وزير التعليم العالي يبحث سبل التعاون مع نائب حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    وزير الإسكان يتفقد مشروعات المرحلة العاجلة للأراضي البديلة بمنطقة "شمس الحكمة"    بدء اجتماع مجلس المحافظين.. وقانون الإيجار القديم الأبرز    رئيس "كهرباء الصعيد": استقرار التغذية الكهربائية بجميع مناطق أسوان    "يونسيف" يحذر :112 طفلًا يدخلون دائرة سوء التغذية يوميًا في قطاع غزة ومؤسس المطبخ العالمي يصل القطاع    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يوسّع دائرة اعتداءاته جنوب لبنان    مصطفى شوبير يحتفل بارتداء شارة قيادة الأهلي: "شرف ما بعده شرف"    انطلاق البطولة العربية الأولى للخماسي الحديث للمنتخبات والأندية تحت 15 عامًا    أحمد عاطف قطة: كأس العالم للأندية "حلم كبير".. وهذه رسالتي للاعبين الصغار    الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الإجتماعى تضمن حدوث مشاجرة بالجيزة.    ضبط 117.3 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    تكريمًا لسيد درويش.. وزارة الثقافة تعلن 15 سبتمبر "اليوم المصري للموسيقى"    انطلاقة قوية لفيلم "درويش".. 8 ملايين جنيه في أول 72 ساعة عرض    جريئة أمام البحر.. أحدث ظهور ل ياسمين صبري والجمهور يعلق (صور)    إجراء 20 عملية مياه بيضاء ناجحة في مستشفى نجع حمادي    حازم الجندى: بيان ال31 دولة عربية وإسلامية يمثل تحولا نوعيا في آليات المواجهة السياسية والدبلوماسية مع إسرائيل    بعد تناول وجبات.. إصابة 9 أشخاص ب«اشتباه نزلة معوية» في الشرقية    ضبط لحوم وسلع غذائية فاسدة وتحرير 382 محضرًا خلال حملات رقابية بأسيوط    وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة تلتقي فريق عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي    تقليل الاغتراب 2025.. أماكن الحصول على الخدمة للمرحلتين الأولى والثانية    السيسي يوافق على ربط موازنة الجهاز المصرى للملكية الفكرية لعام 2025-2026    بالتعاون بين الشركة المتحدة والأوقاف.. انطلاق أضخم مسابقة قرآنية تلفزيونية    ماذا حدث في أوكرانيا خلال قمة ألاسكا بين بوتين وترامب؟    سيمينو ينفجر غضبا بسبب العنصرية.. والشرطة تحقق في الحادث    «السياحة» تبدأ مبكرًا في إجراءات الحج بتوقع عقد الضيافة وخدمة الحجاج بالمشاعر المقدسة    تشييع جثمان شاب لقي مصرعه غرقا داخل حمام سباحة ببني سويف    بالفيديو: عبيدة تطرح كليب «ضحكتك بالدنيا»    محافظ بورسعيد يعلن قبول جميع المتقدمين لمرحلة رياض الأطفال بنسبة 100%    علماء يلتقطون أول صور ثلاثية الأبعاد لزرع جنين داخل الرحم    خلال العطلات الرسمية....صحة الشرقية تنفذ أكثر من 37 ألف زيارة منزلية لتقديم الرعاية الصحية    حلول عاجلة لتوصيل مياه الشرب لعدد من المناطق بجنوب بورسعيد    لماذا يُستبعد الموظف من الترقية رغم استحقاقه؟.. 3 حالات يحددها قانون الخدمة المدنية    آداب أسيوط تطرح برنامج الترجمة باللغة الفرنسية بنظام الساعات المعتمدة    موقف غير متوقع يختبر صبرك.. حظك اليوم ل مواليد برج الدلو 16 أغسطس    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولتكن البداية بميزان العدل والحق!?    يسري جبر: يوضح حكم زيارة قبور أهل البيت والصحابة والدعاء عندها    تنسيق المرحلة الثالثة 2025 علمي علوم.. قائمة كليات تقبل من 50%    في صورة انتقال حر.. بيرسي تاو ينتقل إلى نام دينه الفيتنامي    إخلاء سبيل الشاب عبد الرحمن خالد، مصمم فيديو الترويج للمتحف المصري الكبير بالذكاء الاصطناعي    الصحة: تدريب أطباء الأسنان وتقديم خدمات مجانية ل86 مواطنًا    محاكمة 6 متهمين في خلية «بولاق أبو العلا» الإرهابية| بعد قليل    إنقاذ سائق وتباع بعد انقلاب سيارتهما أسفل كوبري أكتوبر| صور    أمين