أقامت دار العين للنشر والتوزيع، ندوة حول الأدب الجزائري، في السابعة من مساء أمس، شارك فيها الشاعر والناقد شعبان يوسف ، الكاتبة الصحفية والناقدة عبلة الرويني ، الروائية منصورة عزالدين والروائي عادل أسعد الميري. دار النقاش حول غياب تفاصيل المشهد الثقافي الجزائري عن الثقافة المصرية ، ومدي تأثير اللغة الفرنسية في الإبداع الجزائري. وتحدث الروائي عادل أسعد الميري، عن أهم ملامح الرواية الجزائرية وذلك من خلال تركيزه علي ثلاث روايات " الموت في وهران للحبيب السائح ، ريح الجنوب" للكاتب عبدالحميد بن هدوجة، "ذاكرة الجسد" للكاتبة أحلام مستغانمي، حيث قال أن الرواية الجزائرية تعتبر حرب أو ثورة التحرير، جرحًا غائرا لن يندمل بمرور السنوات ولذلك فهي حاضرة بقوة في كل الروايات مشيرا إلى ملمح آخر وهو الظلم الشديد للمرأة الجزائرية، وتضحية الآباء بالبنات من أجل مكاسب ضئيلة كما في رواية ريح الجنوب "لابن هدوجه" فالأب يصر علي زواج ابنته من المسئول السياسي في المنطقة، مقابل قليل من المال ، وهذا الظلم للمرأة واضح أيضا في رواية الموت في وهران حيث اضطرت احدي الفتيات أمام تعنت والدها واصراره علي زواجها من رجل يكبرها بثلاثين عاما الي الانتحار بجرعة زائدة من الهيروين. وأضاف "الميري" أن الرجل الجزائري باستمرار مستعد لظلم المرأة، وأن المرأة الجزائرية لم تحصل علي حريتها حتى الآن، مؤكدا أن اللغة الفرنسية مازالت حاضرة بقوة في الأعمال الروائية للجزائريين رغم مرور سنوات طويلة علي الإستقلال. وفي مداخلتها قالت الروائية منصورة عز الدين أن تفاصيل المشهد الثقافي الجزائري تغيب عنا بشكل كبير فلن نعرف من الروائيين مثلا أكثر من الطاهر وطار ، مولود فرعون ، واسيني الأعرج. وأشارت عز الدين في حديثها الي روايات رشيد بو جدرة وعمارة لاخوس ، حيث قالت أن الأخير يمثل حالة مهمة في الكتابة العربية الشابة، لأنه يكتب الرواية بلغتين "العربية والإيطالية" وذلك بعدما هاجر إلى إيطاليا في فترة العشرية السوداء، وكتب روايته " كيف ترضع من الذئبه دون أن تعضك" وذكرت "عز الدين" أن المفكر الراحل نصر حامد أبو زيد، كان سببا في تطور الكتابة عند "لاخوس" وهو أول من نصحه بالكتابة باللغة الإيطالية، فاستجاب "لاخوس" لأبوزيد وكتب نفس الرواية بالإيطالية وحققت نجاحًا كبيرًا وتحولت لفيلم سينمائي. كما أكدت أن ثورة التحرير والحرب الجزائرية، حاضرة بقوة في روايات لاخوس، فذاكرته دائما سوداء ومثقلة بالدم، بل هي صخرة سيزيف بالنسبة له. وعن رشيد بوجدرة، قالت أنه يمثل حالة مهمة جدا في المشهد الروائي الجزائري، وهو من الكتاب الذين يكتبون باللغة الفرنسية، ولكنه كان يقول أنه يحارب المحتل الفرنسي بلغته، وأضافت "عز الدين"، أن "بوجدره"، يخلخل الثقافة الغربية في كتاباته، بلهجته الحادة العنيفة مشيرة إلى أنه في عام 1982 قرر ألا يكتب بالفرنسية مرة أخري وكتب بالغة العربية دون قدرته علي التخلص من الفرنسية ، حيث يكتب بالعربية وكأنه يفكر بالفرنسية. وأضافت منصورة أن موقف الكتاب الجزائريين من الفرنسية، مختلف فمنهم من يراها غنيمة حرب مثل كاتب ياسين ومنهم من يراها منفي بالنسبة له ، وآخرون لا يعتبرونها اشكالية. وجاء حديث الكاتبة والناقدة عبلة الرويني، حول الحركة الشعرية في الجزائر، حيث قالت أن الرواية أكثر حضورا وتماسكا من الشعر، لأن الرواية تعتمد علي البناء، أما الشعر فيعتمد علي اللغة التي تمثل اشكالية كبيرة للجزائريين. وأضافت "الرويني"، أنه لا توجد حركة شعرية في الجزائر، ولا يوجد شعراء تجاوزوا حدود القطر الجزائري ، مشيرة الي أن اللغة كانت بالنسبة للشعراء قضية نضالية وليست قضية ثقافية، ومن ثم فالشعر الجزائري لا يمكن قراءته إلا من خلال الدور والوظيفة لا من خلال الجماليات والفنيات لأن اللغة داخل القصيدة لم تكن مجرد أداة بل كانت سلاح. أخبار مصر- البديل