اقترب العملاق الإيطالي يوفنتوس بشدة من توديع دوري أبطال أوروبا من دوري الأول وذلك بعد أن أنهى مباراته الثالثة في دور المجموعات دون انتصار وعاد من مدريد بخسارة مستحقة أمام مضيفه ريال مدريد بهدفين لهدف في القمة التي جمعتهما اليوم ضمن الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية على ملعب سنتياجو برنابيو. الريال بدوره بعد هذا الانتصار الثمين بات على بعد خطوة واحدة إن لم يكن ضمن عمليا مقعده في الدور الثاني بعد أن حقق فوزه الثالث تواليا والعلامة الكاملة. ويدين الريال بانتصاره في المقام الأول إلى المدير الفني لمنافسه يوفنتوس أنتونيو كونتي المتسبب الأول في هذه النتيجة بعد أن قدم أسوأ مبارياته منذ تولي منصبه في السيدة العجوز قبل عامين، حيث اختار كونتي تشكيلة غير مناسبة على الإطلاق للمباراة، وغير خطة لعبه التي توج من خلالها بلقب سكوديتو في آخر موسمين كما أن إدارته السيئة للمباراة زادت الأمور تعقيدا، وإلى جانب كونتي كان المدافع الدولي الإيطالي المخضرم ثاني أسباب هزيمة اليوفي وفوز الريال بعد أن ارتكب أخطاء ساذجة كلفت فريقه الهزيمة أبرزها ارتكاب خطأ فادح داخل منطقة الجزاء دون مبرر أهدى به ركلة جزاء لأصحاب الأرض جاء منها الانتصار بالإضافة إلى إكماله الكوارث مع بداية الشوط الثاني أثناء بحث فريقه عن التعديل وتعرض للطرد. كونتي منذ بدأ رحلته مع اليوفي اعتمد على طريقة 3-5-2 ما أعطته أفضلية في الدفاع بتواجد ثلاثي في القلب إلى جانب الاعتماد على الأجناب التي تجد حرية أكبر في الهجوم، وتدافع حين يحتاج الفريق ذلك، ولكن اليوم وفي الوقت الذي كان فيه الفريق بحاجة فعلية لهذه الخطة لإيقاف خطورة الريال التي تأتي دائما من الأجنحة غير كونتي ولعب بأربعة مدافعين، والمثير في الأمر أنه اعتمد في الجانبين الأيمن والأيسر على كاسيريس وأجوبونا اللذان لم يلعبا منذ فترة طويلة للغاية بالإضافة إلى أن مركزهما الأساسي هو قلب الدفاع ما منح الريال أفضلية هائلة على ضيوفه. الريال بدأ المباراة بطريقة مثالية بعد أن سجل رونالدو في الدقائق الخمس الأولى عن طريق رونالدو بعد بينية من وسط المدافعين لدي ماريا ومراوغة لبوفون ولمسة في الشباك. وبرغم التقدم المبكر والأفضلية إلا أن الريال لم يقدم طوال 90 دقيقة العرض المنتظر، وكانت أفضليته نتيجة لارتباك يوفنتوس إلا أنه افتقد للأداء الجماعي الجمالي أو حتى على المستوى الفردي، وبدا الفريق عشوائي غير ملائم أداؤه لأسماء نجومه. اليوفي كان محظوظا بعدما تمكن من التعديل سريعا عن طريق مهاجمه الإسباني لورينتي الذي استغل ارتداد رأسية بوجبا من كاسياس وتابعها في الشباك مع الدقيقة 22. وبعد تعادل اليوفي وشروعه في البحث عن التقدم كان لكيلليني رأي آخر وفي كرة ثابتة للريال قام بالاعتداء المجاني على راموس بدون كرة ليحتسب الحكم ركلة جزاء يسجل منها رونالدو ثاني أهدافه وأهداف فريقه اليوم وسابع أهدافه في البطولة. بدأ اليوفي الشوط الثاني بشكل جيد وضغط ولكن توقف هذا الضغط عند الدقيقة 52 التي أعاق فيها كيلليني انطلاقة رونالدو باعتداء شاهده الحكم وأشهر البطاقة الحمراء في وجهه ليترك فريقه وراؤه يعاني ما اقترفه قبل خروجه. استمرت المباراة فيما تبقى من دقائق سجالا بين الفريقين ولم تفلح محاولات كونتي الذي قام بإخراج بيرلو وسط مشهد للذكرى من جماهير البرنابيو التي وقفت عن بكرة أبيها لتحية منافسها، وإشراك جيوفينكو بعد ذلك في إصلاح الأمر لتنتهي المباراة بالنتيجة الرائعة للريال والكارثية لليوفي. اليوفي بعد تلك الخسارة بات لا يمتلك بديلا عن الفوز في مبارياته الثلاثة المتبقية أمام الريال في تورينو أولا ثم أمام كوبنهاجن في تورينو أيضا قبل أن يختتمها برحلة في غاية الصعوبة إلى إسطنبول لمواجهة جالطة سراي القوي. ومن جانبه فكان أكبر المستفيدين من نتيجة مباراة الريال واليوفي هو جالطة سراي الذي أكرم وفادة ضيفه الدانماركي إف سي كوبنهاجن وفاز عليه بثلاثة أهداف لهدف ليقتنص المركز الثاني بالمجموعة بعدما رفع رصيده إلى 4 نقاط. ثلاثية جالطة سراي جاءت في الشوط الأول عن طريق فيليبي ميلو وشنايدر ودروجبا على الترتيب، وقلص الضيوف الفارق في الوقت بدل الضائع. الأتراك أمامهم فرصة ذهبية في الجولة المقبلة التي سينتقلون فيها للعب في الدانمارك ولو عادوا بالنقاط الكاملة فسيرفعون رصيدهم إلى 7 نقاط، في انتظار تعثر بنفس الجولة لليوفي على أرضه أمام الريال ،ولو حدث ذلك فسيضمنون بنسبة كبيرة مقعدهم بين ال16 الكبار.