قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم، إن المملكة العربية السعودية فاجأت الأممالمتحدة برفضها مقعدا غير دائم في مجلس الأمن، وهو القرار الذي أكد عمق الغضب السعودي، لما يراه النظام الملكي من ضعف وتصالح المواقف الغربية تجاه سوريا وإيران، منافسي الرياض في إقليم الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن القرار السعودي الذي اتخذ بمشورة الملك "عبد الله"، جاء بعد يوم واحد من فوز السعودية بالمقعد لأول مرة، وكان غير متوقع، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية السعودية أصدرت بيانا بعد ساعات قليلة لرفض المقعد، بعد أن احتفل دبلوماسيوها في الأممالمتحدة والذي أتى نتيجة عامين من العمل في نيويورك. ويقول بعض المحللين إن القرار ناتج عن نوبة غضب مدمرة للذات تنتاب المملكة العربية السعودية، ولكن أوضح دبلوماسي سعودي أن القرار جاء بعد مناقشة طويلة، حيث إن روسيا والصين دوما ما يمنعان كل المحاولات للضغط على الرئيس السوري "بشار الأسد". وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الملك السعودي أعرب عن ارتفاع إحباطه نتيجة استمرار أعمال العنف في سوريا، وهي الدولة ذات الأغلبية المسلمة، بالإضافة إلى أن أحد زوجاته من سوريا، فقد أصيب بخيبة أمل كبيرة عندما قرر الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" عدم توجيه ضربة عسكرية للجيش السوري في سبتمبر الماضي، ووافق على الاتفاق الروسي المقترح لتأمين الأسلحة الكيماوية في سوريا. ولفتت إلى أن المسئولين السعوديين لم يخفوا مخاوفهم من الاتفاق الإيراني الغربي بشأن السلاح النووي الإيراني، حيث هناك جولة أخرى مقررة في أوائل شهر نوفمبر، مما قد يأتي على حساب الرياض. وترى الصحيفة أن القرار السعودي يعكس أيضا مناقشة أوسع داخل النخبة الحاكمة في السعودية، حيث إن مقعد مجلس الأمن قد يعرقل أسلوب دبلوماسيتهم المتحفظة، وتابعت أن القرار السعودي أتى كصفعة قوية للأمم المتحدة وكذلك واشنطن، باعتبار أن الرياض واحدة من أقوى حلفاء الغرب. واختتمت الصحيفة بأن روسيا انتقدت بشدة القرار السعودي، حيث قال وزير الخارجية الروسي في بيان تناقلته وكالات الأنباء الروسية:"إننا مندهشون بقرار المملكة العربية السعودية، حيث يثير الحيرة والانتقادات، خاصة في سياق الصراع السوري، مما يجعله أمرا غريبا للغاية".