ملفات عديدة في انتظار الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة والسكان، منها كادر الأطباء وقانون التأمين الصحي والارتقاء بالمنظومة الصحية بمصر، وتولت "الرباط" حقيبة الصحة في حكومة الدكتور حازم الببلاوى بعد ثورتين طالبت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وهو ما لم يشعر به المواطن، فمازالت طوابير المرضى من أجل العلاج على نفقة الدولة مستمرة، وإهانته وإهدار كرامته ليجد سريرا يعالج عليه، بالإضافة لرفض بعض المستشفيات استقبال حالات جديدة، خاصة ليلة المليونيات، وتدنى المستوى الطبي والصحي بها، وخدمات الطوارىء بالمستشفيات التى أصبحت مدفوعة الأجر رغم تعليمات وزراء الصحة بالمجانية لمدة 24 ساعة. بالإضافة إلى ذلك فمشاكل العلاج أيضا لا تنتهى، من أدوية مهربة وأخرى مغشوشة، والتسجيل والتسعير، وما زال المواطن يعانى في الحصول على دواء، وتوفير الدم الآمن، خاصة أنه السبب الرئيسي لانتشار فيروس "سى" بشكل مخيف في مصر، والعيادات والمراكز الطبية غير المرخصة ومراكز العلاج الطبيعى، وتسريب المخلفات الطبية الخطرة وإعادة تدويرها، ونقص أعداد التمريض بمستوى الجمهورية وتدنى مستوى الأداء للبعض، وخدمات الإسعاف، ونقص ألبان الأطفال. المحزن أن كل هذه الملفات لا نعلم ماهو مصيرها، خاصة أن هناك تعتيم إعلامي واضح من قيادات وزارة الصحة وبإشراف الوزيرة، ومنع تسريب أى معلومة للإعلام، وهو ما جعل إدارة الإعلام بالوزارة تحتج، وبعد عدة محاولات لاجتماع الإدارة مع الوزيرة تم إلغاء الميعاد المحدد دون معرفة الأسباب أو حتى الاعتذار، لتأتى بعدها بعثة الحج وكانت بمثابة نزع لفتيل الأزمة بينها والإدارة، وسادت حالة من الغضب داخل الوزارة بعد إعلان الأسماء الفائزة برحلات الحج، واتهم العاملون والموظفون فى بعض القطاعات الوزيرة بسوء توزيع الرحلات وتوزيعها فقط على المقربين. وكانت رحلات الحج قبل ثورة 25 يناير توزع حسب معرفة الوزير، وبعد الثورة تغير نظام توزيع فرص الحج لتتم من خلال قرعة علنية، واستمر هذا النظام لمدة سنتين، وخلال العام الأخير تم وقف العمل بنظام القرعة لتعود فرص الحج للمحظوظين، رغم تأكيد الوزارة في بيان رسمي أن بعثة الحج جاءت بالقرعة العلنية لهذا العام. وفي أكثر من لقاء جمع بين الصحفيين والوزيرة بجولات خارج القاهرة لافتتاح مركز طبي أو تفقد مستشفى لم يجدوا تنظيما مناسبا، وهو ما آثار حفيظة الإعلاميين لتكرارها أكثر من مرة، فانسحبوا من الجولة. وحاولت الوزيرة معالجة الموقف بجلسة ودية مع عدد كبير مع الصحفيين، لكن ذلك لم يخفف من حالة الاحتقان لدى الصحفيين، وخاصة بعد اختيارها لأحد مراسلى التليفزيون المصري لبعثة الحج دون إجراء القرعة.