الفتوى يوضح حكم من تسبب في موت كلاب بغير قصد وحقيقة طهارتها    فوز 4 من أبناء بني سويف في برلمان الطلائع على مستوى الجمهورية    18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية    وفاة والدة صبحي خليل وتشييع جثمانها بعد صلاة الظهر    عمرو وهبة يحتفل بعيد ميلاد ابنه: «الحمد لله عدت بدعوات الناس » (فيديو)    مدير الرعاية الصحية بالأقصر يتفقد 5 مستشفيات بالمحافظة لمتابعة الخدمات    وزارة الأوقاف تحدد 15 نقطة لاستغلال وقت الفراغ والإجازة الصيفية.. اعرفها    مصرع وإصابة 15 شخصًا في حادث تصادم ميكروباص بسيارة نقل بالوادي الجديد    بدائل الثانوية العامة محاصرة بالشكاوى.. أزمات مدارس «ستيم» تثير مخاوف العباقرة    ترامب يغادر ألاسكا بعد قمته مع بوتين    بوتين يدعو كييف والقادة الأوروبيين إلى عدم عرقلة "التقدم الناشئ"    مفاجآت في قائمة الزمالك لمواجهة المقاولون العرب    بقيادة صلاح.. ليفربول يفوز بصعوبة على بورنموث برباعية في افتتاح البريميرليج    حاكم ألاسكا: لقاء بوتين وترامب يمثل يوما تاريخيا لولايتنا    وزير الأوقاف السابق: إذا سقطت مصر وقع الاستقرار.. وعلينا الدفاع عنها بأرواحنا (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر
نشر في البديل يوم 25 - 10 - 2013


مقدمة
لم يكن موضوع دراستنا هذه وليد ردود فعل النخب الأمريكية المثقفة تجاه الأعلام الأمريكي وما كتب عن مختلف القضايا التي تهم منطقتنا العربية والإسلامية خاصة نتيجة الأحداث التي مر بها العالم منذ انتهاء الحرب الباردة والأحداث التي عصفت بالولايات المتحدة في أكثر من موقع ، وما تلا ذلك من تداعيات سياسية وعسكرية وإعلامية واجتماعية وثقافية اتخذت من مسار الأحداث مسوغا لتمرير الكثير من الأفكار والرؤى والنظريات التي لم يكن لها أن تطرح علانية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي وأحداث الحادي عشر من أيلول واحتلال العراق ..
وهذه الدراسة هي خلاصة متابعة لسنوات عديدة أعدت عن حقيقة الأعلام والخطاب السياسي الأمريكي بأقلام الإعلاميين والمفكرين والخبراء الأمريكيين أنفسهم .. وان ما نشاهده اليوم وما نقراه من أفكار وتنظيرات أمريكية إنما تحمل قيم ومفاهيم أصحابها ، في نفس الوقت يعبر معظمها عن وجهة النظر الرسمية للإدارات الأمريكية المتعاقبة والمسنودة باللوبي الإسرائيلي في واشنطن وإسرائيل ، وهذه الرؤى والنظريات هي حقائق اقرها أصحاب الاختصاص قبل أن ينكرها من خدع بقناع الديموقراطية وزيف الثقافة الحرة والكلمة الموضوعية المحايدة ..
وفي هذا المجال يقول ( روبرت ويكس ) أستاذ الأعلام في جامعة أركنساس الأمريكية في كتابه ( فهم جمهور الإعلام ) الذي صدر عام 2001 : ( إن الإعلاميين يبنون رسائلهم على ثقافتهم ومعتقداتهم ومواقفهم ، ورسائلهم الإعلامية هي انعكاس لمواقف مسبقة قد تؤثر على بناء الرسالة الإعلامية ومضمونها ، وان المؤسسات الإعلامية تؤثر أيضا في بناء الرسالة الإعلامية وتوجهاتها ، وإذا اتفقت توجهات الأفراد مع توجهات المؤسسات فان ذلك يعزز من الأثر الذي تحدثه الرسالة الإعلامية المصبوغة بصبغة الإعلاميين ومعتقداتهم ) وينطبق الشيء ذاته على تحليلات ورؤى المنظرين الأمريكيين وخبرائهم .. باختصار فان هذا يمثل ما يمكن أن نسميه بالأيديولوجية الفكرية والإعلامية للخطاب السياسي الأمريكي ، وهي الأيديولوجية التي أخذت تظهر إلى العلن في إطار ما سمي بتيار صراع الحضارات ، الذي رسمه وخطط له عدد من فلاسفة السياسة والتنظير الأمريكيين وأهل الاختصاص والرأي في دوائر التخطيط ألاستراتيجيي من أمثال ( صموئيل هنتنغتون )، ونفذها صناع القرار السياسي والمستثمرون في العقل البشري العالمي من خلال وسائل الأعلام ذات السيطرة والهيمنة على كثير من مصادر المعلومات والتحليل في عصر الرقمية والفضائيات ...
