قال الرئيس السوري "بشار الأسد" إن أي تحرك دبلوماسي، دون تحقيق الاستقرار والتخلص من الإرهابيين سيكون مجرد "وهم"، وقال إن أي تحرك دبلوماسي ينبغي أن يبدأ بوقف تدفق الإرهابيين، ووقف الدعم اللوجيستي لأولئك، وأضاف "من ثم لدينا خطة كاملة يمكن بموجبها للسوريين أن يجلسوا إلى الطاولة، ويناقشوا مستقبل سوريا، والنظام السياسي والدستور، وكل شيء". وأوضح الأسد، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، بثت مساء أمس، أن الإرهابيين يتسللون إلى المناطق السكنية في القرى والضواحي أو إلى المدن الكبرى، ويترتب على الجيش الذهاب إلى تلك المناطق للتخلص من أولئك الإرهابيين، فعلى الجيش أن يدافع عن المدنيين وليس العكس. وأضاف "لا تستطيع أن تتركهم أحرارا يقتلون ويغتالون الناس، ويقطعون رءوسهم ويأكلون قلوبهم، وعندما تذهب للدفاع عنهم يقال إنك تقتل شعبك، لكن هناك ضحايا في كل الحروب، وهذه حرب وليس هناك حرب نظيفة أو حرب ناعمة أو حرب جيدة". وعن فرص تحقيق المصالحة مع المعارضة قال "الأسد"، "علينا التمييز بين ما يسمى المعارضة والإرهابيين، المعارضة هي تعبير سياسي، عندما تعارض شخصا كما في بلادكم أو في أي بلاد أخرى في العالم، يكون لديك برنامجك ورؤيتك وقواعدك وتقترح ما تريده فيما يتعلق بالنظام السياسي أو أي شيء آخر، وبوسعك تغيير ذلك النظام إذا كنت تعارض الحزب الآخر، المعارضة لا تعني حمل السلاح وقتل الناس وقتل الأبرياء، وتدمير المدارس وتدمير البنية التحتية وقطع الرءوس، ما العلاقة بين المعارضة وقطع الرءوس؟". وأشار الأسد "لقد أعلنا ذلك مطلع هذا العام، قلنا إننا مستعدون لإجراء نقاشات مع أي حزب سياسي داخل سوريا أو خارجها"، وعن إمكانية العفو عن جميع السوريين الذين عارضوا حكومته، اشترط الأسد "إذا كانوا لم ينتهكوا القانون، إذا كانوا يعارضون الحكومة فإن بوسعهم القدوم إلى سوريا دون عفو، العفو يمنح للأشخاص الذين يخرقون القانون السوري وحسب، المعارضة ليست جريمة، ولدينا معارضة داخل سوريا". وذكر أن منح العفو كمسار نحو تحقيق السلام، يعتمد على من ينبغي أن يشملهم هذا العفو، إذا كان الأمر يتعلق بأولئك الذين لطخوا أياديهم بدماء السوريين، فإن ذلك يمكن أن يكون جزءا من المصالحة الوطنية. وعن ملايين السوريين الذين أصبحوا لاجئين قال "الأسد"، "نريدهم أن يعودوا إلى قراهم ومدنهم ومنازلهم، وعلينا أن نساعدهم بالتخلص من المجموعات الإرهابية، لأن أغلبية هؤلاء اللاجئين غادروا بسبب الإرهابيين، وليس بسبب الحكومة، لدينا مهجرون في سوريا تساعدهم الحكومة". وقال "الأسد" إن التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه روسياوالولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي، سيتكلف نحو مليار دولار، وإن حكومته ستلتزم بالاتفاق الذي يهدف إلى التخلص من الأسلحة الكيماوية لسوريا، ومستعدة لتسليمها إلى أي بلد لا يمانع في المخاطرة بأخذها. وأكد "الأسد" أن حكومته ملتزمة بالتخلص من ترسانتها من الأسلحة الكيماوية، لكنه أصر على أن قواته ليست مسئولة عن هجوم بالأسلحة الكيماوية خارج دمشق في 21 من أغسطس، وإن التخلص من الأسلحة الكيماوية سيستغرق على الأرجح نحو عام، لأنها مسألة معقدة فنيا للغاية وتتطلب الكثير من المال. وسُئل "الأسد" هل هو مستعد لتسليم الأسلحة الكيماوية إلى الحكومة الأمريكية، فرد بقوله "كما قلت الأمر يحتاج إلى الكثير من المال أنه يحتاج حوالي مليار دولار، وهو ضار جدا بالبيئة وإذا كانت الإدارة الأمريكية مستعدة لدفع هذا الثمن، وتحمل مسئولية جلب مواد سامة إلى الولاياتالمتحدة، فلماذا لا يفعلونها". وخاطب "الأسد" الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، داعيا إياه إلى "إتباع الحس السليم للشعب الأمريكي، الذي أظهرت استطلاعات للرأي أنه يرفض توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري". وقال "لدينا حرب، حرب من نوع جديد يشارك فيها عشرات آلاف التكفيريين، من أكثر من 80 جنسية مختلفة، وما يمكنني أن أقوله لكم هو أن 80%، من هؤلاء الإرهابيين هم أعضاء في تنظيم القاعدة وفروعه".