سحب مهرجان سينما الموبايل جائزة فيلم "إنسان" إخراج إسلام بلال الفائز بجائزة أفضل فيلم روائي قصير في المسابقة الرسمية لدورته الثانية التي اختتمت فعالياتها منذ 3 أيام، وقال المخرج أمير رمسيس ل "البديل" إن إدارة المهرجان قررت سحب جائزة الفيلم بعدما وصلها على صفحة المهرجان رابطان لفيلم آسيوي روائي قصير بعنوان "لغة الحب" يشابه الفيلم الفائز، فقررت الإدارة مشاهدة الفيلمين والمقارنة الفنية بينهما، وخلصت لجنة التحكيم إلى أن الفيلم الفائز منقول منه حرفيًّا بما يتجاوز توارد الخواطر الفنية إلى نقل واضح لفكرة وأسلوب تنفيذ الفيلم بشكل يتجاوز توارد الخواطر أو تشابه الأفكار، ويندرج تحت بند النقل المباشر لفكرة وتناول بصري لا يمكن أن يأتي من باب الصدفة، وأوصت لجنة التحكيم في تقريرها بسحب الجائزة المالية للفيلم وهي منحة إنتاج مقدمة من الشركة العربية للإنتاج والتوزيع بقيمة ثلاثين ألف جنيه، وتقسيمها بين الفيلمين اللذين نالا جائزتي لجنة التحكيم وجائزة أفضل فيلم تسجيلي "مجرد" لمحمد الدباح و"قفل و جنزير" لمحمد كرارة؛ نظراً لتميز المستوى الفني للفيلمين، وبما أنهما شغلوا مواقع مقاربة جدًّا في المنافسة مع فيلم "إنسان" خلال مداولات اللجنة، فيما قررت أن تحتفظ "آية محمد" بجائزة أفضل ممثلة؛ لأنها لا ذنب لها في اقتباس الفيلم، وما زالت اللجنة ترى أنها تميزت جدًّا في دورها. وأصدرت اللجنة بيانًا بقرارتها أعربت فيه عن أسفها وحزنها من لجوء بعض شباب الجيل الجديد من صناع الأفلام للاستسهال والنقل المباشر من أعمال يظنونها مجهولة، متناسين أنه في عصر المعلوماتية الذي نحياه لا توجد أسرار، حيث صار أي عمل فني في العالم في متناول الجميع مهما كان غير مشهور، مشيرة إلى أن سرقة فكرة من فيلم قصير مجهول لا تقل وطئًا عن سرقة فيلم عالمي مشهور، وشددت على أن مخرج الفيلم مدين باعتذار للجمهور ولإدارة المهرجان عما فعله. وأوضح المخرج أمير رمسيس أن الفيلم الآسيوي الذي وصل إلى المهرجان هو واحد من عدة أفلام قدمت في عدة دول، وحمل عنوان إعادة صناعة للفيلم الأصلي، و هو "لغة الحب" وهو جزء من برنامج توعوي اجتماعي. من جانبه رفض إسلام بلال مخرج فيلم "إنسان" اتهامه بسرقة فيلمه من الفيلم الآسيوي، وطالب باعتذار رسمى ورد الاعتبار، واعتبر ما حدث خطأ ناجمًا عن سوء متابعة لجنة التحكيم للأعمال الفنية في العالم وتراث وأفكار الصم. وقال ل "البديل" إن ما قدمه في فيلمه يختلف عن فيلم "لغة الحب"، مشيرًا إلى أن الأخير يحمل عنوان إعادة صناعة في إشارة إلى أن الفكرة متداولة في عدة أفلام، وأضاف أنه قدم لينكات لثمانية أفلام على اليوتيوب تتناول نفس فكرة فيلمه، لافتًا إلى أن من يدخل عالم الصم سيعرف أن فكرة التواصل بين شخص أصم وآخر من غير الصم ونشأة علاقة عاطفية بينهما تيمة متداولة في العالم كله، وأضاف أن فيلمه "إنسان" يختلف عن هذه الأفلام التي تناولت الفكرة بأسلوب مباشر ودون اختلاف بينها، وقال إنه في فيلمه أخذ الفكرة وطورها وأضاف للفكرة التقليدية وقدمها بصورة أكثر عمقًا، واستشهد بالمشهد الأخير في فيلمه وهو مشهد للفتاة تغني بلغة الإشارة، ورفض اتهامه بالسرقة لأنه كتب أن الفيلم من تأليفه رغم اعترافه أن فكرته نفذت في أفلام أخرى كتب عليها مخرجوها إعادة صناعة، وقال إن الفيلم من تأليفه؛ لأنه كتب مشاهد في الفيلم تختلف عن الفيلم الأصلي. وردًّا على ما قررته لجنة التحكيم حول تشابه كادرات الفيلمين قال بلال إن الفيلم يدور من خلال شخصيتين ثابتتين، وبالتالي فإن تكنيك التصوير به واحد؛ لأنه يتم من خلال سبع زوايا لا اختلاف فيها، وأضاف أنه سيتقدم بفيلمه لمهرجانات خارج مصر ردًّا على الطريقة التي عومل بها هنا، وأكد أن تصوير فيلمه بالموبايل ليس عائقًا عن مشاركته في المهرجانات؛ لأنه يتمتع بمستوى جيد للصورة. وأضاف أن سحب الجائزة لا يعنيه، وأنه انتج فيلمه لتحقيق الاحترام والاعتراف بفئة الصم، وهاجم لجان التحكيم في المهرجانات المصرية، معتبرًا أن اختياراتها تعتمد على توجهات وأمزجة ذاتية كثيراً ما تكون خالية من الموضوعية، مستشهدًا بفيلم "المساحة" الفائز بمسابقة الأفلام الروائية من المهرجان ذاته العام الماضي، وقال إنه فيلم تسجيلي وليس روائيًّا، كما اتهم صناعة السينما في المؤسسات الكبرى بأنها لا يعنيها سوى المكسب في غالب الأحيان، ولو على حساب القيمة الإنسانية، وهو ما حاول تقديم نموذج مضاد له في فيلمه، على حد تعبيره. يذكر أن فيلم "إنسان" بطولة آية محمد ومحمد العطافي، ويدور حول نشأة قصة حب بين فتاة صماء وشاب يحب الموسيقى دون تبادل كلام، مكتفيين بتبادل قصاصات ورق تحمل أفكارهما و مشاعرهما، وحين يدرك الشاب أن حبيبته صماء يدعوها للغناء بلغة الإشارة لتوصيل صوتها و رسالتها للعالم. وكان مخرج الفيلم إسلام بلال قد شارك في دورة المهرجان الأولى، وفاز فيلمه "الصمت" بجائزة أفضل ممثلة.