ولأهمية هذا الموضوع فإننا مطالبون بقراءة تفاصيل الخطاب السياسي الأمريكي بسياقه الصحيح وتحولاته وأبعاده وأهدافه خاصة ما يتعلق بمنطقتنا العربية والإسلامية كي نكون على بينة وصورة واضحة مما يخطط ويرسم لنا في السر والعلن للاستحواذ على إرادتنا وقراراتنا وسيادتنا وثرواتنا ووحدة امتنا .
فبعد الحرب العالمية الثانية قامت السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط على ثلاثة ثوابت : احتواء النفوذ السوفيتي ، ضمان امن إسرائيل وتفوقها العسكري وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة ، وبعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي في أواخر القرن الماضي ظهر ما سمي بالنظام العالمي الجديد والشرق الأوسط الجديد .. بعد حرب الخليج الثانية واتفاقيات اوسلو 1993 حدث تحول في الخطاب السياسي الأمريكي ، فحسب بعض المحللين الاستراتيجيين تراجعت الديمقراطية ، التي احتلت المقام الأول في هذا الخطاب خلال الحرب الباردة وتقدم عليها مبدأ التفوق الأمريكي واستقرار النظام العالمي ..
وحول هذا التحول في الفكر السياسي الأمريكي يتفق محللون سياسيون عالميون على أن هناك أجماعا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على ضرورة ترسيخ دعائم المؤسسات الدولية وإعطائها دورا من اجل معالجة أي محاولة تعيد النظر في المصالح القائمة مع بقاء الجدل قائما حول طبيعة تدخل الأمم المتحدة ومداه في ألازمات الجديدة مع إبقاء خيار استخدام القوة قائما وحسب ظروف ألازمة وتأثيراتها على المصالح العليا للولايات المتحدة .. ولإلقاء الضوء على موضوع الدراسة تم تناولها على النحو آلاتي :
1. الديموقراطية حسب الرؤية الأمريكية ..
2. ابرز نظريات ورؤى الخطاب السياسي الأمريكي ..
3. نظرية السيطرة على قلب روسيا ..
4 . نظرية صدام الحضارات
5. سياسة احتواء منطقة الشرق الأوسط ..
6. تقرير فريق العمل الأوربي- الأمريكي حول الشرق الأوسط ..
7.الخطاب السياسي واحتلال العراق ..
8.الحرب من اجل إسرائيل ..
9.تقسيم العراق ..
10.المستنقع العراقي ..
11. الصلة بين العراق وفلسطين ..
12.الخاتمة..
الديموقراطية حسب الرؤية الأمريكية
يرى باحثون ومحللون استراتيجيون أن الحزب الديمقراطي يصر على ضرورة التدخل ضمن اطر قانونية دولية حتى يتسنى إشراك الدول الكبرى الأخرى في تحمل الأعباء والمسؤوليات ، بينما يصر الحزب الجمهوري على أن الولايات المتحدة يجب أن لا تعتمد على الأمم المتحدة ، بل عليها إعطاء الأولوية لدور الولايات المتحدة وحلفائها .. ويزعم مناصرو التفوق الأمريكي أن الحفاظ على هذا المبدأ وتطبيقه هو كون الولايات المتحدة الدولة الوحيدة القادرة على تامين الاستقرار وفرض احترام النظام الدولي القائم ..
وبالنسبة للديمقراطية نجد باحثين أمريكيين يعارضون تهميش دورها أو تقليل أهميتها في حركة الأحداث والتطورات العالمية ومن هؤلاء الدكتور ( فرنسيس فوكاياما ) مؤلف كتاب ( نهاية التاريخ ) الذي يدعو إلى تحقيق الديمقراطية الليبرالية وحسب رأيه فان الديمقراطية تمنع العدوانية ويعتبر الانتقال إلى الديمقراطية مصدر استقرار في النظام العالمي وضمان للأمن القومي الأمريكي ويذهب ابعد من هذا عندما يفترض أن الدول الديمقراطية سوف تتقيد ببنيتها الداخلية في سلوكها الدولي ..ويشاطر الخبير الاستراتيجي ( جون أوين ) فوكوياما هذا الطرح ويسير معه في نفس الاتجاه ..
