قال الناقد علي أبو شادي – الرئيس الأسبق للرقابة على المصنفات الفنية: إن إنتاج أفلام عن حرب أكتوبر هو مسؤلية الدولة، وهي الوحيدة القادرة على إنتاج أفلام من هذه النوعية، مستشهدا بفيلم "الطريق إلى إيلات" الذي أنتجه التليفزيون. وأوضح أن هناك سيناريو متميز قدمه اللواء نبيل فرج للتليفزيون من فترة طويلة بعنوان "الطريق إلى جهنم" عن بطولات الصاعقة، وكان تقرير القراءة له ممتازًا موصيًا بتنفيذه، لكن شيئا لم يحدث. وأضاف ل"البديل" أنه طوال فترة توليه عمله بالرقابة كانت كل السيناريوهات التي قدمت وتتناول حرب أكتوبر تتسم بالضحالة والتفاهة، فلم تكن مشكلة تناول الحرب هي مشكلة رقابة، كما اعتبر أن الأفلام الروائية التي قدمت في أعقاب نصر أكتوبر مباشرة أفلام تافهة وانتهازية، تعاملت مع الحرب بمنطق "السبوبة"، وفي المقابل تعرض المشروع الوحيد الجاد وقتها للإلغاء، وهو فيلم عن سيناريو أسامة أنور عكاشة رصد له الجيش ميزانية 25 مليون جنيه ولم يتم بقرار من السادات . وقال أبو شادي: إنه لا يوجد منتج يمكن أن يقدم على إنتاج عمل عن أكتوبر، بما يتطلبه من ميزانية ضخمة، خاصة بعد تجربة المنتج عادل حسني في فيلم "حائط البطولات" للمخرج محمد راضي، الذي منع لأنه تناول جوانب أخرى من بطولات الحرب تفضح أكذوبة الضربة الجوية التي روج لها مبارك، ولم يعرض الفيلم حتى الآن، وسبب للمنتج خسائر مالية باهظة حتى صار نموذجا لما يتعرض له المنتج الذي يحاول التصدي لعمل وطني بهذا الحجم. وأضاف أن أحداث الحرب حافلة بالقصص التي تبهرنا، خاصة ما نسمعه هذه الأيام من الكثير من القصص المسكوت عنها، فلأول مرة نشهد خلال احتفالات هذا العام هذا الحضور الطاغي لأبطال أكتوبر يحكون قصصًا وبطولات مذهلة، لو كانت في بلد آخر لوظفها في مئات الأفلام، وتظهر تسجيلات نتمنى أن يتم استخدامها وتقديمها في أفلام سينمائية روائية، تحتفي ببطولات جيشنا التي نفخر بها وبمقاتلين من طراز رفيع. وأكد أن قادة الحرب وأبطالها أمثال المشير أحمد إسماعيل والفريق سعد الدين الشاذلي وغيرهم، تعرضوا لجريمة لمحوهم من ذاكرة المصريين، بما فيها جيلهم الذي عاصر حربي 1967 و1973، وإن قادة الجيش الحاليين مطالبين بإعادة فتح هذه الملفات، ومن حسن الحظ أنهم لا يعانون حساسية ما عاشته الأجيال السابقة لهم من قادة الجيش، فهم لم يعاصروا الحرب ولم يعانوا من تداخلات السياسة في سرقة النصر. وأوضح أن أمامنا الآن فرصة لإعادة الحق لأصحابه بعد عقود من سرقة تضحياتهم، ولأن ما عشناه بعد نصر أكتوبر كان حصادا مرا، وكان من المؤلم أن نرى الشعب يدفع ثمن النصر ليذهب الحق لغير أصحابه، ويخذل الاقتصاد المقاتلين كما قال هيكل، حيث سرق النصر وذهب للسماسرة، وهي المرحلة التي قالت فيها السينما المصرية كلمتها بشجاعة، في أفلام مثل "زمن حاتم زهران"، "العصابة"، "بيت القاضي" وغيرها.