قال الكاتب المصري "علاء الأسواني" في حوار له مع صحيفة "لا كروا" الفرنسية إن الشعب الفرنسي لديه تصور خاطئ حول ما يحدث في مصر، لأنهم ليسوا على دراية بكثير من تفاصيل الحياة السياسية المصرية. وأضاف الأسواني أنه صحيح أن الرئيس المخلوع محمد مرسي كان رئيسا منتخبا، إلا أنه وضع نفسه فوق القانون بعد إعلانه في 22 نوفمبر 2012 "الإعلان الدستوري" الذي جعل له الحق في أن يجمع بين سلطتين ألا وهما السلطة التنفيذية والتشريعية، مشيرا إلى أن هذا الإعلان عارض حل مجلس الشعب غير المتفق مع القانون. وبين الكاتب المصري أنه رغم رفض المحكمة العليا لهذا الإعلان غير القانوني إلا أن الرئيس المخلوع تمسك به، مؤكدا أن مرسي هو من قام بانقلاب ضد القانون، عبر استخدامه لمنصبه ومؤيديه لفرض قرار غير قانوني. وتابع الأسواني بأن هذا ما سبق وحدث في بيرو عام 1992 حينما اتخذ الرئيس البرتو فوجيموري قرارا يزيد من صلاحياته، واتهمته الولاياتالمتحدة نفسها بأنه قام ب " انقلاب على الحكم "، متسائلا ماذا سيحدث من قبل الشعب الفرنسي إذا اتخذ الرئيس أولاند مثل هذه القرارات؟. وعبر الأسواني عن دهشته من الموقف الغربي فقبل ثورة يناير 2011 كان المجتمع الدولي مدعم لنظام مبارك، وها هو دعم أيضا الرئيس مرسي رغم محاولته فرض ديكتاتورية جديدة في البلاد عن طريق الجمع بين السلطات وعدم احترام السلطة المعارضة. وبين"الأسواني" أنه قلق ومتفائل في نفس الوقت حيال الوضع في مصر، فهناك حرب تقودها جماعات متطرفة يقتلون الجنود المصريين في سيناء، يضاف إلى ذلك قيام عناصر تابعة للجماعة المحظورة بالهجوم على أقسام الشرطة من أجل هدم الدولة. وأضاف: أمام هذا الوضع ليس في يد كل مصري إلا اختيار دعم الدولة، فالشعب المصري يرفض أن تتحول مصر إلى سوريا أو صومال جديدة، متابعا أنه ليس مهما أن يترشح الفريق عبد الفتاح السيسي للرئاسة أم لا، المهم أن يتخذ الشعب المصري طريق الديمقراطية، حيث إنه ينبغي أن يتم وضع نظام رئاسي حقيقي نزيه وشفاف. وحيال تطرقه لاستقالة محمد البرادعي، أكد الأسواني أن البرادعي ابتعد بذلك نهائيا عن المسار السياسي، حيث إنه ليس من المفترض أن يترك السفينة وهي على وشك الغرق، مشيرا إلى أن هناك فرقا كبيرا بين شخص قرر الاستقالة والسفر إلى النمسا ورجل مثل الفريق عبد الفتاح السيسي الذي قال " سأحميكم من كل الذين يعتدون عليكم".