لكن هذه الطروحات تعرضت إلى الانتقاد من قبل أصحاب المدرسة الواقعية ومنهم ( صموئيل هنتنغتون ) صاحب تيار ( صدام الحضارات ) و( كنيت والتز ) احد منظري هذه المدرسة الذي يصف طروحات أصحاب المدرسة المثالية بأنها تتجاهل القوانين الخاصة بالنظام العالمي الذي يفرضه منطقه على سلوك الدول ، فالغايات التي تسعى وراءها كل دولة أيا كان نظامها ، هي البقاء ومد النفوذ .. أما ( كيسينجر ) فانه يحذر من المثالية في التعامل مع روسيا ، فعلى الرغم من تبنيها للديمقراطية الليبرالية كنظام سياسي ، فهو يرى أنها لم تتخل عن أطماعها الإقليمية ولها توجهاتها الثابتة النابعة من مصالحها كدولة والتي لا يجب حصرها في طبيعة نظامها السياسي ..
خلاصة هذا الاتجاه هو أن السير نحو الديمقراطية لا يؤدي بالضرورة إلى انتهاج سياسة سلمية وخاضعة لمتطلبات النظام الدولي ، بل أن ذلك سيوفر فرصة لشعوب ،هي في صراع مع الغرب ، بان تعبر عن عدائها له .. وحسب أصحاب هذا الاتجاه ، فان الأفضل للغرب هو المساهمة في إجهاض المسيرة الديمقراطية في مثل هذه الحالات وهم يرون انه مع سقوط الشيوعية تحول الصراع من المستوى الأيديولوجي إلى المستوى الحضاري ولم تعد الديمقراطية هي الحد الفاصل بين الكتل الدولية ولهذا لا يسع الاستراتيجية الأمريكية إلا أن تتحدد بمضمون حضاري والدفاع عن الحضارة الغربية وعن سيطرتها الكونية ..
والاستنتاج الذي نستخلصه هو أن المناهج الفكرية الأمريكية ، التي يعبر عنها الخطاب السياسي الأمريكي ، لا تترجم خلافا في الممارسة السياسية لان القرار الأمريكي يعتمد التوليف بين هذه التيارات ، والذي يرجح كفة احدهما على الأخر هو ظرف استراتيجي مناسب له ..
أبرز نظريات ورؤى الخطاب السياسي الأمريكي
1 . نظرية ( التدخل الديمقراطي ( وهي النظرية التي طرحها ( فرنسيس فوكوياما التي تقسم المجتمعات إلى كتلتين (المجتمعات التاريخية ) الدكتاتورية و( مجتمعات ما بعد التاريخ ) الديمقراطيات..
ولا يدخل ( فوكوياما ) في تفاصيل التحليل الجيوسياسي للوطن العربي ، بل يرسم ، بصورة غير مباشرة ، حدود الشرق الأوسط كوحدة جيوسياسية تجمع بين النفط وإسرائيل ودول الجوار لها ( على حد تعبيره ) .. وحسب هذه النظرية فان تدخل الديمقراطيات في شؤون ( العالم التاريخي ) يظل ضروريا من اجل ضبطه باعتباره مصدر تهديد سياسي وعسكري لها ويتم ذلك عن طريق التضامن فيما بينها ، ويجب إعادة النظر في دور الأمم المتحدة ومشاركة ( العالم التاريخي ) في اتخاذ القرةار .. وفي هذه الحالة يكون حلف شمال الأطلسي هو البديل لها بسبب تجانسه وقدرته على الردع ..
2. نظرية ( التوسع الديمقراطي ) : وهذه النظرية التي عبر عنها ( انطوني لابك ) تحدد أن غالبية الدول في أوربا الشرقية وفي العالم الثالث لم تعد حاملة لاستراتيجية المواجهة مع أمريكا وأنها انضمت إلى الفكر الليبرالي وسلَكَ العديد منها مسلك الديمقراطية السياسية ، لذلك يقترح ( لابك ) رسم خارطة جيو اقتصادية بحيث يستعاض عن مبدأ الاحتواء بمبدأ التوسع الديمقراطي ، وبما أن هذه الدول تعيش أزمات اقتصادية فلا بد من دعم اقتصادي أمريكي لها ..
3. نظرية ( النموذج الواقعي ) : يبين ( كينيث والتز ) في نظريته هذه أهمية موازين القوى ويتوقع ابتعاد الدول الكبرى الأخرى عن الولايات المتحدة ، بوصفها القوة العظمى ، فتتجه ألمانيا نحو أوربا الشرقية وروسيا وتتجه روسيا نحو ألمانيا واليابان ..وحسب رؤية ( والتز ) فأن ( الدول العاصية ) الموجودة في الشرق الأوسط لم تعد مصدر تحدٍ أساسي بقدر ما أصبحت تصنف على أنها دول خارجة عن إطار اللعبة المتفق عليها دوليا ..
4 . (نظرية موازين القوى ) : تبرز هذه النظرية ، التي حددها ( هنري كيسينجر) أهم موازين القوى وتدعو إلى ضرورة التخلي عن المقاييس الأيديولوجية الصرفة وتحذر من التعاون الروسي الألماني في أوربا الوسطى والشرقية وبالمقابل تحذر من النزاع الروسي الألماني الذي قد يؤدي إلى فوضى سياسية في المنطقة ..
