيان نشر على الانترنت، شكك "جيمس كلابير" مدير المخابرات الأمريكي في بعض الجوانب لتقارير صحيفة لوموند، قائلا إنها مضللة وغير دقيقه. وصل إلى برلين اثنين من كبار المسئولين من وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي قبل ساعات قليله من كشف الحكومة الألمانية أنها تلقت معلومات غير محددة أول أمس الأربعاء عن مراقبة هاتف "ميركل"، وقال المتحدث الرسمي باسمها "ستيفن زايبرت"، حال التأكد من التجسس على هاتف رئيسة الوزراء الألمانية، فسيكون الأمر غير مقبول بالمرة. وألمحت "نيويورك تايمز" إلى أن "زايبرت" نقل عن المستشارة قولها ل" أوباما":"لا يجب أن يكون هناك مراقبة لرئيس حكومة خصوصا عندما يكون هناك صداقة وشراكة بين بلدين مثل جمهورية ألمانيا الاتحادية والولايات المتحدةالأمريكية استمرت لعشرات السنين، لأن هذا يعد انتهاكا خطيرا للثقة وهذه الممارسات يجب أن تتوقف على الفور".