خصص مساعد رئيس تحرير صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية "بيير روسلان" مقالا له اليوم، حول انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي خاصة أن المحادثات بين الطرفين ستستأنف الشهر المقبل. وأوضح "روسلان" في مقاله أن تركيا ترى في أوروبا وجهين أولهما "أوربا الحلم" التي يتطلع إليها الجميع ويطمح أن ينتمي إليها، و "أوروبا الواقع " التي تكون بعيدة عن هذه الصورة الخيالية، إلا أنه بين تلك الحالتين لا تستطيع تركيا أن تتخلى عن حلم الانضمام. وأشار "روسلان" إلى أن السياق السياسي والإقليمي بالنسبة لتركيا في الوقت الحالي أصبح مختلفا، ورغم ذلك لا يزال حوار الصم مستمرا من قبل الاتحاد الأوروبي، فالحرب التي تهدد تركيا في الجنوب والتظاهرات المستمرة ضد رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان، وكذلك التباطؤ في النمو الذي تعاني منه تركيا خلال الأشهر الأخيرة، والقطيعة الشديدة بين تركيا وفرنسا، كل هذا لم يغير من رأي الاتحاد الأوروبي في وقف هذه المناقشات مع الحكومة التركية الحالية، بل إنه خلال الشهر المقبل سيفتح فصلا جديدا من تفاوضات الانضمام. وتابع مساعد تحرير صحيفة "لوفيجارو" المختص بالشئون الخارجية منذ عام 2004: إنه خلال الندوة السنوية لمعهد البسفور، أوضح وزير التنمية التركي جودت يلماز في حضور الوزير المفوض للشئون الأوروبية "تييري ربنتان" أن أوروبا تعاني من انفصام، فهناك أوروبا التي تدعم تركيا في الإصلاح، وهناك تركيا المنغلقة على نفسها، والمتحيزة ثقافيا، وهذه الأخيرة لا ترغب تركيا في الانضمام إليها. وبين "روسلان" إن لم يعد أحد في تركيا يؤمن بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولم يبق إلا القليلون من دبلوماسيين أوروبيين هم من يصدقون ذلك، مضيفا أنه كان على "ربنتان" أن يرد على وزير التنمية التركي بأنه قبل أن يهاجم أوروبا، فإنه عليه أولا أن يدعوا تركيا لتكون واضحة في سياستها، وأن تعيد النظر في أحداث ساحة تقسيم، كما أنه عليها أن تحاول من جديد لتعزيز الديمقراطية بدلا من تلك الميول الاستبدادية لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وأوضح الصحفي الفرنسي أن فتح فصل المفاوضات الخاص بالسياسة الإقليمية تقرر بداية العام الجاري، لكنه تأجل بسبب القمع الذي ارتكبته الحكومة التركية ضد تظاهرات تقسيم، فلم يتغير شيء في تركيا، حيث إن الإصلاحات معطلة فلا يزال هناك صحفيون في السجون بالإضافة للقمع ضد الجامعات. وأشار "روسلان" إلى أن أردوغان يعلم أنه أخطأ بما يكفي، فإن أي مفاوضات حقيقية ستجبره على ىتقديم التزامات ومزيد من تحرير شعبه، ولكنه يسير الآن في الطريق المعاكس.