5 . نظرية ما يسمى ( بالحرب على الإرهاب( وتتلخص هذه النظرية التي يتبناها أكثر من مسئول وخبير أمريكي ومنهم ( كولن باول) بالادعاء بأن الناس عندما يفكرون بالسياسة الخارجية الأمريكية فإنهم يفكرون بأوجه) الحرب على الإرهاب ) وإعادة أعمار العراق وأفغانستان والاضطرابات في الشرق الأوسط وما تسميه النظرية ( بخلايا الإرهاب المختبئة ) في جنوب شرق آسيا وأوربا وحتى الولايات المتحدة ، وكلام باول عن ( الناس) يؤكد الرغبة الأمريكية في أن تكون الولايات المتحدة هي الوصية عن العالم والمهيمنة على مقدراته وإرادته.. وفي مقال نشره ( باول ) في صحيفة نيويورك تايمز نهاية عام 2003 ، عاد وأكد لهجة الخطاب السياسي الأمريكي عندما حدد ما اسماه) الحرب على الإرهاب ) وان هذه الحرب ستظل الأولوية القصوى في السياسة الخارجية الأمريكية طالما كان ذلك ضروريا ، على حد تعبيره .. ويعتبر الخطاب الأمريكي أن هذا التوجه يمثل استراتيجية واسعة النطاق وعميقة ، لكن البعض من المحللين الغربيين يرى بأنها تفردية بشكل متعمد وأنها غير متوازنة تحبذ الأساليب العسكرية وأنها تعاني من استحواذ ( هاجس الإرهاب ) عليها ومنحازة بالتالي إلى جانب الحرب الاستباقية الاجهاضية على الصعيد العالمي .. لكن باول يرد على أصحاب هذا الرأي ويعتبره غير صحيح ..
أما رؤية ( باول ) حول الديمقراطية فتتمثل في التشجيع على ممارستها إلى جانب التنمية والصحة العامة العالمية والحقوق الإنسانية ، ولكنه يعود فيذكر بان الولايات المتحدة لن تستطيع العمل طوال الفترة اللازمة لتحقيق ذلك إلا إذا تمت المحافظة على توسيع نطاق سلام عالمي والمحافظة عليه .. ويعترف( باول) في رؤيته بان سياسة حكومة بوش الخارجية ارتكبت مجموعة من الأخطاء ويعلل ذلك (بأننا بشر وكلنا نرتكب أخطاء ) ..6 . رؤية ( المنافسين والأعداء ) : وهي الرؤية التي يتبناها كثير من الخبراء والاستراتيجيين الأمريكان ، فهناك من يرى أن هذا الخطاب يستخدم لغة اللين مع الاتحاد الأوربي واليابان وروسيا والصين فيدعو إلى الشراكة مع الطرفين الأول والثاني والى استيعاب الطرفين الثالث والرابع من اجل عدم تحولهما إلى دول معادية توسعية ، بينما تشتد اللهجة الأمريكية عندما يتعلق الأمر بدول أخرى مثل إيران وكوريا الشمالية وسوريا والسودان ( والعراق قبل احتلاله ) التي ترد في هذا الخطاب على أنها ( دول عاصية ) و( محور الشر ) تنزع لان تكون عنصر تهديد للمصالح الأمريكية الاستراتيجية أو أنها ( دول ارتداد ) ارتدت بعنف عن النظام العالمي الجديد ، وبحسب هذا الخطاب ، فهي تشكل تهديدا للمنطقة وللمصالح الأمريكية على حد سواء ..
7 . نظرية السيطرة على ( قلب روسيا )
تبنى هذه النظرية مستشار الأمن القومي الأسبق ( زبيغنو بريجنسكي ) .. فقد حددت هذه النظرية أن من يسيطر على ( قلب روسيا )يسيطر على المعمورة بأكملها .. ووفق هذه الرؤية فان الولايات المتحدة سعت خلال الحرب الباردة إلى احتواء هذه المنطقة من خلال السيطرة على الأراضي الطرفية ، اليابان وكوريا الجنوبية وتركيا ، لذلك يحذر بريجنسكي ، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ، من إمكانية تكوين إمبراطورية روسية جديدة ويرى أن المهمة الملقاة على عاتق الولايات المتحدة هي الحفاظ على استقرار المنطقة والحيلولة دون سيطرة قوة واحدة عليها ..وبين بريجنسكي أن الشرق الأوسط هو إحدى البوابات إلى روسيا الوسطى وحسب رأيه فان الجزء العربي في هذه المنطقة لا يؤدي دورا أساسيا لان الأمر منوط بتركيا وإيران ، من هنا فانه لا يتناول الجزء العربي إلا ليذكر بإيجاز مسألة ما اسماه بالمد الإسلامي ويعتبره ظاهرة عاجزة على خلق منطقة نفوذ جيدة تهدد الموقع الجيوستراتيجي للولايات المتحدة على الرغم من قدرة الأصولية الإسلامية ، حسب تعبيره ، على تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة ويخلص إلى القول بان التأثير المحتمل لهذه الحركات إنما ينحصر في تحويل المنطقة إلى بؤرة أضطرابات دورية بسبب عجزها عن تأسيس دولة محور ..
