* طالبات تجمهرن أمام 4 جامعات الأسبوع الماضي للاحتجاج على إجراءات القبول والتسجيل الرياض- وكالات: يقول أكاديميون سعوديون أن الطالبات في هذا البلد المحافظ يدركن جيدا حقوقهن ويحاولن ترسيخها في مواجهة الممانعة الاجتماعية، وخلافا للأعراف السائدة. وتجمهرت مئات الطالبات خلال الأسبوع المنصرم أمام أربع جامعات واقتحمن احداها احتجاجا على آلية إجراءات القبول والتسجيل متهمين الإدارة بالمحاباة والمحسوبية. وتقول سهيلة زين العابدين حماد، الأكاديمية والناشطة في جمعية حقوق الإنسان، “إنهن يدافعن عن مستقبلهن وحياتهن. في السابق، كن يقابلن بالرفض فلم يكن أمامهن إلا الصمت. أما اليوم، أصبح لدينا من يطالب بحقه ولا يقبل السكوت“. وتضيف لوكالة فرانس برس إن ما يحدث “ناجم عن نضج الوعي الحقوقي“. وشهدت جامعات أم القرى في مكةالمكرمة، والملك خالد في أبها، وطيبة في ينبع فوضى عارمة جراء غضب الطالبات غير المقبولات، كما تجمهرت حوالى ثلاثمئة منهن في جامعة الأميرة نورة، أكبر صرح جامعي افتتحه العاهل السعودي في الرياض قبل أشهر. واقتحمت خريجات ثانوية عامة مبنى جامعة أم القرى حيث اعتدين على عددٍ من الموظفات العاملات في مكتب التسجيل بسبب عدم قبولهن وحطمن الأبواب والنوافذ قبل أن يفرقهن رجال الشرطة. وترى حماد أن “هناك مسؤولية على وزارة التعليم العالي ووزارة التربية في استيعاب خريجي الثانوية العامة، فأعداد الطالبات ليست كثيرة، وينبغي إيجاد طاقة استيعابية أكبر في جامعاتنا“. وتتابع متسائلة: “لماذا التعقيد في القبول؟ من الاجدر وضع مناهج في الثانوية تؤهل الطلاب لدخول الجامعة مباشرة“. وتشير إلى أن المطالبة بالحقوق “ظاهرة إيجابية نتمنى أن نراها في كل مناحي الحياة وليس في قبول الجامعات فقط، تستطيع المرأة أن تطالب بحقوقها أمام القاضي مثلا، فالصحابيات يجسدن (...) خير مثال لنا“. وتشيد حماد بما قامت به مجموعة من الناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي أخيرا وبينها حملات “بلدي” و“سأقود سيارتي” مؤكدة أن هذا الحراك “أمر مفرح وسار للجميع“. وفي السياق ذاته، يرى طارق فدعق الأكاديمي في جامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجلس الشورى أن “زيادة الوعي الحقوقي لدى الفتيات يأتي ترجمة للرغبة الحقيقية من الحكومة في رفع مستوى التعليم في البلاد“. ويضيف “لا شك أن جامعة الأميرة نورة كانت أكبر دليل على رغبة الحكومة في دعم التعليم والمرأة على وجه التحديد، فقد أنجزت في وقت قصير رغم ضخامتها على المستوى العالمي“. ويشير فدعق إلى أن “الوعي والمبادرة لدى السعوديات في ازدياد الأمر الذي يتماشى ويتواكب مع التحفيز الذي يجدونه” من الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتشهد السعودية تغييرا منذ بداية عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز العام 2005، بما في ذلك تعيين نورة الفايز أول امرأة في منصب مساعدة وزير، رغم بعض الآراء الفقهية المتشددة والمجتمع المحافظ بغالبيته. وفي المقابل، يعتبر جميل فلاتة المشرف التربوي أن ما أقدمت عليه الفتيات يشكل “تراجعا في الثقافة الحقوقية لديهن“. ويتابع أن “أسلوب المطالبة بالحقوق له طرق صحيحة وسليمة عوضا عن التكسير والاقتحام. وهناك مسؤولية تقع على الجامعات في تنظيم طرق القبول والتسجيل من أجل ضمان المساواة والعدل بين الجميع“. بدوره، وصف خالد العنقري وزير التعليم العالي الطالبات المحتجات ب“المندفعات“، معتبرا في تصريحات للإعلام أن “عدم قناعتهن بإجراءات القبول ليس مبررا لتكسير الأبواب والنوافذ أو الاعتداء على الموظفات، وطالبهن بالصبر والتروي“. لكن آمال باسويد الموظفة في أحد المصارف السعودية توضح أن “الفتيات يواجهن صعوبات في اختبارات القبول والقياس وغيرها“. وتضيف أن “الأمر يشكل بداية وعي بأهمية العمل والاعتماد على الذات للحصول على الشهادة الجامعية، هناك استفادة من تجارب وخبرات الآخرين، فنسب الطلاق ارتفعت لدينا وتحاول الفتيات مجابهة ذلك بالتعليم لمواجهة أعباء الحياة“. وأعلنت آمنة الريس وكيلة عميدة القبول والتسجيل في جامعة أم القرى للصحافة أن معدلات الثانوية العامة فقط لا تمتلك أي قيمةٍ في عملية القبول الجامعية الحديثة. وأضافت أن غالبية الجامعات تعتمد على النسبة المكافئة في التسجيل ويعني ذلك مجموع درجات الثانوية العامة مع درجات الاختبار التحصيلي إضافة إلى اختبار القدرات.