وللتوسع في رؤيته وإلقاء المزيد من الضوء عليها بعد التطورات الدراماتيكية التي شهدها العالم منذ انتهاء الحرب الباردة نشر بريجنسكي كتابا عن أمريكا وميزان القوى في العالم عكس فيه آراءه حول رصد وتشخيص العوائق والتحديات التي تحول دون تحقيق أمريكا لحلمها في إقامة نظام عالمي جديد يأخذ شكل الحكومة العالمية وتنتظم فيه دول العالم كله خلف أمريكا وتسلم لها بالزعامة المطلقة ، وحسب رأيه فان هذا هو الهدف الاستراتيجي لبلاده وهو ما تصبو إلى تحقيقه خلال هذه المرحلة المهمة من تاريخ العالم .. كما أنها تسعى ، في حالة تعذر قيام الحكومة العالمية ، إلى تحقيق نظام عالمي يأخذ شكل الكونفدرالية العالمية التي تتمتع فيها أمريكا بزعامة عالمية تشاطرها في بعض مظاهرها ، بالتراضي ، أهم قوتين عالميتين بعدها وهما أوربا واليابان ..ويستبعد بريجنسكي أن يتم لأمريكا أي شكل من أشكال الزعامة الحقيقة على العالم لحقبة من الزمن ليست بالقصيرة ويُرجع ذلك إلى سببين أساسيين :
الأول ( داخلي ) : يتعلق بما وصفه تداعي النموذج الحضاري الأمريكي من الداخل ..
الثاني ( خارجي ) : يتعلق بموقف القوى العالمية والإقليمية وقوى أخرى رافضة بدرجات متفاوتة للهيمنة الأمريكية وسيطرتها على العالم وبتطلعاتها هي الأخرى للزعامة والنفوذ على المستويين الإقليمي والعالمي .. وقد صنف بريجنسكي القوى العالمية والإقليمية التي ستستمر لفترة قادمة تنازع أمريكا الزعامة والنفوذ إلى ثلاثة أصناف رئيسية :
أ . قوى عالمية تنافس أمريكا على الزعامة والسيطرة على العالم ويحددها بريجنسكي في قوتين هما أوربا واليابان ..
ب. قوى إقليمية كبيرة تنازع أمريكا الزعامة على مستوى قاري أو إقليمي موسع هما الصين وروسيا ..
ج. قوى إقليمية صغيرة ، حسب تعبيره ، تنازع أمريكا النفوذ على مستوى إقليمي ضيق ، وانطلاقا من نظرة عنصرية ضيقة حدد بريجنسكي أن نموذج هذه القوى : الإسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واسيا الوسطى وإيران والهند ..
وآيا كانت دقة هذا التصنيف ورأينا فيه فان الباحث توخى عرضه دون تعليق تاركا ذلك لأراء القراء والباحثين والاستراتيجيين ..
8 . نظرية صدام الحضارات
أما ((هنتنغتون ) فيضع المسألة في إطار ( صدام الحضارات ) ويدعو الدول الغربية إلى التضامن فيما بينها ، ويسعى ليبدو أكثر وضوحا في طرح نظريته هذه حين نشر في العدد السنوي لمجلة نيويورك الأمريكية مقالا بعنوان ( حروب المسلمين ) التي وصفها بأنها احتلت مكان الحروب الباردة كشكل أساسي للصراع الدولي .. وهذه الحروب ، حسب( هنتنغتون ) تتضمن : حروب ( الإرهاب ) ، حروب العصابات ، الحروب الأهلية ، الصراعات بين الدول ... الخ والرسالة التي أراد ( هنتنغتون ) إيصالها هي ( أن العرب يشكلون مصدر الخطر الذي يهدد العالم ) ..وذهب ابعد من ذلك عندما حاول إظهار العرب والمسلمين بصورة المتخلفين الذين يضمرون الحقد والكراهية للثقافة وروح العصر ..
و(هنتنغتون ) يرى بهذه الرؤية (العنصرية والعدوانية) انه حتى لو استعدى العالم كله فانه يسعى إلى منع حدوث مثل هذا الصدام المفترض من قبله بين العرب والإسلام من جهة والغرب والحضارات الأخرى من جهة ثانية وفي ظل ما يسميه مسؤولية العالم العربي والإسلامي عن ( الإرهاب ) الذي تسبب قبل أحداث أيلول بقتل (299( شخصا في هجوم عابر عام 1983 على معسكرات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت وقتل( 554) شخصا في الهجمات على سفارتين أمريكيتين في أفريقيا ..
ويمكن تلخيص نظرية ( هنتنغتون) بان منطق القوة هو الأساس في دفع العالم للاستسلام .. وبالنسبة لمسألة ( خلق العدو ) التي افترضها ( هنتنغتون ) في( صدام الحضارات) فان عددا من الباحثين الاستراتيجيين يرون أن هذه النظرية هي إحياء للعدوان في الخطاب السياسي الأمريكي لان ( هنتنغتون ) يتوقع أن تتضاعف الحروب عند ما اسماها بخطوط التماس الحضارية للعالم الإسلامي لأنه على حد زعمه هو الأشد تطرفا تجاه الغرب ..
وفي السياق نفسه يعتبر الباحث والخبير الأمريكي ( جيفري كيمب ) و( روبرت هركابي ) أن الجبهة السورية هي احد محوري الحرب المحتملة ، وحسب رايهما فان السيناريو الأفضل للولايات المتحدة وإسرائيل هو الانفراد بسورية كي لا تدخل أي دولة عربية أخرى في الصراع ..
ومن الناحية العسكرية فان القواعد الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط والتي تريد الولايات المتحدة تحويلها ، ولو نظريا لحلف الأطلسي ، تكتسب أهميتها من أهمية منطقة الشرق الأوسط وموقعها عند ملتقى القارات الثلاث ، وكذلك من أهمية دورها الاقتصادي كمنتج ومصدر للنفط والغاز حيث تعتبرها الولايات المتحدة موقعا مهما من الدرجة الأولى ..
فالأهداف الرئيسة للاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط حسب الخطاب الأمريكي هي :
أ . إقامة الرقابة على استخراج ونقل الطاقة والسيطرة عليها ..
ب . تقديم المساعدة لإسرائيل ودعمها بكل الإمكانيات المتاحة ..
ج . المحافظة على الحكومات التي تسير في ركب السياسة الأمريكية ، ولهذا فان أمريكا تبقي بشكل دائم سفن الأسطول السابع في المحيط الهندي عند مداخل الخليج الهندي وسفن الأسطول السادس في البحر المتوسط القريب من مصر وإسرائيل وسفن الأسطول الخامس في الخليج العربي ..
سياسة الهيمنة والزعامة الأمريكية على العالم
من خلال قراءتنا لنظريات ورؤى كبار السياسيين والمفكرين والخبراء الأمريكيين ، كما مر بنا سابقا ، والتي شكلت القاعدة التي تنطلق منها أيديولوجية الخطاب السياسي الأمريكي يتبين أن هذا الخطاب اعتمد مباديء محددة في تعامله مع المناطق الساخنة في العالم وبما ينسجم والمصالح الاستراتيجية العليا للولايات المتحدة .. هذه المباديء حددها مخططو السياسة الأمريكية منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، فقد سعى هؤلاء إلى خلق نظام عالمي تتزعمه الولايات المتحدة يعتمد على القدرات العسكرية والاقتصادية والسياسية الأمريكية وعلى قيم أمريكية خاصة بالشخصية والسلوك الأمريكيين ..وقد شكلت هذه المباديء والقيم جوهر السياسة الأمريكية الخارجية ..وفي هذا يقول الخبير الاستراتيجي (جون لويس غاريس ) : ( إن الولايات المتحدة كانت تتوقع أن تصبح زعيمة النظام العالمي الجديد بعد العام 1945) ويضيف ( قّلّ بين المؤرخين من ينكر اليوم أن الولايات المتحدة كانت تتوقع السيطرة على المسرح الدولي بعد الحرب العالمية الثانية وأنها كانت تسعى إلى هذا قبل أن يبرز الاتحاد السوفيتي كخصم ظاهر وحاضر ) ..
واليوم ، كما كان الحال بعد الحرب العالمية الثانية ، تسعى الاستراتيجية الأمريكية إلى توسيع دائرة التحكم في النظام الدولي عن طريق منع بروز دول عظمى منافسة لها في أوربا وشرق آسيا .. واليوم أيضا يحدد الخطاب السياسي الأمريكي أن الاستراتيجية الأمريكية تعتمد على منطق مؤلف من ثلاث خطوات :
الخطوة الأولى : الاعتماد المتبادل أو( التوافق) هو المصلحة العليا التي تشجعها الاستراتيجية الأمريكية ..
الخطوة الثانية : اعتبار عدم الاستقرار تهديدا للاعتماد المتبادل ..
الخطوة الثالثة : الردع الموسع هو الوسيلة التي تلجا إليها الاستراتيجية لمواجهة هذا التهديد ..
فالهيمنة أو الزعامة ، حسب الخطاب الأمريكي ، هي استراتيجية واقعية تسعى إلى إدامة السيطرة الجيوسياسية لما بعد الحرب الباردة .. ويعتقد أنصار هذه الاستراتيجية أن على الولايات المتحدة أن تسعى إلى زيادة قوتها النسبية إلى أقصى حد ، وذلك لان السياسة الدولية على قدر كبير من التنافسية ، وتقوم هذه الاستراتيجية على افتراض أن الدول تكسب الأمن وليس من خلال توازن القوى ، بل عِبر اختلال القوى لمصلحتها ( أي بسعيها إلى الزعامة ) ..
وتفترض هذه الاستراتيجية أن للولايات المتحدة مصلحة حيوية في الحفاظ على الاستقرار .. ومن حيث الجغرافيا تنظر استراتيجية الزعامة إلى كل من أوربا وشرقي آسيا والخليج العربي كمناطق تقوم فيها للولايات المتحدة مصالح أمنية حيوية ..
وتعد أوربا وشرقي آسيا مهمتين لأنهما يمكن أن تبرز منهما دول عظمى جديدة وان تندلع فيهما في المستقبل حروب بين الدول القوية ، حسب تعبير ( غاريس ) الذي يضيف بان الخليج العربي مهم بسبب وجود النفط فيه..
ويرى الخطاب الأمريكي أن الضمانات الأمنية الأمريكية لأوربا وشرقي آسيا هي الوسيلة التي تحافظ بها استراتيجية الهيمنة والزعامة على نظام سياسي دولي سليم يؤدي إلى الاعتماد المتبادل ..
ويرى مناصرو ومخططو هذه الاستراتيجية أنها ذات حظ من الاستحسان بالحدس والمنطق ، أما القوة فمهمة جدا في السياسة الدولية وللولايات المتحدة الحظ الأوفر منها ، ويعتبرون أن لا أفضل من أن تكون أمريكا هي القوة العظيمة الوحيدة في عالم أحادي القطب .. لكن أصحاب الرأي الآخر يرون أن الاعتقاد بان أمريكا يمكن أن تكون زعيما ناجحا هو اعتقاد شخصي خاطيء ، فما من دولة تستطيع احتمال إقامة أمنها على الثقة بالنوايا الطيبة للآخرين ، لان النوايا تزول بسرعة ونوايا اليوم السليمة يمكن أن تتحول غدا إلى نوايا شريرة ، ولهذا السبب تقيّم الدول استراتيجياتها على تقديرات إمكانيات الآخرين ، أي ما لديهم من قوة فعلية كافية ..
والذي يقلق الدول الأخرى هي القوة الهائلة لدولة ما تريد أن تكون زعيمة ومهيمنة ..وكون أمريكا ذات قوة لا تكبح ( حتى الوقت الحاضر ) هو الذي يرى فيه الآخرون مصدر قلق لهم .. وإذا عدنا إلى تحليل ( بريجنسكي ) يتبين أن الرعب الذي يبثه في قلوب الآخرين زعماء طامحون يفسر إلى حد بعيد سبب عدم تمكن أمريكا من منع قيام دول عظمى جديدة وبالتالي عدم قدرتها على إقامة الحكومة العالمية .. ويرى أصحاب هذا الاتجاه أيضا أن الشواهد التاريخية تدلل على أن ظهور زعيم طامح يعتبر عاملا مساعدا قويا في ظهور دول عظمى جديدة ..
وبهذا المعنى يمكن أن يكون قيام مثل هذه الدول بمثابة رد فعل دفاعي إزاء تهديد الدولة الزعيمة ، وبهذا المعنى أيضا يمكن أن نفهم سبب حرص الولايات المتحدة على عدم ظهور زعيم طامح .. والمفارقة في الأمر هي أن هؤلاء يرون عدم وجود سبب قاهر للاعتقاد بان الولايات المتحدة سوف تستثنى من هذا المصير ..ففي السنوات العشر القادمة أو العشرين القادمة سوف تقود سياسة الهيمنة الأمريكية إلى ظهور دول طامحة كألمانيا واليابان والصين ( وربما تعود روسيا أيضا إلى الظهور من جديد ) كدول عظمى قادرة على العمل كقوة توازي قوة الولايات المتحدة وبالتالي منافستها على خلق معطيات جديدة في السياسة الدولية ..
عبد الوهاب محمد الجبوري
عضو منتديات المعهد العربي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.